Палестинці Сирії, довгий шлях болю та неіснуюча ера Асада

Палестинці Сирії, довгий шлях болю та неіснуюча ера Асада

نبيل السهلي – كاتب وباحث فلسطيني

21\1\2025

العنوان المذكور مستوحى من اسم رواية ثلاثية درب الآلام الخيالية للكاتب والأديب الروسي الراحل ألكسي تولستوي. وينطبق ذلك على اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، الذين عانوا من ظلم واستبداد نظام الأسد والابن، شأنهم شأن الشعب السوري؛ وتبعاً لذلك لم يكن اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الإطلاق بمنأى عن المشاركة في الثورة السورية منذ البدايات.

حقائق مخيفة جداً

وثقت “مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا” 3085 حالة اعتقال من قبل نظام المجرم الهارب منذ بداية الثورة السورية عام 2011، بينهم 28 طفلاً و117 امرأة، وقضى تحت التعذيب 643  شخصاً؛ في حين تم تحرير 48 شخصاً فقط بعد سقوط نظام الطاغية بشار الأسد؛ وبطبيعة الحال قام بعمليات التوثيق أيضاً للمعتقلين والمغيبين والشهداء الفلسطينيين في سوريا ناشطون من الشباب  الفلسطيني هناك. ومن الأهمية الإشارة إلى نظام المجرم بشار الأسد وميليشيات طائفية شيعية عراقية ومن جنسيات مختلفة، مثل فاطميون وزينبيون، اعتقلت أكثر من 2000 فلسطيني بعد فرارهم من جنوب مخيم اليرموك عن طريق منطقة “علي الوحش” ولم يعرف أحد مصيرهم حتى كتابة هذه السطور.

ومن الشهداء الشباب الفلسطينيين تحت التعذيب في سجون الطاغية الفار “احمد عمايري” و “محمد عمايري” و “يزن عريشة” و “حسان حسان”؛ ولم يُعرف مصير الشاب المعتقل خالد بكراوي (وردت معلومات لم يتم التأكد منها حول استشهاده في المعتقل تحت العذيب)، اما الشهداء المعروفين من الشباب الذين استشهدوا في اليرموك فهم “بسام حميدي” و “احمد طه”، في حين استشهد المصور الصحفي “طارق الخضر” في درعا.

واللافت حصول انشقاق عدد من ضباط وجنود جيش التحرير الفلسطيني واصطفافهم إلى جانب الشعب السوري، وأذكر منهم العقيد “قحطان طباشة”، الذي استشهد إثناء دفاعه عن درعا في الجنوب السوري وأهلها الذين يعرفونه عن قرب، وكذلك الملازم أول “إياس مروان نعيمي” الذي استشهد دفاعا عن مخيم اليرموك وأهله.

حفرة الموت

مجزرة حفرة التضامن المروعة التي نفذها الضابط في مخابرات نظام الأسد البائد المجرم الفار “أمجد يوسف” ومجموعته في 16 نيسان/ابريل 2013، تُعتبر دالة كبرى على مدى الإجرام الذي طال الشعبين السوري والفلسطيني؛ ومن ضحايا المجزرة المشار إليها الشاب “وسيم صيام” من سكان مخيم اليرموك في شارع الجاعونة المعروف وسط المخيم، وهو ابن الأخ والصديق الغالي “عمر صيام” الموجود حالياً في المانيا وعائلته وكذلك عائلة ابنه الشهيد، وقد كان غالبية الشهداء في تلك المجزرة من الفلسطينيين من سكان اليرموك ومنطقة التضامن إلى الشرق من اليرموك، وقد تمّ فيها اعتقال عائلة كاملة من اليرموك، وهي “أم زياد عمايري” وعائلتها وابنتها وزوجها وعائلتها ويصل عددهم جميعاً إلى (9) أفراد جلهم أطفال، ويُعتقد أنه تم إعدامهم في حفرة التضامن ومناطق أخرى في المنطقة، وكنت التقيت ابن العائلة الأكبر زياد عام 2014 في لبنان وكان يتمنى موتهم خوفاً عليهم من الاغتصاب.

انتهاكات ضد الكوادر الطبية

كذلك وثقت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” الانتهاكات جسيمة من قبل جيش النظام وقوات الأمن التابعة له للطواقم والمؤسسات الطبية في المخيمات الفلسطينية بشكل عام، ومخيم اليرموك بشكل خاص، من خلال قصف المشافي واستهداف سيارات الإسعاف تارة، واعتقال وقتل الكوادر الطبية تارة اخرى، راح ضحيتها العشرات من المسعفين والممرضين والاختصاصيين والصيادلة.

