الدعم الأوروبي لأوكرانيا بعد لقاء الرئيسين زيلينسكي وترامب

الدعم الأوروبي لأوكرانيا بعد لقاء الرئيسين زيلينسكي وترامب

الدعم الأوروبي لأوكرانيا

بعد لقاء الرئيسين زيلينسكي وترامب

وحدة الرصد الاعلامي – مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية

21\10\ 2025

الإعلام الأوروبي الرئيسي يُظهر الدعم الأوروبي لأوكرانيا استجابة سريعة ومنسقة وموسعة بعد اللقاء الذي وُصف بأنه “متوتر” و”غير مريح” بين الرئيس الأوكراني فولوديمير الرئيس زيلينسكي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. جاء هذا الدعم في سياق مخاوف أوروبية متزايدة من تحول أمريكي نحو الدبلوماسية مع روسيا، خاصة بعد رفض ترامب تقديم صواريخ “توماهوك” طويلة المدى ودعوته لوقف القتال على الخطوط الحالية والضغط على الرئيس الاوكراني للانسحاب من المناطق التي لم تحتلها روسيا بعد في الدونباس، مما أثار قلقاً من تجميد الصراع دون ضمانات أمنية لكييف، وأدى إلى توترات إضافية مع اقتراح ترامب تجميد الجبهات وترك “التاريخ يقرر”. أجرى الرئيس زيلينسكي مكالمة هاتفية جماعية مع قادة أوروبيين مباشرة بعد اللقاء، أدت إلى تصريحات منسقة تؤكد الالتزام بأوكرانيا، مع التركيز على تعزيز الضغط الاقتصادي على روسيا وزيادة المساعدات العسكرية والطاقية، وسط مخاوف من تأثير قمة محتملة بين الرئيسين ترامب وبوتين في بودابست. هذا الدعم يعكس وحدة أوروبية متزايدة، حيث أصبحت أوروبا “اللاعب الرئيسي” في دعم كييف، مع خطط لاجتماعات عاجلة لمستشاري الأمن القومي الأوروبيين لصياغة خطة سلام تشبه خطة غزة لترامب، وتوسيع الالتزامات لتشمل استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل إعادة الإعمار، ودعوات لـ”خطة شاملة لإعادة التسليح الأوروبي” لمواجهة التصعيد الروسي، خاصة مع هجمات على الشبكة الكهربائية الأوكرانية التي أدت إلى انقطاعات بنسبة 60%. وأكد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماع لوكسمبورغ دعمًا واسعًا لقرض جديد بقيمة 140 مليار يورو لأوكرانيا، مستخدمين أصولًا روسية مجمدة، مع تعهدات بفرض عقوبات أقسى لدفع موسكو نحو المفاوضات، وسط مخاوف من أن اجتماع ترامب-بوتين قد يؤدي إلى اتفاقات تتجاهل مصالح أوكرانيا والمصالح الأمنية الاوروبية، كما أعرب الرئيس الرئيس زيلينسكي عن استعداده للمشاركة في بودابست لضمان عدم تهميش كييف.

الاستجابة الفورية: المكالمة الهاتفية والتصريحات المنسقة

بعد انتهاء اللقاء في البيت الأبيض، أجرى الرئيس زيلينسكي مكالمة جماعية مع قادة أوروبيين رئيسيين، بما في ذلك رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، المستشار الألماني فريدريش ميرتز، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى جانب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وأمين عام الناتو مارك روته، وغيرهم مثل رئيس فنلندا ألكسندر ستوب ورئيس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا. أعرب القادة عن “حيرتهم” من تغير موقف ترامب المفاجئ، الذي حث على “صفقة” مع روسيا دون التزامات عسكرية واضحة، وأصدروا تصريحات منسقة تؤكد “الدعم غير المشروط” لأوكرانيا، مع التأكيد على أن أوروبا لن تترك كييف وحدها، خاصة مع مخاوف من أن الرئيس ترامب يرى أوكرانيا كـ “مصدر تصعيد” ويقلق من خسائر شتوية محتملة.

– أكد ستارمر أن بريطانيا “ستعمل مع الولايات المتحدة لصياغة خطة سلام لأوكرانيا على غرار خطة ترامب لغزة”، مع التركيز على ضمانات أمنية أوروبية لكييف، واقترح تشكيل “ائتلاف الراغبين” لتعزيز الدفاع الأوروبي، وأعرب عن دعم كامل للرئيس زيلينسكي في “طريق السلام”.

– شدد ميرتز على فرض عقوبات أقسى على روسيا واستخدام الأصول الروسية المجمدة (التي تقدر بـ 300 مليار يورو) لتمويل إعادة الإعمار في أوكرانيا، قائلاً: “الرئيس زيلينسكي يتمتع بدعم كامل من ألمانيا وأصدقائنا الأوروبيين في طريق السلام”، مع التأكيد على زيادة التكاليف الاقتصادية لموسكو وتعزيز الدفاع الجوي ضد الهجمات الروسية على الشبكة الكهربائية.

– أعلن روته عن مكالمة عاجلة بين مستشاري الأمن القومي الأوروبيين نهاية الأسبوع لتنسيق الرد، مشدداً على أن “أوروبا لن تترك أوكرانيا وحدها”، ودعا إلى تعزيز الدفاع الجوي الأوكراني ضد الهجمات الروسية على الشبكة الكهربائية، مع الاعتراف بأن الرئيس ترامب قد يكون الوحيد القادر على إجبار بوتين على المفاوضات لكنه يحتاج إلى “عصي لا جزر”.

هذه الاستجابة الفورية، التي وُصفت بأنها “دليل على فشل اللقاء مع ترامب”، أدت إلى زيادة الالتزامات المالية والعسكرية، مع خطط لاجتماع قمة أوروبي في بروكسل يوم الخميس لمناقشة “خطة شاملة لإعادة تسليح أوروبا”، كما أعلنت فون دير لاين، واجتماعات أخرى مثل قمة لندن التي خدمت أغراضاً ثلاثية: إظهار التضامن، اقتراح قوة طمأنة أوروبية، وخطوات نحو وقف إطلاق نار مؤقت.

كذلك أكد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ دعمًا واسعًا لقرض جديد بقيمة 140 مليار يورو لأوكرانيا، مستخدمين أصولًا روسية مجمدة، مع تعهدات بفرض عقوبات أقسى لدفع موسكو نحو المفاوضات، وسط مخاوف من أن اجتماع ترامب-بوتين قد يؤدي إلى اتفاقات تتجاهل مصالح أوكرانيا.

هل من تنازلات سيضعها بوتين على طاولة ترامب؟

التصريحات السياسية والدبلوماسية الرئيسية

أصدر قادة أوروبيون تصريحات عامة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة، تركز على رفض أي تنازلات أوكرانية دون ضمانات، مع التركيز على سيادة كييف وانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي والناتو، ودعوة لضغط مشترك لإجبار روسيا على المفاوضات:

– الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وصف اللقاء بأنه “تحدٍّ للتحالف الغربي”، وقال: “إذا كان هناك من يلعب لعبة الحرب العالمية الثالثة، فاسمه فلاديمير بوتين”، مع التأكيد على دعم فرنسا لـ “قوة طمأنة أوروبية” في أوكرانيا لتعزيز السلام المؤقت، وأبرز الحاجة إلى ضمانات أمنية تشبه الناتو لأوكرانيا.

– رئيس فنلندا ألكسندر ستوب أكد أن فنلندا “لن تعترف أبداً بالقرم قرم أو دونيتسك أو لوهانسك كجزء من روسيا”، وأن “الأولوية هي الحفاظ على استقلال أوكرانيا وسيادتها وسلامتها الإقليمية”، مع دعم انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي والناتو بعد الحرب، مشدداً على أن “ترامب هو الوحيد الذي يمكنه إجبار بوتين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، لكن بالعصي لا بالجزر”، ورفض أي صفقة تتجاهل السيادة الأوكرانية.

