أوكرانيا تواجه المجهول بعد طرد الرئيس من البيت الأبيض…

أوكرانيا تواجه المجهول بعد طرد الرئيس من البيت الأبيض...

أوكرانيا تواجه المجهول بعد طرد الرئيس من البيت الأبيض…

توقعات بتراجع زيلينسكى عن موقفه إنقاذا لبلاده وإنهاء للحرب…

ايمان الحديدي – موقع “فيتو” – ملفات وحوارات

10\3\2025

مواجهة عاصفة شهدها البيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أدت إلى توتر العلاقات بين واشنطن وكييف والاتحاد الأوروبي إلى حد غير مسبوق، وتسبب هذا التوتر في طرح تساؤلات حول مصير العلاقات بين البلدين، وكذلك تأثير التحالف بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية على مسار الحرب الأوكرانية الروسية.

وردا على تلك التساؤلات قال الدكتور سعيد سلّام، مدير مركز “فيجن” للدراسات الاستراتيجية في أوكرانيا، تعليقًا على لقاء ترامب بزيلينسكى وتداعياته على التحالف بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، في البداية لا بد من التأكد من أنه لو أراد الرئيس الأوكراني زيلينسكى الاستسلام، والتنازل عن الأراضي الأوكرانية وعدم الانضمام إلى الناتو لفعل ذلك مع موسكو.

أضاف، أنه حسب رؤية “السلام الأمريكية”، والتي تعنى في الحقيقة “رؤية لاستسلام أوكرانيا”، وهى نفس المطالب الروسية، لذهب زيلينسكى إلى موسكو لتوقيع وثيقة الاستسلام وليس إلى واشنطن، كما شدد على أن رئيس أوكرانيا لا ينحني أمام الضغوط، حتى عند لقائه بأقوى السياسيين في العالم، فالموقف الصريح والحازم لرئيس أوكرانيا بشأن الحرب يُظهر أن أوكرانيا لن تكون ضحية للمساومات السياسية.

ضمانات حقيقية

وتابع: زيلينسكى أكد بوضوح أن وقف إطلاق النار بدون ضمانات أمنية حقيقيًة سيؤدى إلى تجميد الصراع، مما يمنح روسيا فرصة لإعادة تنظيم قواتها لشن هجوم جديد، وعلى الرغم من وجود تغييرات سياسية في الولايات المتحدة، إلا أن أوروبا وجزءا كبيرا من النخبة السياسية الأمريكية باتوا ملتزمين بدعم أوكرانيا، وهو ما صرح به السيناتور تشاك شومر بوضوح عندما قال: “الرئيس ترامب ينفذ العمل القذر لصالح بوتين”، فيما وصف السيناتور كريس ميرفي اللقاء بأنه “إذلال كامل لأمريكا”.

صورة عن المقال المنشور في جريدة “فيتو”

كما أشار “سلّام” الى أن القادة الأوروبيين أكدوا أن نضال أوكرانيا هو نضال من أجل أوروبا الديمقراطية بأكملها، ورأينا ذلك في تصريحات قادة فرنسا وبولندا وإسبانيا وغيرهم  التي أظهرت أن أوروبا ستظل داعمة لأوكرانيا بغض النظر عن سياسات الولايات المتحدة، وقد أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس وزراء بولندا دونالد توسك، ورئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، والعديد من القادة الآخرين دعمهم الكامل لأوكرانيا، لذا فمن المؤكد أن الاتحاد الأوروبي مستمر في العمل على حُزَم مساعدات جديدة سيتم تنفيذها بغض النظر عن موقف واشنطن.

وبشأن تغيير الإدارة الأمريكية، فإن ذلك لا يعنى تغيير المسار تلقائيًا، حيث يدرك الكونجرس ومجلس الشيوخ وحلفاء الولايات المتحدة في الناتو الأهمية الاستراتيجية لدعم كييف، فأوكرانيا أثبتت بالفعل أنها قادرة على الصمود في وجه واحدة من أكبر الجيوش في العالم “الجيش الروسي” حتى في أصعب الظروف، مما يجعل دعمها استثمارًا في الأمن العالمي.

ترامب، فانس، زيلينسكي – حادثة البيت الأبيض … الاسباب والمآلات

ضغوطات عالمية

من جانبه قال ديمترى بريجع، المحلل الروسي، إنه لا يعتقد استمرار دول الاتحاد الأوروبي في دعمها لأوكرانيا، مشيرا إلى أنه من المحتمل أن يكون هناك تغيرات فى الموقف بعد بدء عصر ترامب، موضحًا أنه من المحتمل أيضًا أن تمارس العديد من الضغوطات لتغيير الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وكذلك فتح قنوات دبلوماسية مع روسيا.

وأكمل، أن إشراك الطرف الأوكراني ودول الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن تحدث أي مفاوضات، كما حدث قبل سابق في اتفاقية الحبوب، فالمفاوضات في الوقت الحالي هي مسألة وقت لا أكثر، وتحتاج إلى صفقة معينة، وهو ما رفضه زيلينسكى حتى الآن، ومن المحتمل أن نرى حالة من التصعيد بين الرئيس الأوكراني ونظيره الأمريكي في الوقت الحالي حتى تكون هناك تغييرات في المواقف.

وتابع: قد يتغير موقف زيلينسكى إذا رأى أنه لا يوجد أي مخرج لأوكرانيا سوى أن توقع اتفاقية المعادن وأن تنتهى الحرب، ويتم إجراء معاهدة سلام مع روسيا، أو تستمر الحرب والتصعيد، مشيرًا إلى أن أوكرانيا لا تستطيع أن تصمد بدون الدعم الأمريكي، فهو ما يمكنه تغيير موازين القوى على أرض المعركة، وبدون الدعم الأمريكي أوكرانيا ستواجه مشاكل منها مشاكل داخلية وسياسية ستظهر مع الوقت، وستحدث انقسامات فالشعب الأوكراني أوضح أنه لم يعد يحتمل استمرار الحرب لوقت أطول.

وشدد على أنه استراتيجيًا أوكرانيا لن تستطيع التقدم في ساحة المعركة، نظرا لأن روسيا لديها احتياط من القوى ولديها أسلحة وإمكانيات اقتصادية أكثر وكذلك أيضا لديها عدد من الحلفاء، كما أنها استطاعت تخطى العقوبات الغربية، وكل ذلك يصعب على أوكرانيا إمكانية حدوث أي نجاحات حقيقية عسكرية، لذا سوف تستمر الأزمات ويستمر كذلك ايضًا تدهور الوضع الاقتصادي لأوكرانيا بشكل كامل وسوف تدخل في أزمات داخلية.

د.سعيد سلام: التعاون مع الأوروبيين هو السبيل الوحيد لاستعادة سلام أراضي أوكرانيا

وأكد المحلل الروسي أن المملكة المتحدة سوف تستمر في دعم أوكرانيا لوقت  معين، ولن  تتخطى أكثر من عامين وبعد ذلك سوف يتغير الموقف سياسيًا، حتى صعود اليمين المتطرف مثلا في المانيا ايضا هو نتاج السياسات الأوروبية، فلو كانت هذه السياسات أكثر براغماتية  لما صعد اليمين المتطرف، فهو حرص على استغلال الأزمة الأوكرانية وغلاء الأسعار وملف الهجرة واللاجئين، وهذه المسألة هي أحد أهم السياسات التي استغلها اليمين المتطرف، فالوضع القائم في دول الاتحاد الأوروبي يوحى بأن السياسات الأوروبية سوف تتغير، بسبب خسارة الأحزاب الحاكمة في أوروبا وفوز أحزاب تريد الحوار مع روسيا.

وأشار إلى أن الحالة الآن أصبحت كارثية لكل من الاتحاد الأوروبي والاقتصاد العالمي، وأنهما لن يستطيع الاستمرار تحت هذه الأوضاع، وبالفعل كما تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحن  لسنا بعيدين عن الحرب العالمية الثالثة إذا ما استمر الوضع كما هو عليه، فالكل أصبح يعرف انه يجب الخروج من الأزمة الأوكرانية بسرعة، ويجب إعادة بناء العلاقات الاقتصادية، فروسيا أصبحت اللاعب الأهم في السوق الدولي، وخاصة في ملف الطاقة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *