أفادت وكالات الأنباء، ان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا وصل إلى الكويت، مساء الاثنين 17 ابريل 2023، في زيارة هي الأولى من نوعها لمنطقة الخليج العربي منذ الغزو الروسي لاوكرانيا، في 24 فبراير 2022.
وبحسب بيان وزارة الخارجية الكويتية، كان في استقبال كوليبا على أرض المطار نظيره الكويتي الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح، قادماً من العاصمة العراقية بغداد، حيث بحث مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ونظيره العراقي فؤاد حسين “تعزيز العلاقات الثنائيَّة، والتشاور حول كيفيَّة التعامل مع مُختلف القضايا، والتحدِّيات الإقليميَّة والدوليَّة في المنطقة” بحسب بيان الحكومة العراقية.
وبحسب وكالة “أوكرانفورم” الأوكرانية، فإن كوليبا بحث في بغداد ملف التعاون مع العراق وتطوير العلاقات بين البلدين، كما رفض رسمياً عرض الوساطة الذي قدم من الحكومة العراقية لوقف إطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا.
وسبق أن دعا وزير الخارجية الكويتي، في أكثر من مناسبة، إلى “وقف إطلاق النار وخفض التصعيد لإيجاد حل سلمي للأزمة الأوكرانية، وحلها بالطرق والوسائل السلمية عن طريق الحوار بما يتوافق مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
بدأ وزير الخارجية الأوكراني ديمتري كوليبا، يوم الثلائاء، مفاوضات مع رئيس وزارة الخارجية الكويتية الشيخ سالم الصباح، لتوقيع مذكرة بشأن تخصيص مليون دولار للمولدات الكهربائية. وذكرت وزارة الخارجية الأوكرانية “بدأ الطرفان مفاوضات حول توقيع مذكرة بشأن تخصيص مليون دولار من قبل الحكومة الكويتية لشراء مولدات كهربائية لأوكرانيا سيتم تسليمها في القريب العاجل”. وأشار كوليبا إلى أن أوكرانيا تواصل تعزيز نظام الطاقة الأوكراني على المدى الطويل، وتقدر دعم الكويت لسيادة الدولة وسلامة أراضيها، فضلاً عن المساعدات الإنسانية. وبحسبه، فإن “المولدات القوية التي سيتم نقلها كجزء من المبادرة الجديدة ستساعدنا على ضمان استدامتها”. كما ناقش وزيرا الخارجية الجهود الدبلوماسية لإنهاء العدوان الروسي واستعادة السلام. وشكر كوليبا الشيخ الصباح لدعمه قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة وقدم شرحا مفصلاً لـ “صيغة السلام” للرئيس فولوديمير زيلينسكي، والتي يضمن تنفيذها سلامًا عادلًا ودائمًا في أوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، أشار وزير الخارجية الأوكرانية إلى أهمية تضافر الجهود لمنع تدمير مبادرة حبوب البحر الأسود من قبل روسيا. كما دعا الوزير الكويت للمشاركة في برنامج زيلينسكي الإنساني “حبوب من أوكرانيا”. في الوقت نفسه، كان أحد الموضوعات المهمة للمفاوضات هو مشاركة الجانب الكويتي في تنفيذ المشاريع الاقتصادية في أوكرانيا. وشدد كوليبا على أن “من أولويات الدبلوماسية الأوكرانية فتح آفاق جديدة لأوكرانيا في العالم وفي الشرق الأوسط على وجه الخصوص. وخلال محادثاتي في الكويت، تمت مناقشة فرص جديدة محددة للدولة الأوكرانية ورجال الأعمال والمواطنين”. كما اتفق الطرفان على “إحياء الاتصالات المباشرة بين دوائر الأعمال وتحفيز زيادة حجم التجارة”.
كذلك أجرى وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا، محادثات مع رئيس الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وليد البحر، حول مشاريع إعادة اعمار أوكرانيا. وكتب على تويتر “التقيت في الكويت مع وليد البحر، القائم بأعمال مدير الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، لدعوة الكويت للمشاركة في إعادة إعمار أوكرانيا. لقد ناقشنا المشاريع الاجتماعية والإنسانية، ولا سيما بناء المدارس والمستشفيات”. وبحسب الخدمة الصحفية لوزارة الخارجية الأوكرانية، قال وليد البحر إن مؤسسته مستعدة للمشاركة في المؤتمر الدولي لإعادة إعمار أوكرانيا الذي سيعقد في لندن نهاية شهر يونيو المقبل. كما شدد على أن التفاعل مع أوكرانيا سيصبح إحدى أولويات الصندوق. وأولى المحاورون اهتمامًا خاصًا للمشاريع الاجتماعية، ولا سيما بناء مستشفيات ومدارس ورياض أطفال جديدة في أوكرانيا، فضلاً عن تنفيذ برامج الدعم النفسي وإعادة التأهيل للأوكرانيين الذين عانوا أثناء الحرب. واتفق الوزير ورئيس الصندوق على تنظيم اجتماع للخبراء من أوكرانيا والكويت في المستقبل القريب لمناقشة آفاق التعاون بالتفصيل. كما أشار كوليبا “من المنظور العام لإعادة الإعمار بعد الحرب، من المرجح أن تصبح أوكرانيا أكبر موقع بناء في العالم”.
وتعتبر الكويت من اوائل الدول العربية التي رفضت و ادانت الغزو الروسي لأوكرانيا، و رفضت عملية ضم روسيا لاربع اقاليم اوكرانية تحتلها، كذلك لم تتوقف عن ارسال المعونات الانسانية لكييف و اللاجئين الاوكرانيين في اوروبا.
وأشاد وزير خارجية اوكرانيا دميترو كوليبا بموقف الكويت الدائم المؤيد لضرورة الالتزام بمبادئ القانون الدولي ودعمها للحلول السلمية والسلام للأزمات الدولية.
جاء ذلك في مقابلة أجراها الوزير كوليبا مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) وتلفزيون الكويت، يوم امس الثلاثاء، على هامش زيارته للبلاد والتي تحل أيضا احتفاء بمرور 30 عاما لبدء العلاقات الديبلوماسية واستمرارها على أسس الصداقة والتعاون المشترك.
وقال كوليبا إن الكويت لطالما دعمت أوكرانيا وخصوصا إنسانيا في التاريخ، منوهاً بمساندة الكويت ببناء الملاجئ بعد الكارثة النووية في مفاعل (تشرنوبل) التي وقعت عام 1986 ودعمها الإنساني في الأزمة التي تمر بها الآن.
وأشاد بدعم الكويت للقرارات الدولية الداعمة للسلام ونزع السلاح «ولعل أهمها تصويتها لصالح قرار الأمم المتحدة الصادر في 23 من فبراير الماضي» والذي صوت لصالحه 141 وفدا وينص على ضرورة التوصل في أقرب وقت ممكن الى سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا. وذكر أن أوكرانيا «كانت تلعب دورا مهما في تأمين الغذاء العالمي بتصديرها ملايين الاطنان من الحبوب حول العالم والذي كان يساهم في موازنة الأسعار وفي تقليل كوارث الأمن الغذائي والمجاعات في العديد من الدول». وأفاد أن «الحرب مع روسيا عرضت خطوط التصدير للمخاطرة ولكن ما هو أهم هو تعريض حياة الملايين من البشر حول العالم الذين كانوا يعتمدون على الحبوب الأوكرانية». وأكد أن أوكرانيا وبعد تعرضها للمجاعة المقصودة في ثلاثينيات القرن الماضي والتي مات خلالها ملايين البشر جوعا «قطعت عهدا على نفسها بأنه مهما قست الظروف علينا سنوفر الخبز للبشر حول العالم لأننا نعرف معنى الجوع الحقيقي».
وعن زيارته لدولة الكويت أشار إلى أنه يسعى لتطوير العلاقات في شتى المجالات لاسيما الاقتصادية منها، مضيفاً أن «اقتصادنا في أوكرانيا تأثر بسبب الحرب ولكن شركاتنا الابتكارية استطاعت ان تتأقلم مع الوضع الراهن وهذا من أسباب وجودي هنا وليس فقط لدعم الاستثمار الكويتي في أوكرانيا بل أيضا لإعادة وتيرة التبادل التجاري». وقال: «أتوقع بعد ان ننتصر بالحرب ان تصبح أوكرانيا أكبر موقع بناء على وجه الأرض فعلينا إعادة بناء الطرق والمباني والبنى التحتية التي تدمرها البنادق الآن»، مؤكداً وفرة الفرص لأخذ العلاقات الثنائية ما بين أوكرانيا والكويت الى حدود أبعد «وما علينا فعله هو ان نتمكن من استغلال تلك الفرص».
واختتم كوليبا حديثه بالقول «أتخيل بعد ان رأيت أسلوبكم في الحياة ان تسعى أوكرانيا لخلق بيئة آمنة وجودة حياة مماثلة وان نخطو بخطى مماثلة للتغلب على مآسي الحرب ولكي نصبح دولة مسالمة مزدهرة مثل الكويت».