رئيس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا ورئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين أصدرا بياناً مشتركاً يقول: “أنت لست وحدك أبداً”، مع التأكيد على دعم كامل لعضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي، ودعوة لاجتماع مجلس الاتحاد الأوروبي غداً لمراجعة نتائج اللقاءات في واشنطن، مع خطط لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لدعم إعادة الإعمار.

– أمين عام حلف الناتو مارك روته تحدث مع الرئيس زيلينسكي مرتين بعد اللقاء، وقال: “يجب احترام ما فعله ترامب لأوكرانيا حتى الآن”، لكنه شدد على ضرورة ضغط اقتصادي وسياسي على روسيا لإنهاء الحرب، مع دعوة لتعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية لمواجهة التهديدات الروسية، وأكد أن الناتو سيقدم ضمانات أمنية دائمة لأوكرانيا.

هذه التصريحات، التي نشرتها وسائل الإعلام الأوروبية أثارت تفاعلاً واسعاً، حيث نشر مستخدمون أوكرانيون وأوروبيون تغريدات تشيد بالوحدة الأوروبية، بعضها سلط الضوء على تصريحات الرئيس الفنلندي حول عدم الاعتراف بالأراضي المحتلة وتعهد المستشار الألماني بفرض عقوبات أقسى واستخدام الأصول الروسية لدفع موسكو نحو المفاوضات.

الآثار والتحديات

التحليلات في الإعلام الأوروبي تكشف عن تباين: تفاؤل بتعزيز الوحدة الأوروبية كـ “دبلوماسية الإغراء الكبيرة”، مقابل مخاوف من عدم كفاية الدعم لتعويض النقص الأمريكي، خاصة مع رؤية ترامب لأوكرانيا كمصدر تصعيد. وُصف الدعم بأنه “يربط أوروبا معاً بشكل غير مقصود”، لكنه يثير تساؤلات حول استدامته إذا استمر الرئيس ترامب في الضغط لعقد صفقة مع الرئيس بوتين. أكدت المشاركة المنسقة للقادة الأوروبيين، من خلال التنسيق الدبلوماسي السريع مع الرئيس الأوكراني بعد لقائه مع الرئيس الأمريكي على أن هذه الجهود شكلت “عملية سيطرة على الأضرار” ناجحة بشكل مؤقت. هذه العملية هدفت إلى تقليل التداعيات السلبية لموقف ترامب الرافض لتقديم صواريخ “توماهوك” والداعي إلى تجميد الجبهات الحالية في الحرب، مما يساعد في منع أوكرانيا من تقديم تنازلات غير ضرورية تحت الضغط الأمريكي أو الروسي، مع تعزيز التزام أوروبا بدعم كييف سياسيًا وعسكريًا وماليًا للحفاظ على سيادتها وموقفها التفاوضي.

وفقًا لتحليل “تشاتام هاوس”، نجح الدعم الأوروبي في منع تكرار التجربة السلبية التي واجهها الرئيس زيلينسكي خلال لقائه مع الرئيس ترامب في فبراير 2025، لكنه يشير إلى أن ترامب يواصل التركيز على الدبلوماسية الشخصية مع بوتين، الذي لم يبدِ أي بوادر لتقديم تنازلات، ويحذر من المخاطر المحتملة في حال رفض بوتين الانخراط في اجتماع ثلاثي يضم أوكرانيا.  ومع ذلك، يحذر خبراء من أن أوروبا بحاجة إلى “خطة شاملة لإعادة التسليح”، كما أعلنت فون دير لاين، لمواجهة التصعيد الروسي، خاصة مع هجمات على الشبكة الكهربائية الأوكرانية التي أدت إلى انقطاعات بنسبة 60%، وأن الدعم يجب أن يشمل ضمانات أمنية تشبه الناتو لأوكرانيا لضمان سلام دائم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *