لمواجهة قمة ترامب-بوتين:
أوكرانيا تطلق دبلوماسية استباقية وتحالفاً دولياً لرفض أي صفقة على حسابها
11\8\2025
في حديث لبرنامج “الثالثة والعشرون”، على قناة “الغد”، قدم الدكتور سعيد سلام، مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية، تحليلاً للموقف الأوكراني من القمة المرتقبة بين الرئيسين ترامب وبوتين، مشدداً على الخطوط الحمراء التي لن تتجاوزها كييف والاعتماد على التحالفات الدولية لمواجهة أي ضغوط محتملة.
أوضح الدكتور سلّام أن تصريحات الرئيس زيلينسكي الحازمة بشأن القمة ليست مجرد ردود فعل، بل هي جزء من “استراتيجية دبلوماسية استباقية” مدروسة. الهدف الأساسي من هذه الاستراتيجية هو منع أي سيناريو قد تحاول فيه إدارة ترامب فرض صفقة على أوكرانيا تتضمن تنازلات إقليمية أو الاعتراف بشرعية الاحتلال الروسي لأراضيها، مقابل تحقيق الرئيس ترامب لمكاسب اقتصادية أو تجارية شخصية مع بوتين. وأكد أن الموقف الأوكراني يستند بقوة إلى مبادئ الدستور الأوكراني وميثاق الأمم المتحدة.
وعند سؤاله عن رد فعل أوكرانيا في حال تم التوصل لاتفاق بين ترامب وبوتين يتجاهل كييف، كان رد الدكتور سلام حاسماً، مستشهداً بتصريحات الرئيس الأوكراني: “أي اتفاق بدون أوكرانيا سيولد ميتاً”. وأشار إلى أن القيادة الأوكرانية لا تكتفي بإطلاق التصريحات، بل تعمل بشكل حثيث على الأرض من خلال اتصالات يومية ومكثفة مع القادة الأوروبيين والعالميين. الهدف من هذه الجهود هو بناء تحالف دولي قوي وموقف موحد يمارس ضغطاً على الرئيس ترامب لثنيه عن تقديم أي تنازلات على حساب سيادة أوكرانيا.
كذلك حدد الدكتور سلام بوضوح الخطوط الحمراء التي لا يمكن لأوكرانيا القبول بتجاوزها في أي مفاوضات، وهي:
– وحدة الأراضي: لا تنازل إطلاقاً عن وحدة الأراضي الأوكرانية ضمن حدودها المعترف بها دولياً عام 1991، وهذا يشمل بشكل صريح شبه جزيرة القرم وكافة الأراضي المحتلة.
– الاستقلال السياسي والاقتصادي: الحفاظ على حرية أوكرانيا في اتخاذ قراراتها السيادية واستقلالها الاقتصادي الكامل بعيداً عن أي هيمنة خارجية.
– قوة الجيش الأوكراني: تسليح وتعزيز قوة الجيش الأوكراني، حيث يعتبر الضامن الأساسي لسيادة الدولة واستقلالها في مواجهة التهديدات الروسية المستمرة، التي لا تستهدف أوكرانيا وحدها بل أوروبا أيضاً.
ورداً على سؤال حول قدرة الجيش الأوكراني على الصمود بدون الدعم الغربي، أقر الدكتور سلام بالاعتماد الكبير على المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة وأوروبا. لكنه شدد على نقطة مهمة، وهي أن أوكرانيا خلال سنوات الحرب طورت بشكل كبير من قدراتها التصنيعية العسكرية المحلية واستعادت جزءاً كبيراً من إمكانياتها.
ومع ذلك، فإن الحاجة للمزيد من الدعم لا تزال قائمة. ولمواجهة أي نقص محتمل، تسعى أوكرانيا حالياً إلى إبرام اتفاقيات للتصنيع العسكري المشترك مع الدول الأوروبية، سواء داخل أوكرانيا أو في أوروبا، لضمان استمرارية إمداد القوات الأوكرانية بالسلاح. وأشار إلى أن هذا التحدي ليس أوكرانياً فقط، بل هو تحدٍ لأوروبا بأكملها، خاصة في ظل قدرة الاقتصاد الروسي على مواصلة إنتاج الأسلحة بوتيرة عالية.