مفاوضات اسطنبول: تصعيد عسكري ورسائل سياسية

مفاوضات اسطنبول: تصعيد عسكري ورسائل سياسية

مفاوضات اسطنبول: تصعيد عسكري ورسائل سياسية

24\7\2025

استضاف برنامج “منتصف النهار” على قناة “القاهرة الإخبارية” الدكتور سعيد سلام، مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية من كييف، والأستاذ محمود الأفندي، الكاتب والباحث السياسي من موسكو، لمناقشة الجولة الثالثة من المفاوضات بين روسيا و أوكرانيا، وتأثير التصعيد العسكري على سير هذه المفاوضات.

تحدث الدكتور سعيد سلام عن التصعيد الكبير في الهجمات الصاروخية والمسيرة الروسية على الأراضي الأوكرانية منذ بدء الحديث عن مفاوضات بين الطرفين منذ أكثر من 3 أشهر، مشيرًا إلى أن هذا التصعيد يهدف إلى إرسال رسائل سياسية وعسكرية لأوكرانيا وحلفائها، مفادها أن روسيا لن تتوقف إلا بتحقيق أهدافها العسكرية، والتي يمكن تلخيصها في إعادة احتلال الأراضي الأوكرانية أو تنصيب نظام موالٍ لروسيا.

وفيما يخص المفاوضات المزمعة في اسطنبول، يرى الدكتور سعيد أنه لا توجد إمكانية لتحقيق أي اختراق سياسي كبير، وأن المفاوضات ستقتصر على الجوانب الفنية والإنسانية، مثل تبادل الأسرى وجثث القتلى واستعادة الأطفال الأوكرانيين المرحلين الى روسيا. وأكد أن الجانب الأوكراني يدرك تمامًا التهديدات الروسية لوجود الدولة والشعب، ولذلك يصرون على المقاومة والصمود، وعلى ضرورة انسحاب القوات الروسية من جميع الأراضي المحتلة والعودة إلى الحدود المعترف بها دوليًا عام 1991.

لفت الدكتور سعيد النظر إلى التضارب في الأرقام الروسية حول تدمير أنظمة الدفاع الجوي الباتريوت، مشيرًا إلى أن الرئيس الروسي أعلن سابقًا عن تدمير 5 أنظمة من أصل 2 تم استلامهما، بينما أعلن الضيف من موسكو عن تدمير 16 نظامًا من أصل 6 تم استلامها من قبل الحلفاء، معتبرًا هذا التناقض دليلاً على التحريف والتضليل في التصريحات الروسية.

وأكد أن التقدم الروسي على الأرض يأتي على حساب خسائر بشرية فادحة تقدر بنحو 1500 قتيل وجريح يوميًا. وحسب تقديرات وتصريحات غربية رسمية، بلغت الخسائر الروسية خلال الستة أشهر الماضية نحو 120 ألف قتيل. أما التقديرات الإجمالية للخسائر الروسية (قتلى وجرحى) خلال ثلاث سنوات ونيف من الغزو الروسي فتبلغ نحو مليون فرد.

من جانبه، تحدث الأستاذ محمود الأفندي عن مفاوضات اسطنبول، التي يراها منصة حيوية يجب على أوكرانيا استغلالها، حيث يعتبر وجود هذه المفاوضات فرصة لأوكرانيا للاستسلام وتجنب المزيد من الخسائر، مؤكدًا أنه لو كانت أوكرانيا قد استفادت مما تحقق في اسطنبول عام 2022، لكانت المناطق الأربع التي خسرتها لا تزال تحت سيطرتها. يحذر الأستاذ محمود من أن استمرار القتال قد يؤدي إلى خسارة أوكرانيا لمناطق إضافية، وربما اختفائها من الخريطة السياسية.

كما أشار الأستاذ محمود إلى أهمية الجانب الإنساني للمفاوضات، مؤكدًا أن عمل المنصة بشكل دوري أمر ضروري. وأشاد بتبادل أكثر من 2000 أسير خلال اجتماعين، وهو رقم كبير يفوق ما تم تبادله من خلال وسطاء خلال فترة أطول من الحرب.

وبعيدًا عن المفاوضات، اعتبر الأستاذ محمود أن التصريحات الأوكرانية والغربية حول الخسائر الروسية هي جزء من حرب نفسية، مشيرًا إلى أن الأرقام التي تطلقها هذه الأطراف غالبًا ما تكون غير واقعية. يؤكد الأستاذ محمود أن روسيا لا تتنازل عن أي من أهداف عمليتها العسكرية الخاصة، وأنها تسعى لسحق الجيش الأوكراني. ويرى أن الجانب الأمريكي والأوروبي قد بدأوا يبتعدون عن الملف الأوكراني، مما يدل على استيعابهم للموقف الروسي.

تطرق الأستاذ محمود أيضًا إلى النقص الكبير في منظومات الدفاع الجوي الأوكرانية، مؤكداً أن روسيا قد دمرت 16 منظومة صاروخية من أصل 28 منظومة باتريوت تلقتها أوكرانيا (د. سعيد علق على هذا الموضوع اعلاه)، مما يؤكد التفوق الجوي الروسي في حرب الاستنزاف.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *