Перші спостереження щодо ізраїльської агресії проти Ірану
Д. Саїд Саллам - директор Vision Center for Strategic Studies
١٣\٦\٢٠٢٥
يمثل العدوان الإسرائيلي الأخير على Іран تصعيدًا خطيرًا في منطقة الشرق الأوسط، ويُظهر عدة ملاحظات أولية هامة:
— ضعف إيران الاستراتيجي والأمني: يكشف العدوان عن اختراقات استخباراتية إسرائيلية عميقة داخل إيران، مما يُظهر ضعفًا في قدرة إيران على حماية مواقعها الاستراتيجية وقياداتها. هذا الضعف يتجلى أيضًا في عدم قدرة إيران على الردع الفعال، خاصة بعد الهجومين الإسرائيليين الأخيرين.
— التعاون الأمريكي الإسرائيلي: يُظهر العدوان وجود تعاون استراتيجي وثيق بين США і Ізраїль، حيث لعبت واشنطن دورًا محوريًا في دعم العملية، بينما نفذتها تل أبيب. هذا التعاون يُشير إلى مرحلة جديدة من الصراع، حيث قد تستهدف ضربات إسرائيلية أمريكية مشتركة البنية التحتية الإيرانية الحساسة.
— توازن القوى الإقليمي: تُشكل إيران عنصرًا أساسيًا في توازن القوى الإقليمي، حيث تُواجه إسرائيل كقوة مضادة. أي ضعف أو انهيار لإيران سيُخل بهذا التوازن، مما يُشكل كارثة استراتيجية للمنطقة.
— سيناريوهات الرد الإيراني: تواجه إيران معضلة كبيرة في كيفية الرد على العدوان، حيث أن أي رد ضعيف سيُفسر على أنه عجز، بينما قد يجر رد قوي الولايات المتحدة إلى الصراع. سيناريوهات الرد المحتملة تتراوح بين ضربات محدودة ومواجهة شاملة، مع الأخذ في الاعتبار دور دول الجوار في التصدي للصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية.
— الدور الإيراني السلبي في المنطقة: أسهمت التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية (مثل سوريا، لبنان، العراق، واليمن) بشكل سلبي في زعزعة الاستقرار الإقليمي وتأجيج الصراعات الطائفية، مما فاقم التوترات مع الشعوب العربية ودفع العديد من الدول العربية لاعتبار إيران تهديدًا لأمنها القومي وأدى إلى انقسام واضح في الشارع العربي بين مؤيد ومعارض للسياسات الإيرانية واعتبار إيران تهديدا أكثر من إسرائيل على المنطقة.
— الشماتة العربية ومخاطرها: موقف بعض الأوساط العربية التي تشمت بانكشاف ضعف إيران يُثير استياءً كبيرًا، دون إدراك أن حال العديد من الدول العربية ليس أفضل. هذه الشماتة تُظهر غياب رؤية موحدة لمواجهة التحديات المشتركة، وتعكس حالة من التشتت تخدم المصالح الإسرائيلية.
— إسرائيل في ذروة القوة ومخاطر الاستنزاف: تُظهر إسرائيل نفسها اليوم في ذروة قوتها العسكرية والاستخباراتية، لكنها في الوقت ذاته تواجه مخاطر الاستنزاف بسبب المقاومة الفلسطينية والضغوط الدولية والتحديات الداخلية.
— الحسابات الاستراتيجية: يجب أن تستند السياسات الإقليمية إلى حسابات استراتيجية دقيقة، تعتمد على الاستشراف وتحديد العدو الحقيقي، بدلاً من الانجرار وراء العواطف. التعاون بين الدول العربية وإيران قد يكون ضروريًا لمواجهة التهديد الإسرائيلي المشترك.
— إيران بين الأنياب والورق: يضع العدوان الإسرائيلي إيران أمام لحظة حاسمة، حيث يجب عليها أن تُظهر قوتها وقدرتها على الردع، أو تُعلن للعالم أنها “نمر من ورق”.
هذه الملاحظات الأولية تُظهر مدى تعقيد المشهد الإقليمي، وتُشير إلى أن المستقبل يعتمد على قدرة الأطراف الإقليمية على صياغة استراتيجيات عقلانية تضمن استقرار المنطقة.