على خطى تشرشل-لماذا زيارة زيلينسكي للولايات المتحدة مهمة للغاية

على خطى تشرشل.

لماذا زيارة زيلينسكي للولايات المتحدة مهمة للغاية

ستيفن كولينسون – سي إن إن

ترجمة و اعداد د. سعيد سلّام – مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية

21/12/2022

سيعزز وصول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى البيت الأبيض في 21 كانون الأول (ديسمبر) بشكل رمزي دور أمريكا في حرب أوكرانيا المريرة من أجل البقاء ويرسل رسالة لا لبس فيها إلى فلاديمير بوتين.

جاء ذلك في هذه المقالة التحليلية لـ CNN.

لحظة حرجة من الحرب

هذه هي أول رحلة يقوم بها زيلينسكي خارج أوكرانيا منذ الغزو الروسي في فبراير، وسوف تسلط الضوء على الدور التاريخي للرئيس الأمريكي جو بايدن في إحياء التحالف الغربي الذي أعاق الاتحاد السوفيتي ويقاوم الآن محاولات التوسع الجديد لموسكو في الحرب بين القوى النووية العظمى.

سيكون استقبال زيلينسكي في البيت الأبيض علامة لا لبس فيها على الدعم الأمريكي والغربي لنضال أوكرانيا ضد الدكتاتور بوتين، الذي يقول إن الدولة ليس لها الحق في الوجود. قال الكاتب إن هذه الحرب هي مثال لما أسماه بايدن معركة عالمية بين الديمقراطية والشمولية.

قال عضو الكونجرس روبين جاليجو (ديمقراطي)، الذي زار أوكرانيا في أوائل ديسمبر، لشبكة CNN إن زيلينسكي جاء إلى واشنطن في مهمة محددة. وقال: “إنه يحاول رسم خط واضح بين دعمنا وبقائنا وانتصار أوكرانيا في المستقبل”.

خلال الزيارة، من المتوقع أن يعلن بايدن عن 1.8 مليار دولار كمساعدة أمنية إضافية لأوكرانيا، والتي تشمل أنظمة صواريخ باتريوت التي طال انتظارها. يعكس القرار بشأن الباتريوت عملية داخل الولايات المتحدة تعمل على مواءمة عمليات التسليم مع استراتيجية الهجوم الروسية المتغيرة. سيساعد نظام الدفاع الصاروخي كييف على الصمود بشكل أفضل أمام الهجمات الصاروخية الروسية الشديدة على المدن ومنشآت الطاقة وسيشير إلى انغماس الولايات المتحدة بشكل أعمق في الصراع.

وقال يوروب ويسلي كلارك، رئيس قوات حلف شمال الأطلسي السابق، إن رحلة زيلينسكي تعكس لحظة حرجة حيث قد يتقرر مصير الحرب التي لا يمكن لأوكرانيا الانتصار فيها دون زيادة الدعم الأمريكي قبل أن تتمكن روسيا من إعادة تنظيم صفوفها. وقال الجنرال لشبكة CNN: “هذه نافذة فرصة لأوكرانيا، لكنها أيضًا نافذة خطر”. روسيا ضعيفة لكنها ستصبح أقوى. هذه فترة يتعين على الولايات المتحدة فيها تقديم الدعم”.

اقترح كلارك الانتظار حتى الصيف لرؤية “ساحة معركة مختلفة تمامًا”.

كيف سيكون رد فعل بوتين على الزيارة؟

إن الطبيعة العلنية لزيارة زيلينسكي و “إعلان باتريوت” يهددان باستفزاز بوتين، الذي يشير إلى أنه مهما كانت الحرب الكارثية للقوات الروسية، فإنها ستكون طويلة الأجل، في ظل توقع أن التزام الغرب تجاه أوكرانيا سيبدأ في التلاشي.

خطاب رئيس أوكرانيا في الكونجرس سيعيد إحياء النقاش في الكابيتول هيل حول المساعدات لأوكرانيا، حيث سيحصل الجمهوريون على الأغلبية في مجلس النواب في العام الجديد. حذر بعض أنصار دونالد ترامب، الذين سيكون لهم نفوذ كبير في الحزب، من أن مليارات الدولارات التي تم تحويلها إلى أوكرانيا يجب استخدامها لتعزيز الحدود الجنوبية للولايات المتحدة تحسباً لتدفق جديد للمهاجرين.

حذر المتحدث باسم الحزب الجمهوري كيفين مكارثي، المتحدث التالي المحتمل لمجلس النواب، من أن أوكرانيا يجب ألا تتوقع “شيكًا لوضع أي مبلغ فيه” من الكونجرس الجديد. مثل هذا الاضطراب، من الممكن، يعطي الأمل للكرملين، كما كتبت CNN.

تذكر تشرشل

يقول الكاتب إنه عندما يصل زيلينسكي إلى واشنطن، ربما يشعر بنفس الطريقة التي رأى بها ونستون تشرشل الأضواء الساطعة لمدينة كبيرة بعد شهور من الظلام بسبب انقطاع التيار الكهربائي من الغارات الجوية النازية. ثم وصل الزعيم البريطاني إلى فيرجينيا على متن البارجة دوق يورك، مختبئًا من الغواصات الألمانية في الشتاء الأطلنطي، وبعد ذلك طار إلى العاصمة الأمريكية.

عززت زيارة عيد الميلاد العلاقات بين الحلفاء، الذين كان مصيرهم الفوز في الحرب العالمية الثانية وبناء عالم ديمقراطي ما بعد الحرب.

خلال خطاب بالفيديو أمام البرلمان البريطاني في وقت سابق من العام، قارن زيلينسكي مقاومة بلاده لروسيا بمعارضة بريطانيا للنازيين عشية دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية، وستزيد زيارته للعاصمة الأمريكية من شحذ المقارنات مع لقاء بين تشرشل والرئيس فرانكلين روزفلت.

على مدار أيام من العصف الذهني والاجتماعات التي يغذيها نظام تشرشل الخاص من شيري لتناول الإفطار والويسكي والمشروبات الغازية لتناول طعام الغداء والشمبانيا في المساء وكوب من البراندي البالغ من العمر 90 عامًا قبل النوم، وضع الزعيمان خطة لهزيمة ألمانيا النازية.

“لا شك في أن زيلينسكي سيُشيد به باعتباره بطلاً، ويأمل أن يعني الدعم الأمريكي الإضافي أن واشنطن بالفعل” سحبت سيفها من أجل الحرية وألقت جانباً غمدها”، كما قال تشرشل عن إدارة روزفلت في خطابه أمام الكونجرس. في 26 ديسمبر 1941. سيقدر الزعيم الأوكراني بالتأكيد أوجه التشابه التاريخية “، اختتمت شبكة سي إن إن.