مجلس الكنائس العالمي غاضب من أنباء الهجوم الإسرائيلي على المستشفى الأهلي في غزة؛ ويدعو إلى واقع جديد يقوم على العدالة والكرامة الإنسانية
ترجمة د. سعيد سلّام
أعرب مجلس الكنائس العالمي عن غضبه وصدمته إزاء أنباء الغارة الجوية الإسرائيلية على المستشفى الأهلي في غزة.
بشعور من الغضب والصدمة تلقينا نبأ الهجوم الصاروخي الإسرائيلي على المستشفى الأهلي في غزة. وقد لجأ آلاف الفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم إلى المستشفى الذي تديره الكنيسة الأنجليكانية. ويرقى هذا الهجوم إلى مستوى العقاب الجماعي، وهو جريمة حرب بموجب القانون الدولي. ويجب على المجتمع الدولي أن يحاسب إسرائيل على الجرائم التي ترتكبها ضد المدنيين. كما أن الهجوم يتعارض مع كل ما تطالبنا به قيمنا التوحيدية؛ أي الدفاع عن العدالة وصنع السلام وحماية الكرامة الإنسانية لجميع الذين خلقهم الله وعلى صورته. إن الهجوم ليس له أي معنى، لأنه كان موجها ضد مستشفى، وممتلكات الكنيسة، والمرضى، والعائلات التي كانت تبحث عن ملجأ من القصف المتواصل من قبل إسرائيل.
وجاء الهجوم في نفس اليوم الذي نظم فيه قادة الكنيسة في القدس يوم صلاة من أجل السلام في غزة. لقد انضم المؤمنون في كل أنحاء العالم إلى الصلاة؛ لكن إسرائيل ردت بهجوم على مستشفى مملوك للكنيسة، مما أدى إلى مقتل مئات الأشخاص حسب التقارير الأولية، وإصابة المئات، إن لم يكن حتى الآلاف.
وبما أنه من المقرر أن يقوم رئيس الولايات المتحدة جو بايدن بزيارة إسرائيل، فإننا ندعوه إلى إدانة هذا الهجوم الشنيع على المستشفى، ومطالبة حكومة إسرائيل بوقف القصف العنيف على غزة وفتح ممر إنساني.
لقد شهد الشرق الأوسط الكثير من أعمال العنف وإراقة الدماء، وقد حان الوقت للدعوة إلى نهج جديد للسلام يقوم على العدالة. فالعنف يؤدي إلى مزيد من العنف، وسفك الدماء يؤدي إلى مزيد من سفك الدماء. فلتكن الأحداث المأساوية في غزة بمثابة قوة دافعة لواقع جديد يتمتع فيه الفلسطينيون والإسرائيليون بالسلام والكرامة والأمن.
في لحظة الألم هذه، نصلي من أجل أن يرقد بسلام أولئك الذين قتلوا في المستشفى الأهلي، وجميع الذين فقدوا حياتهم في هذا الصراع. ونتقدم بتعازينا لأسر الضحايا، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين.
وتذكرنا الأحداث المأساوية بالحاجة الماسة إلى السلام. ومن كلمة الإنجيل نستمد الرجاء:
“طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون”.
ونحن نذكّر القوى السياسية في جميع أنحاء العالم بأن السلام يجب أن يكون هدفنا، ولكن لكي نحقق السلام يجب أن نزيل أسباب العداء عن طريق الحوار.
جنيف 17 أكتوبر 2023
القس. البروفيسور دكتور جيري بيلاي
الأمين العام
مجلس الكنائس العالمي