اجتماع “رامشتاين”.. زيلينسكي يضع “خطة النصر” على طاولة الحلفاء

اجتماع "رامشتاين".. زيلينسكي يضع "خطة النصر" على طاولة الحلفاء

اجتماع “رامشتاين”..

زيلينسكي يضع “خطة النصر” على طاولة الحلفاء

تعليق د. سعيد سلّام، مدير مركز فيجن للدراسات الإستراتيجية في أوكرانيا

و د. رامي القليوبي، أستاذ زائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو

لموقع “إرم نيوز

7\10\2024

تتجه الأنظار في 12 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري إلى العاصمة الألمانية برلين، وتحديدًا إلى قاعدة “رامشتاين” الجوية الأمريكية، حيث يعقد حلفاء أوكرانيا اجتماعًا لدعم رؤية كييف لإنهاء الحرب مع روسيا، والتي تقترب من عامها الثالث.

علق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي آماله على حلفائه الغربيين لدعم خطة النصر التي يرغب في طرحها. وقال في منشور له على “تيليغرام” إن بلاده ستطرح “خطة النصر” خلال اجتماع في ألمانيا الأسبوع المقبل، والتي تتمثل في خطوات واضحة ومحددة لإنهاء الحرب بشكل عادل.

كان زيلينسكي قد التقى مع الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية لرئاسة البيت الأبيض، وذلك على هامش اجتماعات الأمم المتحدة الأخيرة، إلا أن بايدن لم يتطرق إلى خطة النصر الأوكرانية التي حاول زيلينسكي عرضها.

وفي ظل الانقسام الغربي بشأن استمرار دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا، يبقى التساؤل الأبرز: هل سيوافق الأوروبيون على الخطة الأوكرانية خلال اجتماعهم في قاعدة “رامشتاين”؟ وما تداعيات هذه الخطة؟ إلى أي مدى قد تستخدم موسكو عقيدتها النووية بعد تعديلها لمواجهة المخاطر المحتملة؟

قال الخبراء لـ”إرم نيوز” إن الاجتماع المزمع عقده قد يلعب دورًا محوريًا في تحديد الإستراتيجية المقبلة للحرب الأوكرانية-الروسية، في ظل الانقسامات الكبرى التي تشهدها الدول الغربية نتيجة الدعم المتزايد لكييف.

وأشاروا إلى وجود صمت أمريكي بشأن بعض القضايا الحساسة المتعلقة بخطة النصر الأوكرانية، ما تسبب في إجبار كييف على تعديل بعض جوانب الخطة بما يعكس القلق الغربي من التصعيد العسكري ضد روسيا.

وأوضح سعيد سلّام، مدير مركز فيجن للدراسات الإستراتيجية في أوكرانيا، أن العالم يترقب نتائج اجتماع الحلفاء في “رامشتاين” بألمانيا في 12 أكتوبر الجاري، حيث سيطرح الرئيس الأوكراني خطة النصر لأوكرانيا، مؤكدًا أن الاجتماع الذي يضم الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا يُتوقع أن يلعب دورًا محوريًا في تحديد الإستراتيجية المقبلة للحرب.

وأضاف سلّام لـ”إرم نيوز” أن الدول الغربية تواجه حالة من الانقسام حول تصعيد الدعم العسكري لأوكرانيا، وأن هذا الانقسام ينعكس على مواقف موسكو، التي تراقب عن كثب هذه التطورات. بعض الدول الغربية تشدد على أهمية تعزيز الدعم العسكري لكييف، بينما يدعو البعض الآخر إلى الحذر من التصعيد الذي قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع روسيا.

وأشار سلّام إلى أن روسيا تنظر إلى هذه الانقسامات كفرصة لتوسيع الهوة بين حلفاء أوكرانيا، مما يمكن أن يضعف الجبهة الغربية الموحدة الداعمة لكييف، ويفتح المجال أمام موسكو لإعادة تشكيل إستراتيجيتها العسكرية والدبلوماسية.