حيث اعتقلت الأجهزة الأمنية السورية مجموعة من الكوادر الطبية الفلسطينية وتكتمت على مصيرهم، فيما قضى عدد منهم تحت التعذيب في سجونها تحت ذريعة تقديم العمل الطبي والإنساني لأبناء المخيم وإسعاف الجرحى من المناطق المجاورة.

وهناك عدد من الأطباء المعتقلين الذين لايزال مصيرهم مجهولاً، مثل الدكتور “هايل قاسم حميد ” الذي تم اعتقاله من عيادته في مخيم اليرموك، بتهمة تطبيب الجرحى ومساعدتهم، وكان أستاذ بكلية الطب بجامعة دمشق، وعمل كرئيس قسم الجراحة العامة في مشفى “الأسد” الجامعي؛ والطبيب “علاء الدين يوسف” من حاجز أول مخيم اليرموك، وهو طبيب جراحة عصبية؛ والطبيب “نزار جودت كساب” من حاجز أول مخيم اليرموك، وهو طبيب جراحة بولية وتناسلية؛ في حين اعتقلت الطبيب “محمد عمر أبو النعاج” أثناء زيارته إلى لبنان لرؤية زوجته وولده؛ والطبيب “عماد الدين سعيد” من سكان مخيم الحسينية بعد مداهمة منزله؛ الدكتور “محمد همام تميم” مواليد عام 1980 ابن مخيم اليرموك، – اختصاص نظم صحية – والذي كان يعمل في مركز قدسيا الصحي، من قبل عناصر حاجز في منطقة الجسر الأبيض؛ والدكتور “مالك محمد يوسف” خريج طب أسنان، ماجستير جراحة “سنة رابعة” اعتقلته قوات النظام السوري من داخل جامعة دمشق – كلية طب الأسنان؛ والدكتور “محمد أحمد وحش”، مساعد طبيب بيطري من أبناء مخيم خان الشيح” اعتقله عناصر حاجز 68 وهو عائد من عمله.

أما الممرض “باسل حسن عمر فقد اعتقلته قوات النظام السوري، الذي كان يعمل في مشفى المجتهد بالعاصمة دمشق، أثناء مداهمة عناصر الأمن السوري للمشفى، وتم اقتياده إلى جهة مجهولة، ولم ترد عنه أي معلومات عن مكان أو ظروف اعتقاله.

بالإضافة الى ان عدداً من الأطباء والكوادر الطبية الفلسطينية قد لقوا مصرعهم جراء القصف والقنص مثل الطبيب الجراح أحمد نواف حسن، بعد قصف استهدف مشفى فلسطين في مخيم اليرموك؛ والطبيب الفلسطيني “حسان إبراهيم مصطفى” من سكان حيّ التضامن وهو مختص أذن أنف حنجرة، عمل في الجانب العسكري والطبي وتولى إدارة مشفى الباسل، أصيب برصاصة قناص وتوفي بعد عامين بعد معاناة مع العلاج السريري.

وهناك أيضا الأطباء والكوادر الطبية الذين قضوا تحت التعذيب في غياهب السجون السورية، والذين بلغ عددهم أكثر من 11 شخصاً منهم: الطبيب “أسامة عمر الخالد” 64 عاماً (الذي لُقّب بـ”طبيب الأيتام” بسبب علاجه للفقراء والمحتاجين بلا مقابل، وصرفه الدواء المجاني لهم) من سكان مدينة درعا جنوب سورية وبلدة عين غزال في فلسطين؛ والطبيب “باسل مصطفى سويد”، طبيب متطوع في الهلال الأحمر السوري، ورئيس نقطة عرطوز، من سكان منطقة جديدة عرطوز بريف دمشق، قضى تحت التعذيب على يد قوات الأمن السوري بعد اعتقاله بحوالي ثلاثة أشهر؛ والطبيب “محمود حمارنة”، أخصائي نسائيّة وتوليد، من مخيّم اليرموك؛ والطّبيب “نبيل نعيمي”، فني تخدير؛ الطبيب “موعد الموعد”، فني التّخدير؛ بالإضافة الى شاب طبيب من عائلة “شهابي”، أخصّائي عظميّة، اعتقل أثناء عمله في المستشفى، الممرض “أحمد القديمي” قضى تحت التعذيب في سجون النظام السوري، حيث تم تبليغ ذويه بذلك.

