هل تعزز الأسلحة الألمانية الجديدة صمود أوكرانيا أمام روسيا؟

الدعم العسكري الالماني لاوكرانيا

هل تعزز الأسلحة الألمانية الجديدة صمود أوكرانيا أمام روسيا؟

عبد الهادي كامل

تعليق د. سعيد سلام، مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية، لموقع “إرم نيوز” – دبي

20\10\2024

قررت ألمانيا تحديث قائمة الأسلحة المرسلة إلى كييف، بعد 3 أيام من انتهاء جولة أوروبية للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ما يشير إلى أن جولته بدأت تجني ثمارها.

وبحسب الموقع الإلكتروني للحكومة الألمانية، أضافت برلين منظومتيْ دفاع جوي من طراز “IRIS-T SLM”ومنظومة أخرى من طراز “IRIS-T SLS” إلى قائمة الأسلحة التي ستقدم إلى كييف.

وتشمل القائمة المحدثة كذلك 8 دبابات “ليوبارد 1A5″و20 مدرعة “ماردر” كما يجري التحضير لإرسال صواريخ موجهة ومسيّرات.

وتتضمن الحزمة الجديدة صواريخ “Sea Sparrow” الموجهة، و6 منصات مدفعية ذاتية الدفع من طراز “Panzerhaubitze 2000″، وذخيرة لدبابات “ليوبارد-1” و”ليوبارد-2″، ومدرعات “ماردر” وصواريخ لمنظومة IRIS-T SLM، و4 مدرعات MRAP، و 24 ألف قذيفة مدفعية عيار 155 ملم.

ويُجرى حالياً التحضير لإرسال صواريخ موجهة من “طراز AIM-9L”، و4 آلاف مسيّرة هجومية، و361 طائرة استطلاع مسيّرة من نوع “Songbird”، ومحطتي رادار من طراز “TRML-4D”، و42 ألف قذيفة عيار 40 ملم.

ومع استلام كييف قائمة الأسلحة الجديدة – المُحدثة – برزت العديد من التساؤلات، أهمها مدى قدرة المعدات العسكرية الألمانية على وقف التوغل الروسي داخل الأراضي الأوكرانية؟

دبابات ليوبارد-2 الالمانية الصنع

صواريخ بعيدة المدى

يقول المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية الدكتور نبيل رشوان، إن “ما يعني أوكرانيا ‏فيما يتعلق بالأسلحة هو الأسلحة والصواريخ بعيدة ومتوسطة المدى من طراز (تاوروس)”.

وأضاف رشوان، في حديث لـ”إرم نيوز”، أن “الدبابات الموجودة في قائمة ‏الأسلحة الألمانية موجودة لديها بالفعل، ولم يكن لها تأثير ملحوظ في ‏أرض المعركة”.

وأردف أن “أوكرانيا بصدد استلام دبابات أخرى من أستراليا من نوع (أبرامز)، وفي الوقت نفسه تسعى للحصول على وسائل دفاع جوي متقدمة لتحصين باقي المدن والمناطق الأوكرانية”.

وأشار إلى أن “أوكرانيا تسعى بشتى الطرق للحصول على صواريخ تاوروس الألمانية لاستخدامها في ضرب العمق الروسي، بينما تتحفظ ألمانيا على ذلك”.

صواريخ تاوروس الالمانية
صواريخ تاوروس الالمانية متوسطة المدى

مشاركة الناتو

وأكد المحلل السياسي أن “مسألة مشاركة الناتو في الحرب بشكل مباشر محسومة من البداية، إلا أنهم في هذه الفترة يقومون باستنزاف روسيا بقدر المستطاع”.

ولفت إلى أن “الولايات المتحدة نصحت القوات الأوكرانية بتطبيق سياسة الدفاع النشط ضد القوات الروسية، بعد الهجوم المضاد الذي حدث خلال صيف 2022، وتقوم على جعل القوات الروسية تهاجم وبالتالي تكبدها أكبر قدر ممكن من الخسائر”.

واعتبر أن “ما يحدث الآن على أرض المعركة هو تقدم روسي كبير، وأنه حال سيطرت روسيا على باكروسك ستكون هناك تداعيات سلبية على الأوكران، إلا أن كل ما يهم الغرب هو عدم سقوط النظام في أوكرانيا والمحافظة عليه.

وأشار رشوان إلى أن “الناتو والغرب لن يفرطا بأوكرانيا، وأن مسألة تدخل حلف الناتو بشكل مباشر بعد تأكده من عدم استخدام روسيا للأسلحة النووية مسألة حتمية لا مفر منها”.

وبيّن رشوان أن “الغرب يمنح أوكرانيا الأسلحة لضمان تحقيق أكبر قدر من الصمود مع تحقيق الاستنزاف في القوات الروسية”.

أسلحة مهمة

من جانبه، قال د. سعيد سلّام، مدير مركز “فيجن” للدراسات الإستراتيجية الأوكرانية، إن “تزويد كييف بمنظومات دفاع جوي متطورة ودبابات من طراز (ليوبارد) سيمنح القوات الأوكرانية القدرة على التصدي للهجمات الروسية بشكل أكثر فاعلية”.

وأضاف سلّام لـ”إرم نيوز”: “لكن من غير المرجح أن توقف التقدم الروسي بشكل كامل، لكنها ستؤدي دوراً مهماً في صد الهجمات الجوية وتوفير غطاء للدبابات في المعارك البرية”.

وتابع: “نجاح هذه الأسلحة في وقف التوغل الروسي يعتمد على عدة عوامل، منها كفاءة التدريب، واستمرار الدعم اللوجستي اللازم لهذه الأسلحة، بما في ذلك قطع الغيار والذخيرة، كذلك يجب على القيادة العسكرية الأوكرانية تطوير تكتيكات عسكرية جديدة للاستفادة القصوى من هذه الأسلحة”.

وأشار إلى أن “الصواريخ الموجهة ستؤدي دوراً حاسماً في تغيير قواعد اللعبة وستمكن القوات الأوكرانية من إصابة الأهداف الروسية بدقة عالية؛ مما قد يغير مسار المعارك في بعض المناطق”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *