التنافر ما بين تصريحات ترامب العابرة
وصمود الشعب الفلسطيني وتجذره في ارضه
доктор Хусейн Аль-Дік - письменник і політичний аналітик, що спеціалізується на американських справах
13\2\2025
إن إصرار الرئيس الأمريكي دونالد Трамп على الحديث عن تهجير سكان قطاع Газа ومنع عودتهم يكشف عن شخصيته الجدلية التي تتسم بالنرجسية والعقلية التجارية، حيث يتعامل مع غزة وكأنها مشروع استثماري أو صفقة عقارية يمكنه التحكم فيها كما يشاء، وهو يحاول من خلال هذه التصريحات أن يخلد اسمه في التاريخ عبر تنفيذ ما لم يتمكن أي رئيس أمريكي أو زعيم عالمي من تحقيقه فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي.
ان ترامب لا يسعى فقط لإثارة الجدل، بل يستخدم هذه التصريحات كأداة لرفع سقف المطالب في أي مفاوضات مستقبلية مع арабські країни ضمن إطار التطبيع مع إسرائيل، ولكن الهدف الأساسي لترامب من هذه التصريحات هو توظيفها في مساومات مستقبلية، حيث قد يتنازل عن مطلب تهجير سكان غزة والسيطرة عليها مقابل فرض شروط أخرى، مثل نزع سلاح المقاومة أو خروج قيادات حماس من القطاع، وهو ما تطرقت إليه تقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية.
يوجد هناك جانبًا آخر لهذه التصريحات يتمثل في محاولتها التغطية على عمليات التهجير القسري التي تتم حاليًا في Західний берег، وخصوصًا في مخيمات وبلدات شمال الضفة، حيث تفيد التقارير بتهجير نحو 35 ألف فلسطيني من هذه المناطق، فرؤية ترامب وНетаньяху، حول جعل التهجير القسري أمرًا مطروحًا للنقاش يمكن أن يفتح الباب أمام فرضه كحل محتمل في الضفة الغربية وقطاع غزة، حتى لو لم يكن التطبيق الفوري واردًا.
فهو يتعامل بعقليته التجارية وعقلية رجل العقارات، يرى قطاع غزة وكأنه ملكية قابلة للبيع والشراء، متجاهلًا تمامًا حقوق палестинський народ، وتاريخه، وثقافته، وحضارته المتجذرة في هذه الأرض المقدسة.
وذلك يعبر عن نظرة منفصلة عن الواقع تعكس شخصية ترامب النرجسية التي تعيش في أوهام القدرة المطلقة، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني، الذي صمد في وجه حرب إبادة جماعية استمرت لأكثر من 15 شهرًا، لن يرضخ لأي خطط سياسية أو تصريحات لا تعترف بحقوقه الوطنية المشروعة، وعلى رأسها حق تقرير المصير.
أن إصرار ترامب على إعادة طرح هذا الخطاب، حتى بعد تصريحه بأنه “ليس في عجلة من أمره”، يعكس حالة من التخبط وضبابية الرؤية، فضلًا عن استخدامه كأداة للمناورة السياسية مع الدول العربية والفلسطينيين.
ولذلك تُعتبَر هذه التصريحات أيضًا دعمًا لحكومة نتنياهو، حيث تمنحها مزيدًا من الوقت للبقاء في السلطة وتعزز موقفها أمام الجمهور الإسرائيلي، خاصة بعد اللقاء الذي جمع بين ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض، وفي الحقيقة هو يسعى من خلال هذه التصريحات إلى إرسال رسائل متعددة، أولها للمجتمع الدولي بأنه قادر على تحقيق “معجزات” سياسية غير مسبوقة، وثانيها للفلسطينيين بأنه يمسك بمفاتيح مستقبلهم السياسي، وثالثها للدول العربية والإسلامية بأنه لن يتراجع عن مخططاته، مما يضعهم أمام ضغوط إضافية للقبول بشروطه.
أن قطاع غزة ليس مشروعًا عقاريًا أو سلعة يمكن لترامب التفاوض بشأنها، بل هو جزء لا يتجزأ من الجغرافيا الفلسطينية، ويشكل الرئة الأخرى للدولة الفلسطينية المستقبلية، والشعب الفلسطيني متجذر في غزة، وله فيها تاريخ وثقافة وحضارة، ولا يمكن لأي رئيس أمريكي أو أي قوة خارجية أن تفرض عليه التخلي عن أرضه.
فهذه الأرض الفلسطينية ليست للبيع أو المساومة، ونؤكد أنه إذا أراد ترامب عقد صفقات تجارية، فعليه أن يفعل ذلك داخل الولايات الأمريكية الخمسين وليس على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة.