د. سعيد سلّام
28/5/2022
مع انضمام فنلندا إلى الناتو، تبرز مسألة وضع جزر آلاند وقناة سايما.
أعلن ذلك المندوب الدائم لروسيا الاتحادية لدى الاتحاد الأوروبي، فلاديمير تشيزوف، يوم الاثنين 23 مايو.
توضيح:
- جزر آلاند هي أرخبيل في بحر البلطيق عند مدخل خليج بوثنيا. تتمتع الجزر بالحكم الذاتي داخل فنلندا، ويسكنها آلانديو السويد وتتمتع بوضع خاص منزوع السلاح ولغة واحدة.
- قناة سايما هي قناة ملاحية بين بحيرة سايما في فنلندا وخليج فيبورغ في روسيا. افتتحت عام 1856 وأعيد بناؤها عام 1963-1968. يبلغ الطول الإجمالي للقناة مع ممر البحر 57.3 كم، منها 23.3 كم تخص فنلندا و 34 كم لروسيا.
- تستأجر فنلندا حاليًا 19.6 كيلومترًا من الجزء الروسي من القناة. مدة عقد الإيجار حتى عام 2063.
الهدف من هذه التصريحات هو تخويف فنلندا من أجل منعها من الانضمام إلى الناتو، بالإضافة الى الضغط على الغرب فيما يتعلق بـ “العملية الخاصة” في أوكرانيا.
التحليل السياسي
- على خلفية الاتصالات الناجحة للغاية بين تركيا وفنلندا، أصبحت المطالبات الإقليمية ضد فنلندا، التي كانت في وقت ما جزءًا من الإمبراطورية الروسية، حقيقة في الفضاء الدعائي الروسي؛
- من الواضح أن النظام الروسي يعمل على فكرة استعادة الإمبراطورية الروسية، أو على الأقل نسختها الأصغر – الاتحاد السوفيتي، الذي تصادف ذكراه المئوية هذا العام؛
- تقول روسيا إنه بانضمام فنلندا إلى الناتو، سيتضاعف طول حدودها مع دول الحلف تقريبًا.
- سبق أن هددت السلطات الروسية فنلندا بإجراءات عسكرية – تقنية.
- حتى الآن، لا أحد يتحدث عن “عملية خاصة” ضد فنلندا، لكن وسائل الإعلام الروسية تتحدث عن إمكانية إعادة انتشار القوات والأسلحة وبناء 12 قاعدة عسكرية جديدة؛
- الضغط الاقتصادي على فنلندا، كما يعترف المروجون الروس أنفسهم، بدون فاعلية، حيث أوقفت روسيا بالفعل تصدير الغاز والكهرباء الى فنلندا؛
- ينصب التركيز الرئيسي في الوقت الحالي على المطالبات الإقليمية، وجوهر المطالبات الإقليمية هو جزر آلاند وقناة سايما.
- تأتي أهمية جزر آلاند بالنسبة لروسيا لأنها تخشى وجود قاعدة تابعة لحلف شمال الأطلسي فيها؛
الاستنتاجات:
- المطالبات الروسية الإقليمية ضد فنلندا بمثابة غطاء لجهود روسيا المعرقلة لمنع فنلندا والسويد من الانضمام إلى الناتو؛
- تم تجديد المطالبات الإقليمية في فضاء الدعاية الروسية على خلفية الاتصالات الناجحة بين تركيا وفنلندا؛
- المطالبات الإقليمية – “سلاح نوعي” جديد للكرملين، طريقة للضغط على الغرب فيما يتعلق بـ “العملية الخاصة” في أوكرانيا.
الخلاصة:
- تقوم روسيا بتحويل مطالباتها الإقليمية التي كانت مستمرة منذ عهد الإمبراطورية الروسية تقريبًا إلى أداة للابتزاز والضغط غير المسبوق على الدول المجاورة، وبالتالي تدمير النظام الأمني في أوروبا.
- وبهذا يكون إعلان “العملية الخاصة” في أوكرانيا نموذج للعلاقات مع الدول “غير الصديقة”.