موجة أخرى من التعبئة تجتاح الأقاليم الروسية مرة أخرى
اعداد د. سعيد سلام – مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية
24/3/2023
أشار كيريل سولودوفنيك، المفوض العسكري لماري إل، على الهواء على قناة “روسيا 1″، إلى المرسوم الرئاسي حول تسليم مذكرات استدعاء للتدريب العسكري. ليس من الواضح ما إذا كان المفوض العسكري قد تحدث حول هذا الامر عن طريق الخطأ أو عن قصد. لكن هذا قد يعني أن المرسوم الخاص بالتعبئة العسكرية قد تم تمريره بالفعل، وقد يكون سريًا.
تحاول السلطات الروسية بكل وسيلة ممكنة إخفاء عملية تجنيد المواطنين لإرسالهم إلى الحرب ضد أوكرانيا. من ناحية أخرى، تم بالفعل توزيع مذكرات استدعاء من أجل “تدقيق أوراق الاعتماد” و “الحضور لتدريب عسكري” في 43 منطقة في روسيا.
من ناحيته قال عضو لجنة الدفاع بمجلس الدوما، الليتنانت جنرال فيكتور سوبوليف، إنه لم يكن هناك حديث عن أي تعبئة، وتم توزيع الاستدعاءات وفقًا لأمر الخدمة العسكرية بموجب عقود، وأيضًا بشكل طوعي حصرا. في الوقت نفسه، قدم مكتب التسجيل والتجنيد العسكري في منطقة خورينسكي في بورياتيا معلومات معاكسة تمامًا. هناك، تم الإعلان بنص واضح أن التعبئة جارية، ولم يكونوا “متطوعين” على الإطلاق. كما يقول رئيس قسم التعبئة في مكتب التسجيل والتجنيد العسكري “اليوم كان لدينا مشروع لجنة للتعبئة. نحن نتلقى مهام التعبئة لتزويد الموارد من المفوض العسكري”.
اما في فورونيج، فقد أعلنت حكومة المنطقة رسميًا عن توزيع مذكرات الاستدعاء. هناك أدلة على توزيع مذكرات الاستدعاء في تشيبوكساري – استلمها والد لثلاثة أطفال. في كراسنويارسك، تلقى موظفو شركة خاص أوامر بالتعبئة. يؤكد “راديو ليبرتي” أن توزيع مذكرات الاستدعاء مرتبط بتجنيد جديد للجنود المتعاقدين، ووفقًا لخطة وزارة الدفاع، يجب تجنيد 400 ألف شخص.
كذلك تم الكشف عن خطط التعبئة العسكرية لمنطقتي تشيليابينسك وسفيردلوفسك – 10 آلاف شخص لكل منهما، إقليم بيرم – 9 آلاف شخص، في منطقة بينزا، وفقًا للخطة، يجب استدعاء 3 آلاف شخص. على الرغم انخ لم يتم الإعلان عن الموجة الثانية من التعبئة، لكن الموجة الأولى لم تنته رسميًا أيضًا.
تم توزيع استدعاءات “معسكرات التدريب” على سكان قرية ستودينتشسكي في منطقة سفيردلوفسك ، وكان عليهم الحضور في 14 مارس “لتدقيق البيانات”، ولكن حسب تقارير قناة “أخبار التعبئة”، في اليوم التالي تم إرسالهم إلى “يلان” لمدة شهر، وهي نفس المدرسة العسكرية سيئة السمعة حيث مات العديد من الأشخاص الذين تم تعبئتهم في الخريف لأسباب مختلفة (نوبة قلبية، انتحار، تليف الكبد)، واندلعت حينها الاحتجاجات بسبب تسجيل المعبئين الغير مدربين ك طيارين هجوميين.
أيضا تلقى الطلاب المتفرغون في موسكو مذكرات استدعاء تطالب بالحضور “لتدقيق المستندات”، حسبما كتب موقع “فيورستكا” وقناة “التعبئة” على التيليغرام. جميعهم سينهون دراستهم هذا العام. في نوفوسيبيرسك، يتلقى طلاب احدى الجامعات رسائل حول الاستدعاءات في حساباتهم الشخصية على موقع الجامعة. عند الاستلام، يجب الحضور في غضون ثلاثة أيام، وفي حالة عدم الحضور، سيتصل مكتب التسجيل والتجنيد العسكري بالسلطات. تأجيل التعبئة للآباء الذين لديهم العديد من الأبناء هو مجرد توصية إلى مكاتب التسجيل والتجنيد العسكرية، وليس “التزامًا”، كما جاء في رسالة من نائب رئيس هيئة الأركان العامة استجابة لطلب النائب نينا أوستانينا. وقبل ذلك، قالت وزارة الدفاع، إن التوجيه الخاص بالتأجيل للآباء ساري المفعول. لكن في الحقيقة، وفي الواقع، بالطبع، هذه التوجيهات لم تعمل: تم إرسال آباء ثلاثة أطفال أو أكثر للقتال في أوكرانيا، على عكس كل الوعود.
أسباب التعبئة المتواصلة في روسيا واضحة: قوات الاحتلال الروسية تتكبد خسائر فادحة، ان كان في صفوف الجيش الرسمي او المرتزقة. في وقت سابق تم اكتشاف مقبرة جماعية من سبعين قبرا بالقرب من مدينة ايكاترينبورغ. قبور وضع عليها نفس الصلبان وأكاليل الزهور، اثنان منهم فقط تم وضع صورة عليها. بجانب القبور الجديدة توجد حفر للدفن في المستقبل. في الغالب هذه الجثث تعود لسجناء مدانين جندتهم شركة “فاغنر” العسكرية الخاصة – تعرف الأقارب على أحدهم بعد استخراج الجثث، واكتشفت والدته وفاته بعد دفنه.