بعض الحقائق حول سياسة أوكرانيا تجاه القضية الفلسطينية وسياستها في الشرق الأوسط
والرد على بعض الأكاذيب التي يتم ترويجها
د. سعيد سلّام
مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية – باحث و محلل سياسي
23/3/2022
خلال الفترة السابقة، قبل وخلال الحرب الروسية على أوكرانيا، تم تداول العديد من “المعلومات” المغلوطة حول مواقف أوكرانيا من القضايا العربية، والقضية الفلسطينية خصوصا، لذا قمت بمحاولة جمع بعض ما يتم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي ومحاولة الإجابة عليه وتوضيح الوقف الرسمي الاوكراني منه
* اوكرانيا شاركت في الحرب الامريكية – البريطانية على العراق عام 2003
نعم. هذا صحيح. قررت حكومة الرئيس ليونيد كوتشما (القريب من روسيا) ورئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش (رجل موسكو في كييف، الذي ثار الشعب الاوكراني ضد انتخابه رئيسا في الثورة البرتقالية عام 2004، وأيضا ثار ضده عام 2013 بسبب رفضه توقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي وهرب الى روسيا) إرسال قوة محدودة، فرقة مكافحة الحرب الكيماوية، إلى العراق لتجنب العزلة الدولية في أعقاب فضيحة تتعلق بإمدادات عسكرية مزعومة للعراق (صواريخ كالتشوغا). والقوات الأوكرانية تمركزت في مدينة الكوت، على ضفاف نهر دجله جنوب مدينة بغداد، ولم تشارك في العمليات القتالية، حتى أثناء انتفاضة جيش المهدي الشيعي، لأنها ليست قوات قتالية.
علاوة على ذلك، بعد فوز الرئيس يوشينكو في الانتخابات، حيث جسد الاتجاه المؤيد لتنمية أوكرانيا على النمط الاوروبي، كان أحد القرارات الأولى هو انسحاب القوات الأوكرانية من العراق. بشكل عام، كانت القوات الأوكرانية في العراق أقل من عامين بدون المشاركة في العمليات القتالية.
* القوات الأوكرانية شاركت في حروب أمريكية أخرى في الشرق الأوسط.
لا. هذه كذبة. لم تشارك القوات الأوكرانية في الأعمال العدائية في أفغانستان ولا في العراق (منذ 2005) ولا في ليبيا ولا في سوريا.
* أوكرانيا تدعم إسرائيل.
هذا ليس صحيحا تماما. في القضية الفلسطينية تتمسك أوكرانيا بموقف إقامة دولتين على أرض فلسطين التاريخية وتدعم عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني و “الإسرائيلي” وفقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي. على سبيل المثال لا الحصر، صوت الوفد الأوكراني في مجلس الأمن الدولي في عام 2016 لصالح قرار يدعو “إسرائيل” إلى إنهاء أنشطتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية. كذلك أكدت وزارة خارجية أوكرانيا على الدوام أن الدولة الأوكرانية قد وقفت وتقف مع مواقف القانون الدولي والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في دولته.
* اعترفت كييف بالقدس عاصمة ل”إسرائيل”.
هذا ليس صحيحا. أوضح سفير أوكرانيا في “إسرائيل” أن مثل هذه القرارات لم تكن ولن تكون كذلك، وأن أوكرانيا تنطلق من قواعد القانون الدولي ولا تعتبر القدس عاصمة لإسرائيل. حاولت الصحافة الإسرائيلية والروسية تشويه سمعة موقف أوكرانيا من خلال الترويج لاتفاقيات سرية مزعومة بين الطرفين، لكن لم يتم تقديم أي دليل واضح حول هذه المزاعم. السفارة الأوكرانية في تل أبيب ولم يتم اتخاذ قرار بنقلها إلى القدس. حيث لم تكن هناك قرارات على مستوى الدولة. وأيضا يوجد مكتب تمثيلي لأوكرانيا (مستوى سفاره) في رام الله وسفارة لفلسطين في العاصمة الأوكرانية كييف.
* أوكرانيا لا تدعم فلسطين.
هذا ليس صحيحا. اعترفت أوكرانيا بدولة فلسطين ولها علاقات دبلوماسية مع فلسطين. السفارة الفلسطينية تعمل في كييف. درس آلاف الطلاب من فلسطين في الجامعات الأوكرانية قبل العدوان الروسي. عاش العديد من الفلسطينيين في المهجر بسلام في أوكرانيا، وعاش العديد من العائلات الفلسطينية الأوكرانية المختلطة في فلسطين وأوكرانيا.
* أوكرانيا ليس لها أي دور في الشرق الأوسط على عكس روسيا.
غير صحيح. إن دور أوكرانيا في ضمان الأمن الغذائي في الشرق الأوسط هائل. وإذا استمرت الحرب لفترة طويلة، قد تواجه المنطقة اضطرابات في الغذاء قد تتطور الى اضطرابات اجتماعية وسياسية بسبب الفقر والجوع وستؤثر على الأنظمة القائمة.
* أوكرانيا لم تهتم قط باحتياجات العرب
غير صحيح. في عام 2011، في ذروة الأحداث في ليبيا، أنشأ الأوكرانيون مستشفى ميدانيًا في مصراتة، قدم مجموعة كاملة من الخدمات لكل من الثوار والسكان المحليين.