ولفت سلّام إلى أن كييف أُجبرت على تعديل بعض جوانب خطة النصر، بما يعكس القلق الغربي بشأن التصعيد العسكري، خصوصًا فيما يتعلق بالتسليح الثقيل والسماح باستخدام الصواريخ لاستهداف مواقع عسكرية داخل الأراضي الروسية.

خطة النصر الأوكرانية وتأثيرها على مسار الحرب والمفاوضات

استخدام السلاح النووي

وأوضح سلّام أنه في حال تمت الموافقة على خطة النصر من قبل الحلفاء، قد تجد موسكو نفسها مضطرة لتعديل عقيدتها النووية بما يتناسب مع التصعيد المحتمل.

وكانت موسكو قد أصدرت تحذيرات سابقة بشأن احتمال اللجوء إلى استخدام السلاح النووي إذا شعرت بأن وجودها مهدد، وخاصة إذا تعرضت لهجوم عسكري مباشر من قبل الدول الغربية. إلا أن بعض التعديلات في العقيدة النووية الروسية قد تجعلها أكثر استعدادًا لاستخدام الأسلحة النووية التكتيكية في مواجهة ضغوط عسكرية كبيرة.

وأضاف سلّام: “أي تصعيد محتمل في الحرب الأوكرانية يمثل تهديدًا ليس فقط على مستوى التكتيك العسكري، بل على مستوى الاستقرار النووي الدولي.” لكنه أشار إلى اعتقاد راسخ لدى الجانب الأوكراني بأن روسيا لن تستخدم السلاح النووي، رغم التهديدات المتكررة، خاصة بعد تجاوز أوكرانيا جميع “الخطوط الحمراء” التي وضعتها موسكو مع بدء الغزو الشامل لأوكرانيا، بما في ذلك العمليات العسكرية الأوكرانية داخل الأراضي الروسية في إقليم كورسك.

وأضاف سلّام أن عدة دول غربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، أصدرت تحذيرات متكررة للجانب الروسي، مؤكدة أن أي استخدام للأسلحة النووية التكتيكية في أوكرانيا سيؤدي إلى تدخل مباشر وتدمير جميع القواعد العسكرية الروسية في غضون ساعات. ومع فشل الدفاعات الروسية في التصدي للهجمات الأوكرانية في عمق الأراضي الروسية بواسطة الطائرات المسيرة، فإن القيادة الروسية تدرك جيدًا أنها لا تملك القدرة على التصدي لهجوم غربي بواسطة أسلحة متطورة لا تمتلكها أوكرانيا.

جناح الصقور

من جهته، قال الدكتور رامي القليوبي، أستاذ زائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، إن اجتماع “رامشتاين” يأتي في وقت يشهد فيه حلفاء أوكرانيا انقسامات حول دعم كييف. وأوضح أن هناك “جناح الصقور”، الذي يضم الولايات المتحدة، بريطانيا، بولندا، وجمهوريات البلطيق الثلاث (إستونيا، لاتفيا، وليتوانيا)، والذي يتبنى مواقف متشددة تجاه موسكو. في المقابل، هناك دول أخرى مثل المجر، النمسا، وسلوفاكيا تدعو إلى الحوار وتطبيع العلاقات مع روسيا.

وأكد القليوبي لـ”إرم نيوز” أن زيلينسكي لم يعدّل خطة النصر بشكل جوهري، وإنما يعكس انسحاب القوات الأوكرانية من مدينة أوغليدار تراجعها أمام الهجمات الروسية نتيجة نقص الأسلحة اللازمة.

وفيما يتعلق بالموقف الروسي في حال وافق الحلفاء على خطة النصر، قال القليوبي إن منح الضوء الأخضر لأوكرانيا لضرب العمق الروسي قد يؤدي إلى تفعيل العقيدة النووية الروسية المعدلة، والتي تتضمن الرد بأسلحة نووية تكتيكية.

واختتم القليوبي حديثه بأن الغرب قد يلتف حول العقيدة النووية الروسية المعدلة باستخدام الأسلحة الألمانية، نظرًا لأن برلين ليست دولة نووية. وأشار إلى أن تراجع الموقف الروسي جاء نتيجة عدم استخدام موسكو للأسلحة النووية، رغم تهديداتها المتكررة بذلك منذ أكثر من عامين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *