زيلينسكي يراهن.. ما مدى واقعية “القمة الثلاثية” مع بوتين وترامب؟

زيلينسكي يراهن.. ما مدى واقعية "القمة الثلاثية" مع بوتين وترامب؟

زيلينسكي يراهن.. ما مدى واقعية “القمة الثلاثية” مع بوتين وترامب؟

عبد الهادي كامل – موقع “ارم نيوز” – الامارات العربية المتحدة

20\6\2025

في خطوة مفاجئة تعكس انسداد أفق التفاوض، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى “قمة ثلاثية” تجمعه بكل من دونالد ترامب و فلاديمير بوتين.

وأكد زيلينسكي استعداده لأي صيغة تفاوضية، قائلًا: “إذا لم يكن بوتين مرتاحًا لاجتماع ثنائي، أو إذا كان الجميع يفضلون أن يكون الاجتماع ثلاثيًا، فلا مانع لديّ، وأنا مستعد لأي صيغة”.

لكن الكرملين لم يتأخر في الرد، حيث سارع المتحدث باسمه دميتري بيسكوف إلى استبعاد عقد لقاء ثلاثي ما لم يتم التوصل أولًا إلى اتفاقات متينة بين الوفدين الروسي والأوكراني.

يأتي هذا الموقف في سياق رفض روسي سابق لعقد لقاء ثنائي بين بوتين وزيلينسكي، كما حدث عندما رفضت موسكو دعوة تركية لاستضافة لقاء بين الطرفين في وقت سابق من هذا الشهر.

في الأثناء، بدا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منزعج من كلا الطرفين، حيث عبّر عن استيائه من فشل زيلينسكي وبوتين في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب.

 البحث عن مخرج

وقال مدير مركز “فيجن” للدراسات الاستراتيجية سعيد سلّام، إن “طرح فكرة عقد لقاء ثلاثي بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ونظيريه الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، يأتي في ظل تعثر المفاوضات الثنائية بين كييف وموسكو، الأمر الذي يدفع باتجاه البحث عن مخرج دبلوماسي جديد”.

وأوضح سلّام لـ”إرم نيوز”، أن “مقترح زيلينسكي، يُعد محاولة جريئة لكسر الجمود الدبلوماسي الذي حال دون إحراز أي تقدم في إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا“.

ورأى أن “الفشل في إحراز تقدم في المباحثات الثنائية، مرده تباين جوهري في المواقف، خاصة وأن موسكو لا تزال متمسكة بشروط تعتبرها كييف مرفوضة، أبرزها الاعتراف بضم شبه جزيرة القرم، والتراجع عن خطط الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، بينما تتمسك أوكرانيا بسيادتها ووحدة أراضيها، وترفض تقديم أي تنازلات تمس مصالحها الوطنية”.

الضباب الدبلوماسي: مكالمات ترامب الثلاثية تثير تساؤلات أكثر مما تقدم حلولًا لحرب روسيا على أوكرانيا

وأشار سلّام، إلى أن “زيلينسكي، من خلال هذا الطرح، يسعى إلى إدخال الولايات المتحدة كلاعب مباشر في المعادلة، عبر إشراك الرئيس ترامب، الذي يمثل قوة سياسية ذات تأثير عالمي، وقد يُحدث تحولًا في ديناميكيات التفاوض”.

ورأى أن “المقترح يحمل مزايا استراتيجية، وقد يدفع موسكو إلى إعادة النظر في مواقفها نتيجة للضغط الأمريكي، كما يمكن أن يُحرج ترامب إذا تجاهل الدعوة، أو يُحرج بوتين إذا رفض المشاركة؛ ما يضيف بعدًا سياسيًا ضاغطًا على الطرفين”.

ولفت سلّام، إلى أن “فرص عقد اللقاء الثلاثي لا تزال محدودة، في ظل الرفض الروسي الصريح، والتحديات اللوجستية والتنظيمية، إضافة إلى عدم وضوح موقف ترامب، الذي تتسم تحركاته بالتقلب”.

لكنه استدرك بالقول، إن “السيناريو ليس مستبعدًا بالكامل، خاصة في حال تصاعد الضغوط الدولية أو حدوث تغيّرات استراتيجية في مواقف الأطراف”.

شروط مجحفة

ومن جانبه، قال الخبير في الشؤون الروسية نبيل رشوان، إن “نجاح فكرة عقد قمة ثلاثية بين زيلينسكي وبوتين وترامب مرهون أولًا بالتوصل إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار”.

وأضاف رشوان لـ”إرم نيوز”، أن “موسكو أعدت قائمة شروط لا تقتصر على أوكرانيا فقط، بل تشمل أيضًا جورجيا ومولدوفا، وتطالب بعدم انضمامهم إلى حلف الناتو، واصفًا هذه الشروط بأنها “مجحفة”.

وأوضح الخبير في الشؤون الروسية، أن “كييف ترفض الخوض في مسألة الأراضي، انطلاقًا من موقفها الثابت باعتبارها أراضٍ أوكرانية تحت الاحتلال، مشددًا على أن تركيزها الأساسي ينصب على وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الروسية، مع استمرار الخلاف حول ما إذا كان الانسحاب سيتم إلى حدود ما قبل 22 فبراير/شباط 2022، أو إلى حدود ما قبل ضم القرم”.

وأشار رشوان، إلى أن “الطرفين يرفعان سقف مطالبهما في المفاوضات، ما يصعّب التوصل إلى توافق شامل”، مبينًا أن “ترامب لا يرغب في لقاء بوتين قبل وقف إطلاق النار، لتجنّب الإيحاء بأن اللقاء يتم على حساب الموقف الأمريكي أو الأوروبي”.

ولفت إلى “وجود ضغوط متزايدة تُمارس على موسكو، أبرزها عقوبات أمريكية جديدة جرى إعدادها في الكونغرس، لكن ترامب أرجأ تنفيذها مؤقتًا لإفساح المجال أمام جهود وقف إطلاق النار”.

وأشار إلى أن “سماح الغرب لأوكرانيا باستهداف العمق الروسي باستخدام صواريخ بعيدة المدى، يُعد وسيلة ضغط إضافية على بوتين؛ ما قد يدفع الكرملين إلى إعادة النظر في موقفه التفاوضي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *