المجتمعات المسلمة والعربية في أوكرانيا: قوة راسخة في النضال من أجل الحرية المشتركة

المجتمعات المسلمة والعربية في أوكرانيا

المجتمعات المسلمة والعربية في أوكرانيا:

قوة راسخة في النضال من أجل الحرية المشتركة

20\3\2025

في الفسيفساء الكبيرة للمجتمع الأوكراني، أصبحت المجتمعات المسلمة والعربية عناصر مشرقة تعزز وحدة الأمة الأوكرانية. ففي ظل الحرب الوحشية، حيث وقف كل أوكراني للدفاع عن بلاده، أظهر ممثلو المجتمعات المسلمة والعربية ولاءً لا يتزعزع لأوكرانيا. لقد أصبحوا مقاتلين ومتطوعين، وكلماتهم القوية تفند أكاذيب الدعاية الروسية على المنصات الإعلامية الدولية.

بمشاركة عدد كبير من المواطنين الأوكرانيين الذين يُعتبرون من الأقليات الوطنية في البلاد، ممثلين عن الجاليات العربية، بما في ذلك الجاليات المصرية، والسورية، والفلسطينية، والأردنية، واللبنانية، إلى جانب ممثلين عن الجاليات المسلمة من أذربيجان، وداغستان، وقرغيزستان، والقوقاز، وأفغانستان، بالإضافة الى ممثلي مجلس علماء العرب والمسلمين في أوكرانيا، إلى جانب العلماء المسلمين والأكاديميين من أساتذة الجامعات، كذلك مركز “فيجن” للدراسات الإستراتيجية وموقع “أوكرانيا بالعربية” الإعلامي، عُقد يوم 19\3\2025 اجتماع بنّاء في دائرة الدولة الأوكرانية للسياسة العرقية وحرية الضمير مع رئيس الدائرة فيكتور يلينسكي ونائبه إيغور لوسوفسكي.

حيث أكد رئيس الدائرة يلينسكي على المساهمة القيمة للمسلمين في أوكرانيا في التصدي للمعتدي الروسي، مشيرًا إلى أن مشاركتهم النشطة في العمل التطوعي والإنساني والطبي والإعلامي والدعوي تشكل قوة “ناعمة” مؤثرة لأوكرانيا على الساحة العالمية.

رئيس دائرة الدولة الأوكرانية للسياسة العرقية وحرية الضمير – فيكتور يلينسكي

من جانبه، تحدث نائب رئيس دائرة الدولة الأوكرانية للسياسة العرقية وحرية الضمير إيغور لوسوفسكي عن مسيرة أوكرانيا كدولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن حماية حقوق الأقليات الوطنية جزء لا يتجزأ من عملية التكامل الأوروبي. وأوضح أنه خلال السنوات الأخيرة تم اعتماد عدد من القوانين والتشريعات المهمة في هذا المجال. كما تطرق إلى أنشطة في المسار الأوروبي، لا سيما فيما يتعلق بمراجعة القوانين وإعداد خارطة طريق وخطة عمل لحماية الأقليات الوطنية، تشمل جميع جوانب الحياة المجتمعية، مثل التعليم والثقافة وحقوق الإنسان.

كما شارك لوسوفسكي تجربته في الاجتماع التنسيقي الذي عقدته المفوضية الأوروبية ومجلس أوروبا في بروكسل، حيث تم تناول قضايا مكافحة الإسلاموفوبيا. وأثار خطابه اهتمام المشاركين، نظرًا لأن المجتمع المسلم في أوكرانيا هو الأكبر في أوروبا الشرقية ويلعب دورًا مهمًا في الحياة الاجتماعية للبلاد، خاصة في ظل ظروف الحرب الروسية على أوكرانيا.

