د. سعيد سلّام
3/10/2022
روسيا لديها أكبر ترسانة نووية في العالم، تضم أسلحة تكتيكية منخفضة القوة النووية مجهزة للاستخدام ضد الجيوش المعادية.
وتمتلك موسكو نحو 2000 سلاح نووي تكتيكي، مخزنة في منشآت عسكرية بمناطق متفرقة في روسيا.
* ما هي الرؤوس النووية التكتيكية؟
تُعرف الأسلحة النووية التكتيكية بأنها رؤوس نووية غير استراتيجية بمدى قصير وضمن خصائصها:
- توجيه ضربة محدودة لقوات العدو دون تعريض القوات الصديقة في الميدان للخطر؛
- تستخدم لقصف تشكيلات قوات المشاة أو الدبابات أو المنشآت العسكرية والمخابئ؛
- لديها مردود انفجاري يتراوح من 10 إلى 100 كيلو طن من مادة “تي إن تي” المتفجرة؛
- استخدامها يكون لكسب معركة وليس الحرب كلها.
* تأثير استخدام هذا السلاح في الميدان:
إن الرؤوس النووية التكتيكية “لن تكون إلا سلاح ردع فقط وليس إبادة”، لأن القوة التفجيرية للقنبلة أو الصاروخ تتراوح ما بين 10 إلى 30 كيلو طن، لكن قد ينتج عنها:
- مقتل نحو 30 ألف شخص؛
- نحو 60 ألف جريح؛
- دائرة إشعاع تصل إلى 15 – 30 كم؛
- دائرة انفجار بمقدار 150 مترا؛
- قوة تدميرية تصل إلى 1500 متر؛
- قوة إشعاع حراري تصل إلى 1530 مترا؛
- يمكن رؤية ضوء الانفجار على مسافة تصل إلى 4 كلم.
انطلاقا من المعلومات أعلاه فان الاعتقاد الغالب أن تهديدات موسكو باستخدام هذه النوعية من السلاح هي فقط لترهيب وإحباط أي محاولات من قبل حلف الناتو التدخل في حرب أوكرانيا والضغط على حلفاء أوكرانيا من اجل إيقاف، او تخفيف، الدعم العسكري الذي أدى الى تغير جوهري في ميزان القوى على الجبهات.
حيث ان استخدام هذا السلاح:
- لن يؤدي الى تغيير في إرادة السلطات الأوكرانية والشعب الاوكراني في مقاومة القوات الروسية وتحرير الأراضي الأوكرانية المحتلة، بل سيزيد من عزيمتهم للوقوف خلف الجيش الاوكراني؛
- استخدام السلاح النووي التكتيكي سوف يؤدي الى رد “صارم” من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وحلف الناتو، حسب التصريحات المختلفة من قبل قادة هذه الأطراف، يكون على شكل استهداف مكثف لمواقع إطلاق القذائف ولمراكز القيادة الروسية. ليس بالضرورة ان يتم الاستهداف بواسطة السلاح النووي؛
- يمكن ان يتم تزويد أوكرانيا بسلاح نووي تكتيكي لاستخدامه في الرد على القوات الروسية؛
- سوف يؤدي استخدام السلاح النووي من قبل القوا ت الروسية الى تغير كبير في موقف الصين والهند والبرازيل، الذين حتى الان يحاولون الوقوف في موقع الحياد سياسيا، وسوف يقومون برفع “الغطاء” عن النظام الروسي.