Д. Сказав Салам
25/5/2022
- خلال منتدى دافوس الاقتصادي، دعا وزير الخارجية الأمريكي السابق كيسنجر إلى إنهاء فوري للحرب من خلال تنازلات أحادية الجانب من أوكرانيا لصالح روسيا;
- دعت صحيفة نيويورك تايمز إلى أخذ مصالح روسيا بعين الاعتبار;
- دعوة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون الى ضرورة “عدم إذلال” أي طرف بعد انتهاء الحرب الدائرة بأوكرانيا (على حد تعبيره);
- المبادرة الإيطالية لإنهاء الحرب.
يتم تداول هذه الاخبار على نطاق واسع في وسائل الإعلام الروسية والأجنبية، مثل واشنطن بوست وتيليغراف ونيويورك تايمز؛
مضمون تصريحات كيسنجر
- حذر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر الغرب من “أن يهزمه بوتين”. وكما قال السياسي البالغ من العمر 98 عامًا في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس (نقلاً عن التلغراف) فإن “الوحدة الغربية بشأن العقوبات تتلاشى بشدة”؛
- حث المحارب الأمريكي القديم، حسب مجلة تيليغراف، الغرب على التوقف عن محاولة إلحاق “هزيمة ساحقة بالقوات الروسية في أوكرانيا”، وأن ذلك “سيكون كارثيًا على استقرار أوروبا على المدى الطويل”;
- تحدث الدبلوماسي السابق أيضًا عن العواقب الوخيمة لتجاهل الغرب لمكانة روسيا في ميزان القوى الأوروبي. وفقًا لصحيفة التلغراف، بهذه الطريقة، يدعو كيسنجر الغرب في الواقع إلى إجبار أوكرانيا على التفاوض دون إطالة أمد الأزمة؛
- على حد تعبير كيسنجر “يجب أن تبدأ المفاوضات في غضون الشهرين المقبلين، وإلا فستكون هناك اضطرابات لن يكون من السهل التغلب عليها”.
تحليل التصريحات:
- أوكرانيا لديها صورة واضحة عن طبيعة انتصارها: تحرير جميع الأراضي المحتلة منذ عام 2014؛ دفع تعويضات من قبل موسكو؛ معاقبة مجرمي الحرب؛ ترسيخ مكانتها في الاتحاد الأوروبي؛
- من الملاحظ انه خلال الفترة الاخيرة يتم إنشاء نبرة معينة في وسائل الإعلام الروسية وبعض وسائل الاعلام الغربية لـ “دفع” أوكرانيا إلى عملية التفاوض.
- هذه النبرة تتزايد مع استمرار فشل الجيش الروسي في تحقيق إنجازات استراتيجية على الأرض وتكبده خسائر كبيرة في العدة والعتاد في مقابل صمود الجيش الاوكراني والقيادة الأوكرانية ورفع سقف المطالب السياسية والعسكرية؛
- يعمل الجيش الاوكراني على كسب المواقف التفاوضية للدبلوماسية الأوكرانية في ساحة المعركة;
- يتم من خلال هذه التصريحات والمقالات بث تهديدات خفية للغرب؛
- تتخوف بعض الدول الأوروبية، مثل فرنسا وألمانيا، على مكانتها السياسية والاقتصادية في حال انتصار أوكرانيا في الحرب؛
- كذلك يوجد مخاوف لدى الغرب من “انهيار الدولة الروسية”، بما يحمله من مخاطر أسلحة الدمار الشامل والاضطرابات الأمنية والاقتصادية الكبرى التي يمكن ان تصيب أوروبا نتيجة هذا الانهيار؛
- لذا يعمل الغرب على اضعاف حكم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واضعاف أي تهديدات امنية او عسكرية يمكن ان تشكلها الدولة الروسية مستقبلا؛
- في هذا الإطار يمكن فهم التصريحات الفرنسية والألمانية حول موعد انضمام أوكرانيا الى الاتحاد الأوروبي، كذلك المبادرة الإيطالية لإنهاء الحرب;
- رد الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي على تصريحات الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون قائلا “أنه يجب عدم البحث عن مخرج لروسيا من الحرب، وأن ماكرون يفعل ذلك عبثاً”؛ وشدّد على أنه “ليس من الصائب بالنسبة لبعض القادة أن يقترحوا أشياء حول تقديم تنازلات عن سيادة اوكرانيا بهدف حفظ ماء وجه بوتين” (على حد تعبيره);
- تحتوي المبادرة الإيطالية على صياغة “مباحثات حول الأراضي المتنازع عليها”، هذه الصياغة تعتبر خطيرة لأنها تنزع عن أوكرانيا سيادتها على الأراضي المحتلة من قبل روسيا، بما فيها شبه جزيرة القرم التي احتلتها روسيا عام 2014؛
- كذلك المبادرة الايطالية تكرر مطالب الرئيس الروسي التي أعلنها في خطابه الذي أعلن فيه بدء “العملية العسكرية” والتي تم التراجع عنها فيما بعد مثل “نزع النازية ونزع السلاح”؛
بالإضافة الى ذلك:
- لن تجلب أي تنازلات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين السلام والاستقرار في اوروبا على المدى الطويل؛
- من الناحية الاستراتيجية الرئيس الروسي لا يحتاج إلى تنازلات، بل يريد تدمير أوكرانيا;
- لن يكون من الممكن تدمير أوكرانيا بسرعة أو إقناع الأوكرانيين بالاستسلام؛
- سوف يواصل الأوكرانيون المقاومة والنضال من أجل الحرية والاستقلال حتى في أسوأ الظروف؛
- اظهر استطلاع أجراه معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع ان 82٪ من الأوكرانيين ليسوا مستعدين للتنازل عن بعض أقاليم أوكرانيا من أجل تحقيق السلام، 10٪ فقط يعتقدون أنه من أجل تحقيق السلام والحفاظ على الاستقلال يمكن التخلي عن بعض المناطق”؛
- يمكن للجيش الروسي أن يتراجع إلى بلاده، اما الأوكرانيون فليس لديهم مكان يتراجعون اليه؛
- لا يمكن وقف هذه الحرب بسرعة إلا بالمساعدة القصوى لأوكرانيا حتى انتصارها على القوات الروسية؛
- هزيمة أوكرانيا في هذه الحرب ستكون كارثة على الشعب الاوكراني واحتمال وقوع إبادة جماعية جديدة؛
- هزيمة روسيا هي هزيمة النظام الشمولي الحاكم، لذا فان الهزيمة ستفيد روسيا، حيث سيُجبر النظام على المغادرة وسيتاح للشعب الروسي فرصة لإعادة التفكير في مكانهم في العالم.