نائب رئيس دائرة الدولة الأوكرانية للسياسة العرقية وحرية الضمير – إيغور لوسوفسكي

وأكد د. عماد أبو الرب، رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار وعضو مجلس عام إدارة الدولة، أن أوكرانيا تمثل نموذجًا للحرية والتسامح والديمقراطية، مشيرًا إلى أن الأقليات العربية والإسلامية في أوكرانيا تسعى لمكافحة الدعاية الروسية المضللة حول الوضع في البلاد. كما أضاف أن التعاون بين الأقليات والمجتمع الأوكراني يسهم في تعزيز الاستقرار والوئام في البلاد. ولقيت كلماته تأييدًا كاملًا من جميع الحاضرين. وأشار إلى أنه في الوقت الذي تشن فيه روسيا حملة تضليل إعلامي واسعة في العالم الإسلامي، يقوم المركز الأوكراني للتواصل والحوار وعدد من المنظمات العربية الأخرى في أوكرانيا بالتصدي لهذه الدعاية، من خلال تفنيد الروايات الكاذبة عبر وسائل الإعلام العالمية والعربية.

رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار وعضو مجلس عام إدارة الدولة – د. عماد أبو الرب

وأجمع المشاركون في الاجتماع على عدم وجود مظاهر الإسلاموفوبيا في أوكرانيا، باستثناء المناطق الأوكرانية المحتلة مؤقتًا.

بدوره، أكد رئيس الدائرة يلينسكي أن دائرة الدولة الأوكرانية للسياسة العرقية وحرية الضمير توثق بدقة الجرائم الروسية ضد المسلمين في هذه المناطق، وذلك لإيصال الحقيقة إلى العالم حول انتهاكات الحقوق والحريات الدينية في الأراضي المحتلة.

كما تناول الاجتماع قضايا ذات أهمية قصوى للمسلمين في أوكرانيا، بما في ذلك ضمان حرية ممارسة الشعائر الدينية، وحل مشكلة بناء المساجد، وتخصيص مقابر إسلامية، وضرورة تعزيز اندماج الشباب المسلم في المجتمع الأوكراني. وتم أيضًا مناقشة دور الإعلام في المنصات الدولية وأهميته في دحض الدعاية الروسية.

وتحدث مدير مركز “فيجن” للدراسات الاستراتيجية، د. سعيد سَلّام، عن التحديات المتعلقة بالدعاية الروسية في الدول العربية، وكذلك جهود المركز في نشر المعلومات الحقيقية. وأشار إلى أن وسائل الإعلام الإسلامية تعمل بفعالية على إيصال الحقائق إلى المجتمع الدولي، إلا أن التصدي للبروباغندا الروسية يظل مهمة صعبة. وأضاف أن المركز يصدر يوميًا مواد إعلامية موجهة لدول الجنوب العالمي، مما يسهم في تعزيز صورة أوكرانيا الإيجابية.

مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية – د. سعيد سلّام

وأشاد رئيس الجالية الفلسطينية في كييف د. يحيى الشيخ طالب بدور الجالية الفلسطينية وأعضائها من رجال أعمال وأطباء وإعلاميين وغيرهم في تقديم يد العون لوطننا أوكرانيا. ‎كما شدد على أهمية مد جسور التعاون بين الجاليات والأقليات المختلفة، انطلاقًا من علاقات الأخوة التي تجمعها، بهدف تعزيز التفاهم المتبادل والمساهمة في استقرار المجتمع الأوكراني.

رئيس الجالية الفلسطينية في كييف – د. يحيى الشيخ طالب

كذلك تحدث رؤساء الاقليات العربية والاسلامية عن برامجهم ونشاطاتهم المختلفة، موضحين كيفية مساهمتهم في نهضة المجتمع الاوكراني وتماسكه، إضافة إلى تعزيز التعاون والتواصل بين الجاليات المختلفة ومكونات المجتمع الأوكراني المتعددة، مما يعزز الوعي المتبادل ويسهم في تقوية الروابط الاجتماعية والإنسانية.

واختُتم الاجتماع بالاتفاق على ضرورة استمرار التعاون بين إدارة الدولة الأوكرانية والمجتمع المسلم في أوكرانيا وتعزيز الحوار البناء لمواصلة دعم أوكرانيا في مواجهة التحديات التي تواجهها. وأعرب المشاركون عن شكرهم للحوار المفتوح والصريح، وأكدوا استعدادهم لمواصلة العمل المشترك في حفظ السلام والوئام في المجتمع الأوكراني ومن أجل دعم أوكرانيا وتعزيز وحدتها في هذا الوقت العصيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *