Оборонна угода між Британією та Німеччиною... Страх Росії чи підтримка України?
عبد الهادي كامل
25\10\2024
تعليق د. سعيد سلّام، مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية، لموقع “ارم نيوز“
في خضم التهديدات المُتصاعدة التي تواجه القارة العجوز، تزامنًا مع توغل الدب الروسي داخل الأراضي الأوكرانية، وتناغم العلاقات الروسية مع الدول الأفريقية والآسيوية، بدأت Німеччина تستشعر الخوف من هذه التحركات.
وبعد توتر العلاقات مع موسكو مع بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير \ شباط 2022، أعلن المستشار الألماني، أولاف شولس، عن خطة طموحة، لإعادة تأهيل القوات المسلحة الألمانية، تهدف إلى زيادة أعداد القوات، وتحديث معداتها وتجهيزاتها.
وتعهدت الحكومة بتخصيص حوالي 100 مليار يورو لهذا الغرض، إلا أن التقرير السنوي الصادر في مارس \ آذار 2024، عن المفوض البرلماني للبوندسفير، كشف عن عدم إحراز تحسينات كبيرة في العامين، منذ ذلك الحين.
وفي مطلع الأسبوع الجاري، دشنت ألمانيا في “روستوك”، مركز القيادة البحرية الجديد لحلف شمال الأطلسي “НАТО“، في بحر البلطيق، من أجل تنسيق قوات الدول الأعضاء في الحلف في المنطقة، وسيوظف المركز 180 شخصًا بينهم ممثلون لبريطانيا.
وفي خطوة جديدة وصفها المراقبون بـ«التاريخية»، عززت Великобританія وألمانيا تعاونهما العسكري، خلال الساعات الماضية، من خلال اتفاق سيعمق العلاقات الدفاعية بينهما بوجه التهديدات وحفظ الأمن في القارة الأوروبية، خصوصًا على الضفة الشرقية لحلف شمال الأطلسي.
اتفاق التعاون الألماني البريطاني، أطلق عليه اسم «ترينيتي هاوس»، تم توقيعه في العاصمة البريطانية لندن، وهو الأول من نوعه بين ألمانيا وبريطانيا، وينص على أن “يجري جيشا البلدين معًا تدريبات بصورة متكررة، بهدف تعزيز الضفة الشرقية لحلف شمال الأطلسي”.
هذا الاتفاق أبرم في وقت تحاول الحكومة البريطانية تحقيق خطوات ملموسة في سياق رغبتها في التقارب مع حلفائها الأوروبيين بعد «بريكست»، وقد جعل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قضايا الأمن والدفاع محورًا أساسيًا لهذا التقارب.
وقال وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، خلال مؤتمر صحافي مشترك في لندن مع نظيره الألماني بوريس بيستوريوس، إننا “نشاطر التهديدات نفسها، في إشارة خصوصًا إلى الحرب الروسية في أوكرانيا”.
كما أن الاتفاق يوجه رسالة إلى خصومنا، مفادها: “سنردع أي عدوان ضدنا وسندافع عن أنفسنا”، وفق هيلي.
من جهته، قال وزير الدفاع الألماني بيستوريوس: إن “هذا الاتفاق هو بداية لأمر قيّم جدًا”.
وأضاف: أن “المشاريع التي يتضمنها، ستجلب لنا قبل كل شيء، مزيدًا من الأمن في أوروبا”.
وأشار بيستوريوس، إلى أنه “في مواجهة سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القائمة على التقسيم والدمار، نحن نقدم شيئًا آخر هو التضامن والثقة”.
У безпрецедентному кроку Британія та Німеччина підписують оборонну угоду
تحديات عالمية
وتعليقًا على اتفاقية الدفاع الألمانية البريطانية، أكد الخبراء في تصريحات لـ«إرم نيوز»، أن الاتفاق بين البلدين، يستهدف تعزيز التعاون العسكري والأمني في مواجهة التحديات العالمية، وخاصةً بسبب التقدم الروسي غير المسبوق داخل الأراضي الأوكرانية.
ويؤكد الخبراء، أن هذه الاتفاقية موجهة بشكل أساسي ضد Росія، مشيرين إلى أنه تحت شعار التهديدات الروسية، بدأت الدول الأوروبية تطور نشاطها سواء التسليحي والتدريبي.
بداية، يقول الدكتور سعيد سلّام، مدير مركز فيجن للدراسات الإستراتيجية الأوكرانية، إن “بريطانيا وألمانيا تهدف من وراء هذا الاتفاق، إلى تعزيز الأمن القومي لكلا البلدين ومواجهة التهديدات المشتركة بشكل رئيسي”.
كما أنه يعكس قلقهما من التوترات الأمنية المتزايدة في أوروبا، إذ يركز هذا الاتفاق على تعزيز التعاون العسكري والأمني في مواجهة التحديات العالمية عمومًا وبالأخص روسيا، على حد قول سلّام.
ويؤكد مدير مركز فيجن للدراسات الإستراتيجية الأوكرانية، في تصريحات خاصة لـ«إرم نيوز» أن هذا الاتفاق يعتبر جزءًا من جهود أوروبا الأوسع لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة”.
ويشمل الاتفاق، تبادل المعلومات الأمنية، وتحسين الاستجابة للأزمات الأمنية، وتعزيز العمليات العسكرية المشتركة، ويهدف إلى مواجهة التحديات الأمنية المشتركة، خاصة في ظل التوترات المتزايدة مع روسيا، وفق سلّام.
صناعة دفاعية
ويشير سلّام، إلى أن “تبعات هذا الاتفاق الإستراتيجي على الأمن في أوروبا، تشمل بناء قوة دفاعية أوروبية أكثر فعالية؛ ما يعزز قدرة الدول الأوروبية على التصدي للتهديدات الأمنية خاصة الروسية”.
كما أشار إلى الفوائد الاقتصادية لهذا الاتفاق، حيث سيعزز الصناعة الدفاعية في كلا البلدين، وسيخلق فرص عمل جديدة.
ويوضح سلّام، أنه على الرغم أن البعض يخشى أن يؤدي هذا الاتفاق إلى زيادة التوتر مع روسيا، وسباق تسلح جديد في أوروبا، وأنه قد يغير التوازن الإستراتيجي في القارة العجوز، إلا أن الاتفاق يرسل رسالة واضحة إلى روسيا والدول الأخرى التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار في أوروبا، مفادها أن “الدول الأوروبية متحدة وقادرة على الدفاع عن نفسها”.
ويتابع سلّام: “لا يزال من المبكر الحكم على النتائج النهائية لهذا الاتفاق، حيث أن تنفيذ هذا الاتفاق قد يواجه بعض التحديات، مثل التوافق على الإستراتيجيات العسكرية المشتركة وتنسيق الجهود، ولكن من المؤكد أنه سيؤثر بشكل كبير على المشهد الأمني في أوروبا في السنوات القادمة”.
من جهته، يقول الدكتور آصف ملحم، مدير مركز “JSM” للأبحاث والدراسات الروسية، إن “الاتفاقية الدفاعية البريطانية ـ الألمانية، موجهة بشكل أساسي ضد روسيا”.
فتحت شعار التهديدات الروسية، بدأت الدول الأوروبية تطوير نشاطها سواء التسليحي والتدريبي، خصوصًا أن روسيا التي تحارب في أوكرانيا الآن، تعمل على زيادة إنتاجها العسكري بشكل كبير للغاية، وفق ملحم.
اعتقادات أوروبية
ويضيف مدير مركز “JSM” للأبحاث والدراسات الروسية، في تصريحات لـ«إرم نيوز»، أن هناك اعتقادًا أوروبيًا في أن روسيا قد تهاجم الدول الأوروبية في المستقبل وبالتحديد أوروبا الشرقية.
وليس هذا فحسب، وإنما هناك اعتقاد أوروبي آخر، وهو أن تترك الولايات المتحدة، الأمريكية القارة الأوربية، لتحارب بنفسها؛ لأن الولايات المتحدة تبحث عن مصالحها بشكل أساسي، وبالتالي قد لا تساعد الغرب في تلك المواجهة المرتقبة، على حد تعبير ملحم.
ويشير الدكتور آصف ملحم، في تصريحاته، إلى أن هذه السيناريوهات التي تحمل المخاوف، تم طرحها منذ فترة من قبل فرنسا وألمانيا حول بناء ما يسمى بالسيادة الدفاعية الأوروبية، وهو ما نشاهده الآن يتحقق على أرض الواقع.
ويوضح ملحم، أن أهم عناصر الاتفاقية الدفاعية بين ألمانيا وبريطانيا، أن تقوم طائرة التجسس الألمانية من نوع “بوسيدون”، بمراقبة أجواء شمال المحيط الأطلسي وحركة الغواصات الروسية”.
وأكمل ملحم:”لو تذكرنا في يونيو \ حزيران الماضي، رست في ميناء “كوبا هافانا”، مجموعة من القطع البحرية الروسية التابعة لأسطول الشمال، وهي عبارة عن فرقاطة وغواصة نووية وسفينة إمداد وسفينة إنقاذ، والجميع يؤكد أن تلك الغواصة التي رافقت تلك القطع البحرية، كانت تجمع معلومات عن القارة الأوروبية وبالتحديد بريطانيا.
ويتابع: “طائرة التجسس الألمانية “بوسيدون”، ستقوم بمراقبة الاتصالات في أعماق المحيط الأطلسي، كما ستقوم بعض الشركات الألمانية ببناء مصانع في بريطانيا، لإنتاج الأسلحة”.
كما يسمح هذا الاتفاق، بإجراء تدريبات عسكرية في الجناح الشرقي لـ “الناتو”، وبالتحديد في جمهوريات البلطيق”، بحسب ملحم.