“سر تفوق القوات الروسية”.. هل تصمد دفاعات أوكرانيا أمام المُسيرات الروسية؟

هل تصمد دفاعات أوكرانيا أمام المُسيرات الروسية؟

“سر تفوق القوات الروسية”.. هل تصمد دفاعات أوكرانيا أمام المُسيرات الروسية؟

ارم نيوز

17\9\2024

يبدو أن سلاح المُسيرات كلمة السر التي بدأت تلجأ إليها القوات الروسية بغزارة في هجماتها داخل الأراضي الأوكرانية، ما أثار تساؤلات حول قدرة كييف على التعامل معها.

كانت القوات الجوية الأوكرانية، كشفت في بيان لها، إنها أسقطت 53 من أصل 56 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا في هجوم عنيف على 10 مناطق خلال ليل أمس، وأن الهجوم ركز على منطقة كييف، وتم التصدي للهجوم من قبل وحدات الدفاع الجوي.

وأكد خبراء أن المُسيرات من أخطر الأسلحة المستخدمة حاليا في الحرب الروسية الأوكرانية، والتي شهدت تطورًا كبيرًا خلال الفترة الماضية، حيث يصعب رصدها والتعامل معها من خلال أجهزة الدفاعات الجوية، حتى وإن كانت على أي مستوى.

وأشار الخبراء في تصريحات لـ “إرم نيوز” إلى أن أوكرانيا نجحت في تطوير خبرتها فيما يتعلق بالتعامل مع المُسيرات وهو ما ظهر جليا خلال التصدي للهجوم الروسي الأخير، إلا أن هذا لم يمنع روسيا من الاستمرار في مخططها التكتيكي في الهجوم على الأراضي الأوكرانية من خلال استخدام المُسيرات.

وقال آصف ملحم، مدير مركز “جي إس إم” للأبحاث والدراسات في موسكو، إن المُسيرات من الأسلحة الخطيرة القادرة على تحقيق أهدافها بشكل مباشر، بالإضافة إلى أنها رخيصة الثمن سواء كانت مُسيرة قتالية أو غير قتالية”.

وأضاف ملحم لـ”إرم نيوز” أن “روسيا وأوكرانيا تمتلكان النوعين، الأولى تُرسل مُحملة بشحنة من المتفجرات لمهاجمة أهداف معنية، أما النوع الثاني، يقوم بالتجسس  وجمع المعلومات والصور وإرسالها مباشرة”.

وأشار إلى أن “أوكرانيا قادرة على التعامل مع سلاح المُسيرات، خاصة وأن عملية إسقاطها والتعامل معها ليس بالأمر الصعب فهي لا تحتاج إلى أنظمة دفاع جوي متطورة”.

وأردف: “إلا أن هناك طرق تتبعها روسيا في استخدام المُسيرات القتالية، وهي إطلاق العديد منها بكثافة في بداية الهجوم لتشتيت أنظمة الدفاعات الأوكرانية وأفراغها من الصواريخ التي تتعامل مع هذه المُسيرات، وهو ما يستنفز الصواريخ الدفاعية الأوكرانية”.

وأضاف مدير مركز “جي إس إم” للأبحاث والدراسات في موسكو، أن “روسيا تمتلك أنواعا من المُسيرات مزودة بأجهزة ترسل أمواجا كالتي يصدرها الصاروخ للهروب من موجات الرصد الخاصة بالأنظمة الدفاعية الجوية، وفي هذه الحالة يكون من الصعب رصدها أو التعامل معها من قبل أجهزة المراقبة ما لم يتم رصدها ومشاهدتها بالعين المجردة”.

وتابع: “أوكرانيا خلال الفترة الماضية، نجحت بشكل ملحوظ في تطوير خبراتها فيما يتعلق بسلاح المُسيرات، إذ لديها طاقم هندسي على أعلى مستوى تمكن في رصد الإخفاقات التي عانت منها أنظمة الدفاعات الأوكرانية فيما يتعلق برصد المُسيرات والتعامل معها، وخاصة وأن عملية الرصد هذه صعبة للغاية نظرًا لأن لصغر حجمها والكثير من الأوقات الرادارات لا تعطي أشارات، بالمقارنة للرابسات ذات الحجم الصغير التي تعطي إشارة إلى وجود هدف جوي”.

في ذات السياق، أكد سعيد سلّام، مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية في أوكرانيا، أن كييف تعرضت خلال الاسابيع الماضية لزيادة ملحوظة في كثافة الهجمات الجوية الروسية المركبة عبر المُسيرات، وتغير التكتيكات المستخدمة من قبل القوات الروسية، باستخدام أنواع مختلفة من الصواريخ من اتجاهات مختلفة مترافقة مع إطلاق اعداد كبيرة من الطائرات المسيرة الهجومية من طراز “شاهد 131\136″.

وأشار مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية، في تصريحات خاصة لـ”إرم نيوز” إلى أن أداء الدفاعات الجوية الأوكرانية شهد تحسُن ملحوظ في التصدي للهجمات الجوية الروسية المتكررة.

وأرجع ذلك للعديد من الأسباب، لعل أبرزها هو العامل البشري والتدريب المكثف والدعم الدولي والبرامج التدريبية المتقدمة، اذ خضعت القوات الأوكرانية لبرامج تدريبية مكثفة على تشغيل أنظمة الدفاع الجوي الحديثة التي قدمتها الدول الغربية، مما رفع من كفاءتها في التعامل مع مختلف أنواع التهديدات الجوية.

وأردف: “علينا الا ننسى ان الجنود الأوكرانيون يتمتعون بمهارة وخبرة عالية في تشغيل الأنظمة الدفاعية، مما يجعلهم قادرين على اتخاذ قرارات سريعة وفعالة في ظل ظروف قتالية صعبة”.

واستكمل حديثه: الأنظمة الدفاعية الأوكرانية تلعب دورا هاما في بناء دفاع جوي يتم من خلاله توزيع الأنظمة الدفاعية الأوكرانية بشكل استراتيجي، متعدد الطبقات، لتغطية المناطق الحيوية وحماية البنية التحتية، مما يجعل من الصعب على القوات الروسية اختراق هذه الدفاعات، بالإضافة الى ذلك تقوم القوات الأوكرانية بتحريك أنظمتها الدفاعية بشكل مستمر مما يجعل من الصعب على القوات الروسية تفاديها او اكتشاف مواقعها واستهدافها».

وأوضح مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية في أوكرانيا أن “القوات الأوكرانية أصبح لديها الآن مجموعة متنوعة من الأنظمة الدفاعية قصيرة ومتوسطة المدى، مما يمنحها القدرة على التصدي لمختلف أنواع الأهداف الجوية في ارتفاعات وأبعاد مختلفة، باستخدام صواريخ دفاع جوي متطورة مزودة برؤوس حربية متفجرة شديدة الانفجار أو متشظية، مما يزيد من فعاليتها في تدمير الأهداف الجوية”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *