وتأثيره على سير العمليات العسكرية مستقبلاً
4/7/2022
تستمر القوات الأوكرانية باستهداف مخازن الأسلحة و المقار القيادية الروسية في عمق الأراضي الأوكرانية المحتلة، حيث تم تدمير أكثر من 20 هدفا خلال الأسبوعين الماضيين على بعد 50-75 كم عن خط الجبهة، وهذا يشير الى ان القوات الأوكرانية تستخدم أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة HIMARS التي قدمتها الولايات المتحدة، بالتعاون مع وزارة الدفاع الامريكية التي تعهدت بتزويد القوات الأوكرانية بإحداثيات المقار القيادية ومخازن الأسلحة التي تحصل عليها عبر المراقبة بالأقمار الصناعية، بعد الاتفاق على عدم استهداف الأراضي الروسية.
هذا الاستهداف سوف يُجبر القوات الروسية على إبعاد مخازن الأسلحة إلى مسافة لا تقل عن 100 كم عن خط الجبهة، مما سيجعل عملية الإمداد بالذخيرة والآليات أكثر صعوبة وسيزيد المشاكل اللوجستية لدى القوات الروسية، لان خطوط الامداد سوف تصبح طويلة وتحتاج الى وقت أطول لإيصال الذخيرة اللازمة، وأيضا سوف يصبح استهدافها بالمدفعية الحديثة التي استلمتها القوات الأوكرانية (يبلغ مداها 40 كم مقابل 32-36 كم للمدفعية الروسية) أكثر سهولة.
وتخطط القوات الأوكرانية لمواصلة تهديد واستهداف طرق الإمداد الروسية من بيلغورود إلى جنوب منطقة خاركوف بمساعدة الأسلحة الغربية الحديثة التي تستلمها، وأعتقد أنها ستعتمد على استخدام أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة HIMARS لضرب طرق الإمداد الروسية، والتي تمر عبر فولشانسك وكوبيانسك وإيزيوم.
كذلك المعلومات المتوفرة تشير إلى أن ألمانيا وهولندا قاموا بتسليم القوات الأوكرانية 12 مدفع هاوتزر PZH2000، لكن تم تدريب عدد أكبر من الأطقم المتخصصة، وحاليا هذه الأطقم تقوم بتدريب الجنود الأوكرانيين على استخدامها.
كذلك تم تدريب 60 جنديا أوكرانيا على استخدام أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة HIMARS رغم انه تم تسليم أربع منظومات فقط حتى الان، مع العلم ان كل منظومة تحتاج الى 2-3 افراد لتشغيلها بفعالية،
وهذا يعني أنه لدى القوات الأوكرانية حالياً عدد كافي من الأطقم العسكرية لاستخدام هذه النوعيات من الأسلحة، بالإضافة الى مدفعية الهاوتزر الامريكية M777 التي كانت من أوائل المدفعية الغربية التي تم استخدامها، ومدفعية الهاوتزر سيزار الفرنسية.
وهنا يجب الإشارة إلى أنه بعد انتهاء تدريب الطواقم العسكرية الأوكرانية، وعودتهم الى أوكرانيا، يتم استبدالهم بطواقم أخرى للتدريب في القواعد الامريكية التابعة للناتو في ألمانيا (رامشتاين) وبريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية…
وهذا يعني، أنه مع وصول العدد الكافي من الأسلحة التي تم ارسالها منذ شهرين في ثلاث بواخر شحن عسكري، حمولة كل واحدة منها نحو 6000 طن، ووصلت الى الموانئ الأوروبية ويتم حاليا نقلها إلى القواعد العسكرية قرب الحدود الأوكرانية، سوف يكون هناك إمكانية لدى القوات الأوكرانية للزج بهذه الأسلحة بشكل سريع في المعركة على العديد من الجبهات، وتشكيل مجموعات قتالية هجومية للتحضير للهجوم المضاد الشامل، في ذات الوقت الذي سوف تعاني فيه القوات الروسية من مشاكل لوجستية كبيرة على مستوى الأفراد والذخائر والمعدات العسكرية بسبب عمليات التدمير الممنهج للمخازن والمقار القيادية للجيش الروسي التي تقوم بها القوات الأوكرانية كما ذكرنا أعلاه.