بعد تزايد القتلى.. هل تحولت كورسك إلى “مقبرة” لجنود كوريا الشمالية؟

هل تحولت كورسك إلى "مقبرة" لجنود كوريا الشمالية؟

بعد تزايد القتلى.. هل تحولت كورسك إلى “مقبرة” لجنود كوريا الشمالية؟

عبد الهادي كامل

نقلا عن موقع ارم نيوز – دبي

26\12\2024

منذ انطلاق الهجوم الأوكراني المُباغت على مدينة كورسك، تسعى روسيا لاستعادة أراضيها تزامناً مع هجماتها العنيفة في جبهات الشرق والشمال الأوكراني.

وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن الولايات المتحدة تعتقد أن روسيا سوف تُشرك المقاتلين الكوريين الشماليين في ساحة المعركة ضد أوكرانيا في الأيام المقبلة، ويُزعم أنهم موجودون بالفعل على الأراضي الروسية.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي، إن أكثر من 3 آلاف جندي كوري شمالي قتلوا أو أصيبوا في كورسك الروسية.

وفي المقابل، فإن الكرملين في كل مرة يُسأل فيها عن مشاركة القوات الكورية الشمالية في القتال داخل كورسك الروسية وخسائرها، يتجنب الخوض فيه محجماً عن تأكيد هذه المعلومات.

ومع تأكيد تلقي قوات كوريا الشمالية خسائر فادحة، يبقى التساؤل الأبرز، هو مدى تأثير هذه الخسائر على استعادة روسيا لأراضيها وموقف بيونغ يانغ من تزايد أعداد ضحايا جنودها.

رد فعل كوري

وتعليقًا على هذه التساؤلات، قال مدير مركز فيجن للدراسات الإستراتيجية د. سعيد سلّام، إن “الأعداد الكبيرة للقتلى والجرحى تعكس الخسائر الفادحة التي تتكبدها القوات الكورية الشمالية، ما قد يؤثر على معنويات قواتها وعلى استمرار مشاركتها في الحرب الى جانب القوات الروسية”.

وأضاف سلام لـ”إرم نيوز”، أن “هذه الأرقام تكشف عن فشل الاستراتيجية العسكرية لكوريا وروسيا في إقليم كورسك، ومن ناحية أخرى قد تؤدي إلى تصعيد العمليات العسكرية، إذ قد تسعى كوريا الشمالية إلى الانتقام أو زيادة مشاركتها في الحرب”.

وتوقع أن “تتخذ كوريا الشمالية عدة خطوات رداً على هذه التصريحات والخسائر الفادحة، حيث في الغالب ستقوم بنفي هذه الأرقام وتصفها بأنها مبالغات أو دعاية حربية، وقد يؤدي أيضاً إلى زيادة الدعم العسكري الذي تقدمه لروسيا، بما في ذلك إرسال المزيد من القوات والمعدات لتعويض خسائرها البشرية”.

ورأى سلّام، أن هذه الخسائر، “تعكس تصاعد المواجهة السياسية والعسكرية بين أوكرانيا وروسيا، وتسلط الضوء على دور كوريا الشمالية في دعم روسيا في حربها على أوكرانيا”.

ولفت إلى أنها “يمكن أن تؤدي إلى زيادة الضغوط على الدول الأخرى للتدخل أو تقديم الدعم لأوكرانيا من قبل الحلفاء، وأيضاً زيادة الدعم لروسيا من قبل حلفائها”.

وأوضح أن “الأهم في دلالات تصريحات الرئيس زيلينسكي أنها تعكس قدرة أوكرانيا على تنفيذ هجمات فعالة ضد القوات الروسية وحلفائها، وهذا يعزز من موقف أوكرانيا في الحرب ويزيد من الضغط على روسيا”.

تداعيات مشاركة قوات من كوريا الشمالية في الحرب الروسية على أوكرانيا

حق روسي

من جانبه، قال الأستاذ الزائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو رامي القليوبي، إن “تصريح زيلينكسي بقتل وإصابة 3 آلاف جندي كوري شمالي في كورسك ليس محل ثقة، وقد يندرج تحت إطار الحرب النفسية بين روسيا وأوكرانيا”.

وأوضح القليوبي لـ”إرم نيوز”، أن “وجود قوات كورية شمالية على الأراض الروسية وبالتحديد منطقة كورسك لا يتعارض مع القانون الدولي ومن حق روسيا أن تستضيف من تشاء، لأن كورسك أرض روسية معترف بها دوليًا، كما أن هناك اتفاقية شراكة استراتيجية بين روسيا وكوريا الشمالية تنص مادتها الرابعة على الدفاع المشترك”.

وأضاف أن “الاستعانة بالقوات الكورية الشمالية لا يتم داخل العمق الأوكراني أو المناطق المتنازع عليها ولكن تتحرك هذه القوات داخل أراضي روسيا”.

ولفت إلى أن “كوريا الشمالية هي أكثر دولة انغلاقًا في العالم ولديها قدرة على التستر على أكبر عدد ممكن من الضحايا ولذلك تستعين روسيا بها حتى لا تعلن تعبئة داخل موسكو قد تثير سخطاً مجتمعياً كبيراً ضد بوتين“.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *