“أتاكامس” … رسائل “صاروخية” من بايدن إلى بوتين وترامب
محمد حامد – إرم نيوز
19\11\2024
أكد خبراء في العلاقات الدولية أن من أهم تبعات قرار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أمريكية بعيدة المدى لاستهداف العمق الروسي، أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سيواجه عقبات في رفع التعقيدات المتعلقة بالارتباطات الأمريكية تجاه دعم أوكرانيا حلف الناتو.
وذكر الخبراء، في تصريحات لـ”إرم نيوز”، أن من بين رسائل بايدن إلى موسكو، أن هناك أطرافاً وشخصيات داخل المؤسسات الأمريكية ليست مع ترامب في سياسته المنتظرة تجاه الحرب في أوكرانيا، وأن هذه الأطراف ستظل تعمل على منع روسيا من تحقيق النصر في أوكرانيا أو إلحاق الشلل بدور حلف الناتو.
ومن بين رسائل بايدن إلى روسيا أيضاً، وفق الخبراء، عدم تسامح الولايات المتحدة مع أي تهديدات لأمن حلفائها، وأن الدعم الأمريكي لأوكرانيا ثابت وقوي، ويهدف إلى تعزيز قدرات كييف في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الروسية.
وتستعد أوكرانيا لتنفيذ أول هجوم بصواريخ بعيدة المدى أمريكية الصنع خلال الأيام المقبلة، في خطوة تعد تحولاً كبيراً في سياسة الدعم العسكري الأمريكي، وفقاً لما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” عن مصادر مطلعة.
قرار تصعيدي
ويرى الباحث في العلاقات الروسية الأطلسية، الدكتور باسل الحاج جاسم، أن هذا القرار “التصعيدي الخطير” يمثل تحولاً في السياسة الأمريكية حيال النزاع، بعد أن كانت هناك قيود من واشنطن تخص استخدام أسلحتها بعيدة المدى من قبل أوكرانيا لاستهداف العمق الروسي.
وأوضح جاسم أنه عند دخول هذا القرار حيز التنفيذ واستهداف أوكرانيا فعلياً العمق الروسي بأسلحة أمريكية الصنع منها صواريخ “أتاكامس”، يمكن أن يحد ذلك من قدرات روسيا الهجومية ويؤدي إلى تعقيدات في إمدادات موسكو للجبهات، فضلاً عن انعكاس ذلك على الروح المعنوية للجنود الروس.
وقدر جاسم أن هذا القرار تم اتخاذه منذ عدة أسابيع قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية عندما كان هناك تركيز إعلامي وسياسي غربي على دور كوري شمالي بجانب روسيا في الحرب بأوكرانيا، الأمر الذي يعطي مبرراً لرفع قيود واشنطن التي كانت قد وضعتها على استخدام أوكرانيا لأسلحتها باستهداف العمق الروسي.
رسائل مهمة
ويقول مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية، الدكتور سعيد سلّام، إنه حتى الآن لم يصدر تأكيد رسمي عن البيت الأبيض حول السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ “أتاكامس” لضرب أهداف عسكرية داخل الأراضي الروسية.
واستدرك بالقول إنه في حال صحة ذلك، فإن القرار يحمل عدة رسائل مهمة لاسيما أن ذلك يأتي بعد الهجوم الجوي الروسي الواسع الذي استهدف بشكل رئيسي البنية التحتية لقطاع الطاقة الأوكراني وشكل تهديداً كبيراً لأمن الطاقة النووية في أوكرانيا وأوروبا.
وبحسب سلّام، فإن هذا القرار يعكس رغبة إدارة بايدن في إظهار القوة العسكرية والسياسية للولايات المتحدة، وتوجيه رسالة قوية وواضحة لموسكو، أنها لن تتسامح مع أي تهديدات لأمن حلفائها، ويؤكد التزام واشنطن المستمر بأمن أوروبا وتحقيق الاستقرار المستمر في القارة العجوز في مواجهة العدوان الروسي.
تداعيات مشاركة قوات من كوريا الشمالية في الحرب الروسية على أوكرانيا
وتابع سلّام أن هذا القرار يعكس أيضا التزام إدارة البيت الأبيض مع بايدن بدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، ويؤكد أن الدعم الأمريكي لأوكرانيا ثابت وقوي، ويهدف إلى تعزيز قدرات كييف في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الروسية عبر استهداف القواعد والترسانة العسكرية الروسية ومستودعات الأسلحة والوقود التي تقوم بتأمين الإمدادات اللوجستية للقوات الروسية على الجبهة، ما سيساهم في عرقلة استمرار شن هجمات ضد القوات الأوكرانية.
واستكمل سلّام بالقول إن هذا القرار من الممكن أن يحفز الحلفاء الأوروبيين على تقديم المزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا والسماح لكييف باستخدام الصواريخ البريطانية الفرنسية “ستورم شادو” مستقبلاً لاستهداف قواعد عسكرية روسية.
عقبات أمام ترامب
ويؤكد الباحث في العلاقات الدولية، ناصر عباس، أن من أهم رسائل قرار بايدن لروسيا، أن ترامب سيواجه عقبات في رفع التعقيدات المتعلقة بالارتباطات الأمريكية سواء تجاه دعم أوكرانيا أو حلف الناتو.
وأشار عباس إلى أن من ضمن الرسائل لموسكو أن هناك أطرافاً وشخصيات داخل المؤسسات الأمريكية ليست مع ترامب في سياسته المنتظرة تجاه الحرب في أوكرانيا، وأن هذه الأطراف ستظل تعمل على منع روسيا من تحقيق النصر في أوكرانيا أو إلحاق الشلل بدور حلف الناتو.
ولفت عباس إلى أن الهدف من هذا القرار أيضاً وضع إدارة ترامب أمام عقبات عند تسلمه السلطة في يناير كانون الثاني المقبل، نظراً لما يصاحب إلغاء هذه القرارات من انعكاسات وتخبط في أداء الإدارة الأمريكية وقتئذ، فضلاً عن تعطيل قدرة ترامب على إنجاز ما يريده من أهداف، فيما يخص الحرب الروسية الأوكرانية والعلاقات مع روسيا التي يعمل على تحسينها على حساب الحلفاء الأوروبيين.