أوكرانيا وسر تحول ترامب المفاجئ باستئناف الدعم

أوكرانيا وسر تحول ترامب المفاجئ باستئناف الدعم

أوكرانيا وسر تحول ترامب المفاجئ باستئناف الدعم

محمد العروقي – رئيس تحرير موقع أوكرانيا اليوم

14\7\2025

تتجه الانظار اليوم لما سيتحدث به الرئيس الامريكي ترامب حول أوكرانيا وسط توقعات بإعلان استئناف الدعم العسكري لأوكرانيا.

شخصيا لا أؤمن بتصريحات أو اقوال ترامب في اي قضية الا عندما نرى ذلك تحقق على ارض الواقع بسبب تقلباته المزاجية والاعيبه التجارية. إن استئناف دعم أوكرانيا لا يعني باي حال من الاحوال حدوث قطيعة بين ترامب وبوتين، لكن حسب وجهات نظر تقول ان ذلك قد يؤدي الى قناعة لدى الروس بالجلوس الغير مشروط على طاولة المفاوضات.

كيف وصلت الامور على هذا الحد؟

منذ اعلان ترامب نواياه بإنهاء الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، اتخذ ترامب طريقا واحدا وهو الضغط على الطرف الاوكراني فقط، وكانه اتفاق او مهلة من روسيا لترامب بالضغط على أوكرانيا، وكلنا نذكر ما حدث في البيت الابيض خلال لقاء ترامب وزيلينسكي وما حصل بعد ذلك في العلاقات الرمادية بين الشخصين (ترامب – زيلينسكي)، هذا اعطى مفهوم غير ناضح لدى القيادة الروسية بأن الامور و العلاقة الشخصية بين الرئيسين وصلت لطريق مسدود ولن تعود، هذا التصور الروسي الخاطئ زاد من عنجهية الطرف الروسي لدرجة انهم نسوا حدود العلاقة الحميمة والخطوط الحمراء التي تحدد العلاقة بين ترامب وبوتين، ونستشهد بذلك الرفض الروسي لكل العروض المقدمة من اجل هدنة لمدة شهر والجلوس على طاولة المفاوضات بل وضعت روسيا شروطا جديدة قبل الجلوس من اجل هدنة، وهي الشروط المتمثلة بانسحاب اوكرانيا من خمس مناطق حتى الحدود الإدارية، ناهيك عن شروط أخرى متمثلة بعدم انضمام أوكرانيا لحلف الناتو و تسليح الجيش الاوكراني ..الخ. وكانت تصريحات الطرف الروسي متمثلة بعنجهية أكبر، أي نحن لسنا في عجلة من امرنا “إما ان تتحقق شروطنا بالمفاوضات (الاستسلام) أو عن طريق (ما يسمونه) العملية العسكرية.

وكما ذكرنا كل ذلك يأتي وسط ضغط مالي وعسكري واعلامي ودبلوماسي وسياسي من ادارة ترامب على أوكرانيا.

ترامب، فانس، زيلينسكي – حادثة البيت الأبيض … الاسباب والمآلات

كيف تحولت الامور لصالح أوكرانيا؟

منذ اللقاء الشهير بين ترامب وزيلينسكي في البيت الابيض قامت اوروبا باحتضان زيلينسكي ورفع معنوياته، وأكدت الدول الاوروبية لزيلينسكي انها لن تتخلى عنه بجميع الاحوال لكن الاهم من ذلك هو اعتماد زيلينسكي على النصائح البريطانية والفرنسية في آلية التعامل مع ترامب، مما أثر ايجابيا في عودة العلاقات الدافئة بين زيلينسكي وترامب وهنا كانت نقطة التحول.

مع تعاظم الملفات لدى ترامب في قضايا أكثر خطورة في الشرق الاوسط والصين ودول الناتو وغيرها، والعناد الروسي المطعم بالعنجهية، ادى ذلك الى اعادة ترامب لحساباته، فهو يريد شرق أوسط جديد حسب مواصفات نتنياهو، ويريد أوكرانيا جديدة حسب مواصفات بوتين، لكن ناقوس الخطر بدأ يدق من الدول الاوروبية ومن الصين في اعادة تموضع جغرافيا العلاقات والتحالفات، الاتحاد الاوروبي لا يعارض وجود علاقات متميزة بينه و بين الصين بعيدا عن ضرائب ترامب، كذلك الصين تريد علاقات جيدة تجارية مع روسيا ولا يمنع ان تكون لها علاقات تجارية مع أوكرانيا، كذلك هناك طموحات صينية في الشرق الاوسط، لذلك المشهد تعقد كثيرا امام ترامب من مخاوف ولادة تكتلات جديدة ليست بالحسبان، وخاصة علاقة ترامب مع الناتو أو الاتحاد الاوروبي علاقة متميزة اقتصاديا، فخسارة تحالف من تلك التحالفات قد يؤثر على علاقة ترامب الاقتصادية مع هذه الجهات، لذلك، على ما يبدو، فضل ترامب العودة للخارطة الحالية من التحالفات الكلاسيكية فهو ايضا مستفيد ماديا من الناتو والاتحاد الاوروبي وكندا بفضل الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا.

الضباب الدبلوماسي: مكالمات ترامب الثلاثية تثير تساؤلات أكثر مما تقدم حلولًا لحرب روسيا على أوكرانيا

وكانت القشة التي قسمت ظهر البعير بين ترامب وبوتين هي المكالمة التلفونية الاخيرة بينهما في بداية يوليو الحالي، والتي أعلن بعدها ترامب خيبة ظنه في بوتين، كما أعلن بوتين من خلالها عزمه مواصلة الحرب حتى احتلال كامل الشرق الاوكراني حتى الحدود الادارية … ماذا سيحدث بعد استئناف الدعم والى اين ستتجه الامور هذا سوف نتناوله في مقال قادم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *