الدعوة الثانية لزيلينسكي.. خطوة أمريكية تحمل رسائل خفية لموسكو

الدعوة الثانية لزيلينسكي

الدعوة الثانية لزيلينسكي.. خطوة أمريكية تحمل رسائل خفية لموسكو

محمد حامد – موقع “ارم نيوز” – الامارات العربية المتحدة

13\3\2025

قال خبراء مختصون في العلاقات الدولية والشأن الأوكراني، إن تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لزيارة البيت الأبيض مجددا، بعد الواقعة الشهيرة بينهما في لقاء الشهر الماضي، تحمل رسالة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن أوراق اللعبة في الحرب الأوكرانية ليست في يده فقط.

وأضاف الخبراء، لـ”إرم نيوز”، أن الدعوة في ظل ما طرح من هدنة مؤقتة يعتبر ممارسة جانب من الضغوط على موسكو، بالتزامن مع استئناف واشنطن تقديم الإمدادات العسكرية لكييف، والعودة للدعم المخابراتي مع أوكرانيا.

وتوقعوا ممارسة ترامب لهذا الضغط إثر اكتشافه أن الفاتورة التي يريد تحصيلها من موقفه مع روسيا ليست كما أراد، وليست مجدية في حال اتخاذ موقف صدامي كما كان ظاهرا من أوروبا وكييف، فضلا عن أن المباحثات التي تمت مؤخرا جاءت بنوع من عدم الثقة بين الجانبين.

وكان ترامب قد أعلن مؤخرا، أنه سيوجه الدعوة لزيلينسكي لزيارة البيت الأبيض مجددا، بعد اللقاء السابق الذي أثار أزمة عاصفة حول العالم، عقب مشادة وقعت بينهما خلال اجتماع في المكتب البيضاوي الشهر الماضي.

وغادر زيلينسكي واشنطن على إثر تلك المشادة دون التوقيع على صفقة “المعادن النادرة” مع الولايات المتحدة.

ترامب، فانس، زيلينسكي – حادثة البيت الأبيض … الاسباب والمآلات

 زوال نقاط الخلاف

 يرى مدير مركز فيجن للدراسات السياسية، الدكتور سعيد سلّام، أنه في سياق العلاقات الدولية المتشابكة والضغوط التي يقوم بها ترامب، يعتبر الإعلان عن دعوة زيلينسكي لزيارة البيت الأبيض مرة أخرى، بعد المشادة الكلامية التي حدثت سابقا، خطوة ذات دلالات متعددة، أبرزها التأكيد على زوال نقاط الخلاف التي كانت حاضرة، خصوصا بعد التفاهمات التي جرت في مباحثات جدة.

ويقول سلّام، لـ”إرم نيوز”، إن بالنسبة للرئيس زيلينسكي، تعتبر هذه الدعوة فرصة أمام كييف لاستعادة وتعزيز العلاقات مع ترامب والولايات المتحدة بهدف الحصول على دعم إضافي في مواجهة الحرب الروسية والتحديات الداخلية والخارجية.

ومع ذلك، قد يواجه زيلينسكي ضغوطا داخلية تتعلق بكيفية التعامل مع هذه الدعوة، وضمان تحقيق مكاسب ملموسة لأوكرانيا دون التورط في سياسات قد تعقد الوضع مع موسكو، وفق سلّام.

 وتابع: “من حيث المبدأ، يمكن اعتبار هذه الدعوة بأنها تتوافق مع تصور ترامب أنه سيتمكن من الضغط على زيلينسكي في حلبته، لكن لا أعتقد أن زيارة الرئيس الأوكراني إلى واشنطن قد تم حسمها بعد، خاصة في ظل عدم وضوح الضمانات الأمنية التي ستقدمها الولايات المتحدة لكييف”.

 وأوضح سلّام أن الدعوات الرسمية تستخدم بين القادة كأدوات دبلوماسية لتعزيز العلاقات الثنائية، وإرسال رسائل إلى الأطراف الأخرى، لكن في هذه الحالة، يمكن تفسير دعوة ترامب لزيلينسكي على أنها رسالة موجهة إلى موسكو، تظهر التزام الولايات المتحدة بدعم أوكرانيا، وهذه الدعوة قد يفسرها الكرملين على أنها إشارة إلى أن واشنطن تراقب رد الفعل الروسي، وأنها مستعدة لتعزيز علاقاتها مع كييف ردا على أي تصعيد محتمل.

 وبحسب سلّام، قد ترى موسكو في هذه الدعوة محاولة لتعزيز موقف أوكرانيا على الساحة الدولية وزيادة الضغوط عليها، ومع ذلك، قد تتجنب روسيا الرد العلني المباشر على هذه الخطوة، مفضلة تقييم الموقف، واتخاذ خطوات دبلوماسية أو استراتيجية تتناسب مع مصالحها، لذلك فإن تأثير الدعوة الفعلي سيعتمد على كيفية استجابة الأطراف المعنية والتطورات المستقبلية في المنطقة.

ضغوط على موسكو

من جانبه، يؤكد الباحث في العلاقات الدولية، أحمد علوان، أن ترامب يريد أن يؤكد لنظيره الروسي بوتين، أن أوراق اللعبة ليست في يد الأخير، وأن الرئيس الأمريكي هو الوصي على أوروبا وأوكرانيا، ويستطيع استدعاء زيلينسكي بعد اللقاء الشهير الذي أحرج فيه الرئيس الأوكراني أمام العالم، ويضع أمامه نقاطا يتعامل على أساسها، وكل ذلك بالطبع في إطار المناورات مع موسكو.

وأضاف علوان، لـ”إرم نيوز”، أن هذه المناورة بمثابة “ضغط” إثر اكتشاف ترامب أن الفاتورة التي يريد تحصيلها من موقفه مع روسيا ليست كما أراد، وأنها ليست مجدية في حال اتخاذ موقف صدامي كما كان ظاهرا من أوروبا وكييف.

وبين أن حديث ترامب عن دعوته لزيلينسكي، وفي ظل ما طرح من هدنة مؤقتة بهذا الشكل، هو ممارسة جانب من الضغوط على موسكو بالتزامن مع عودة الإمدادات العسكرية لكييف، واستئناف الدعم المخابراتي أو التبادل المعلوماتي مع أوكرانيا، مما يعتبر نقطة فارقة.

خبير: واشنطن تضغط على كييف دون ضمانات لإيقاف الهجمات الروسية

 ويرجح علوان أن هناك جانبا من عدم الثقة بين بوتين وترامب بعد فترة من المباحثات، وأن الأخير لم يحصل على الجانب الأكبر مما يستهدفه من منافع ومصالح في ملفات عدة من موسكو في ظل هذه المفاوضات، لاسيما في أمور تتعلق بمكاسب سياسية واستراتيجية واقتصادية، كان يستهدفها الرئيس الأمريكي، ومن المتوقع أن تكون متعلقة بدرجة التعامل المستقبلي لموسكو مع ما ستؤول إليه المستجدات الدولية بين واشنطن وبكين.

وأكد علوان أن خروج ترامب بالهدنة المؤقتة ودعوة زيلينسكي إلى البيت الأبيض، هو تعبير عن امتلاك الرد وأوراق التعامل مع ما تردد من وجود استغلال من الجانب الروسي فيما يتعلق بالشروط، لذلك جاء ترامب بالهدنة التي يريد من خلالها بحث ما بيد كل جانب، وما يستطيع أن يفرضه، والتأكيد على أن التعامل بالشروط لن يكون في اتجاه واحد ولصالح طرف معين كما تعاملت موسكو في مباحثات الرياض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *