موسكو تُعجل بحسم “المعركة” وتهدد بضرب مراكز “صُنع القرار” في كييف
عبد الهادي كامل
تعليق مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية لموقع ارم نيوز – دبي – الامارات العربية المتحدة
3\12\2024
في الوقت الذي أطلقت فيه روسيا ثاني أكبر هجوم على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بخطوة عسكرية قادمة قد تُعجل بحسم المعركة لصالح موسكو وفقًا لتحليلات الخبراء والمراقبين.
وردًا على الدعم الأمريكي الغربي المتواصل لأوكرانيا، هدد بوتين، بأن بلاده ربما تستخدم صواريخها الفرط صوتية الجديدة “أوريشنيك” لمهاجمة مراكز صُنع القرار في كييف.
التصعيد بين الغرب وروسيا
وقال الدكتور نزار بوش، أستاذ العلوم السياسية بجامعة موسكو، إن “تهديد الرئيس بوتين بضرب مراكز صنع القرار في كييف هو بمثابة تحذير للغرب وكييف، لأنه إذا تضررت منشآت مدنية في عمق روسيا ردًا على سماح الولايات المتحدة والغرب لأوكرانيا بضرب العمق الروسي، فإن روسيا سوف تهاجم مراكز القرار بما فيها وزارة الدفاع والاستخبارات ومنشآت حيوية تابعة للرئيس الأوكراني زيلينسكي وربما يكون قصر زيلينسكي في كييف”.
ووصف بوش تهديدات الرئيس الروسي بوتين بأنها شديدة اللهجة لنظام كييف والغرب، وبأن روسيا سوف تستخدم كل ما لديها من قوة لضرب المقرات الرئيسة في كييف، وفي مقدمتها مقر الرئاسة، ولن تستطيع الدول الغربية زيارة كييف بعد هذه الضربات وبعدها سوف يشتد التصعيد بين الغرب وروسيا.
وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن استهداف روسيا لمقرات الحكم في كييف سوف تكون ضربة حاسمة في هذه الحرب، متوقعا أن تكثف روسيا ضرباتها الحاسمة تجاه أوكرانيا مع نهاية العام الجاري وبداية عام 2025، وربما يتم ضرب مراكز ومحطات الطاقة أكثر وعندها ستغرق أوكرانيا في الظلام، وسوف تتضرر الصناعات والتصنيع الحربي وغير الحربي.
واعتبر بوش تحذيرات بوتين جدية للرد على استخدام كييف صواريخ أتاكمز الأمريكية وستورم شادو البريطانية وسكالب الفرنسية لاستهداف منشآت حيوية داخل العمق الروسي.
الرسائل الامريكية من السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ داخل الاراضي الروسية
إضعاف الروح المعنوية
وبين د. سعيد سلّام، مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية والباحث في العلاقات الدولية، أن تصريحات الرئيس بوتين بتهديد ضرب مراكز “صنع القرار” في كييف رسالة تأكيد روسية فحواها أن صاروخ “أورشنيك” الباليستي الذي كشفت عنه مؤخرا ليس له مثيل مثل باقي الأسلحة، وأن بوتين يتحدث مرارا وتكرارا عن كيفية اختيار الأهداف والمنشآت العسكرية، وفي ذات الوقت تبدأ وسائل الإعلام الروسية في الترويج لنية النظام الروسي في ضرب العاصمة كييف في نهاية هذا الأسبوع، وأن الأوكرانيين حطموا الصرافات الآلية من أجل سحب الأموال قبل تدمير المدينة.
وأكد سلّام في تصريحات خاصة لـ”إرم نيوز” أن هذه التحركات الروسية تستهدف بث الخوف والرعب في نفوس الشعب الأوكراني وإضعاف الروح المعنوية في المجتمع الأوكراني، مشيرا إلى أن هذه التهديدات رد عليها الرئيس الأوكراني زيلينسكي قائلا: “إن التلويح بصاروخ “أورشنيك” يهدف إلى إحباط جهود الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب”.
وبحسب سلّام، فإن المحاولات الروسية السابقة بقصف مواقع في العاصمة الأوكرانية “كييف” فشلت في تحقيق أهدافها بسبب الدفاعات الجوية التي وضعتها القيادة الأوكرانية وفي مقدمتها منظومة باتريوت الأمريكية.
الموقف التفاوضي
وأشار الباحث في العلاقات الدولية، إلى أن هذه التهديدات الجديدة باستخدام صاروخ “أورشنيك” تثير القلق، لأن الرئيس الروسي يمكن أن يذهب إلى تصعيد شامل وافتعال حرب مع دول الناتو في حال شعوره بإمكانية خسارته للحرب.
وأضاف سلّام أن هذا التهديد الروسي بضرب مراكز صنع القرار في كييف يأتي ضمن وسائل الضغط التي يمارسها الرئيس بوتين على المجتمع الأوكراني والقيادة الأوكرانية وصناع القرار والاتحاد الأوروبي، لإجبار حلفاء أوكرانيا على منعها من استخدام الصواريخ الأمريكية والبريطانية والفرنسية بضرب العمق الروسي.
وخلص سلّام إلى أن بوتين يسعى لرفع سقف التصعيد إلى أقصى مدى ممكن قبل تولي الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب سدة الحكم في 20 يناير المقبل، لتحسين الموقف التفاوضي لروسيا في حالة الجلوس على مائدة المفاوضات.