"فلسطينيو سورية احصائيات وأرقام وحقائق" - مجموعة العمل من اجل فلسطينيي سورة - حزيران 2024
“فلسطينيو سورية احصائيات وأرقام وحقائق” – مجموعة العمل من اجل فلسطينيي سورية – حزيران 2024

تدمير وتقتيل وتهجير

بات اللاجئون في سوريا جزءا من النسيج الاجتماعي السوري، يحملون في حلهم وترحالهم أحلام العودة التي لم تبارحهم البتة. لقد شهدت غالبية المخيمات الفلسطينية في سوريا قصفا وتدميرا شاملا وجزئيا من قبل جيش نظام بشار الأسد الفار من وجه العدالة، الأمر الذي أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من المخيمات الفلسطينية وتهجير نحو (250) ألف فلسطيني إلى عدة دول غربية وتركيا وكندا وصولاً الى البرازيل، فضلاً عن التهجير الداخلي الذي طال عشرات الآلاف وخاصة الى منطقة صحنايا وغيرها. والثابت أن موجة النزوح الكبرى وقعت بعد قصف طائرة “ميغ” لنظام المجرم الفار بشار الأسد جامع عبد القادر الحسيني في وسط مخيم اليرموك اثناء صلاة الظهر، ومدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” كانت تأوي المئات من النازحين من المناطق القريبة من المخيم، في يوم الأحد 16-12-2012 في تمام الساعة الثانية عشرة وخمس وأربعين دقيقة ظهرا. وقد استشهد إثر تلك العملية 185 شخصا من المصلين والنازحين داخل المسجد والمدرسة. وقد اعتبر اليوم المذكور منحى جديدا للحالة الفلسطينية في سوريا.
قُدّر مجموع اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في سوريا في نهاية عام 2012 بنحو (560) ألف لاجئ فلسطيني. وبالنسبة إلى التوزع الجغرافي، تشير معطيات المجموعات الإحصائية السورية، إلى تركز 67% من إجمالي مجموع اللاجئين في العاصمة السورية دمشق، والمخيمات القائمة في ضواحيها. في حين توزع الباقون (33%) على المحافظات الأخرى. وبشكل عام، يتركز في تسع مخيمات معترف بها من قبل الوكالة في سوريا نحو 30% من إجمالي مجموع اللاجئين في سوريا، وترتفع إلى 60% إذا أخذنا في الاعتبار سكان مخيم اليرموك من اللاجئين الفلسطينيين. ولا تشمل الأرقام المذكورة، أعداد العرب الفلسطينيين الذين وفدوا إليها عامي 1967 و1970 حيث أن هؤلاء غير مسجلين في قيود «الأونروا» في سوريا (كان يقدر عددهم ب 70 ألف في عام 2012). وعليه فإن العدد الفعلي للاجئين الفلسطينيين في سوريا، يتجاوز الرقمين المذكورين أعلاه.

Закон 260

من نافلة القول أن الشعب الفلسطيني بشكل عام وفلسطينيو سورية في شكل خاص كانت فرحتهم عارمة بإسقاط الشعب السوري لنظام المجرم بشار الأسد، خاصة أن اللاجئين الفلسطينيين عانوا كما عانى الشعب السوري من ظلم واستبداد خلال الحقبة الاسدية الاجرامية التي امتدت لأكثر من خمسة عقود خلت. والثابت أن القانون الذي نظّم حياة الفلسطينيين في سوريا من حقوق وواجبات هو برقم (260) الصادر عام 1956، أي قبل سيطرة المجرم حافظ الأسد على السلطة عام 1970.

ماذا عن حركة فتح ؟

قام المجرم حافظ الأسد بدعم  وتبني الانشقاق عن حركة فتح، أكبر فصيل فلسطيني في عام 1983، ولم يكتف بذلك بل اعتقلت فروع أمنه الآلاف من كوادر الحركة وزجتهم في أعتى السجون والزنازين التي شاهدها العالم بأسره بعد سقوط  نظام طاغية الشام المجرم بشا، وقضى هؤلاء سنوات طويلة وراء القضبان وكانت آلامهم وعذاباتهم كبيرة، وأذكر منهم الأخوة الدكتور سمير الرفاعي سفير دولة فلسطين في دمشق الان، والراحل حسني حمدان “ابوعماد”، و مصطفى الخوري “أبو محمود”، وبديع حمزات “ابو أمجد”، وهيثم شملوني “ابو ايلياء”، وعلاء السبع “أبو محمد”، وابو طعان رحمه الله، والقائمة تطول.

Залишити відповідь

Ваша e-mail адреса не оприлюднюватиметься. Обов’язкові поля позначені *