Підтримка США «золота століття»: можлива домовленість між Трампом і Зеленським
Абдул Хаді Камель
تعليق الخبراء لموقع “Arm News"- Дубай
10\2\2025
يبدو أن عين الرئيس الأمريكي دونالد Трамп لا تنصب فقط على حل النزاع الروسي الأوكراني، بعدما تحولت بوصلة أهدافه نحو ما تمتلكه كييف من المعادن النادرة والثمينة، قبل أي شيء آخر، إذ أعلن بأسلوبه المباشر المعهود، رغبته في الحصول على معادن أرضية نادرة من Україна مقابل استمرار المساعدات الأمريكية.
وفي منتصف 2024، طرح الرئيس الأوكراني Володимир Зеленський هذه الفكرة في استراتيجيته «خطة النصر»، التي قدمها لحلفاء كييف، وتضمنت آنذاك التوصل إلى اتفاقيات مع شركاء أجانب لتوفير إمكانية الوصول المشترك إلى الموارد ذات القيمة الاستراتيجية لأوكرانيا، ولم يتضح على الفور ما إذا كان ترامب يشير إلى أنواع المعادن المهمة جميعها أم المعادن النادرة فقط.
وأشار الرئيس الأمريكي في الأسبوع الأول من فبراير الجاري، إلى أن الحكومة الأوكرانية أبدت انفتاحها على فكرة تبادل إمداداتها من الليثيوم والتيتانيوم ومعادن الأرض النادرة الأخرى، قائلاً: “نحن نستثمر مئات المليارات من الدولارات، ولديهم معادن أرضية نادرة رائعة، وهم على استعداد للقيام بذلك”.
المعادن النادرة الأوكرانية، تتضمن حوالي 22 معدنًا، تُستخدم في صناعة المغناطيسات التي تحول الطاقة إلى حركة للسيارات الكهربائية والهواتف المحمولة وأنظمة الصواريخ وغيرها من الأجهزة الإلكترونية، ولا توجد بدائل قابلة للتطبيق لهذه المعادن، إلا داخل الصين، هي أكبر منتج في العالم للمعادن النادرة والعديد من المعادن الحيوية الأخرى.
ورغم أن أوكرانيا لم تحدث البيانات الرسمية المتعلقة بثرواتها الطبيعية منذ بداية العام 2005، فإنها كانت تشير آنذاك إلى أن قيمتها تبلغ ما بين 7 و10 تريليونات دولار، بحسب خبراء محليين وغربيين.
فيما قالت مجلة «فوربس أوكرانيا» في تقرير نشرته العام الماضي إن أراضي أوكرانيا تحتوي على 111 مليار طن من الموارد المعدنية، بما تبلغ قيمته نحو 15 تريليون دولار.
وأكد الخبراء، أن المعادن الأوكرانية النادرة هي «ذهب القرن 21»، وأن كييف لديها إمكانيات هائلة قد تجعلها لاعبًا رئيسًا في هذا المجال حال تحقق الاستقرار مع جارتها الروسية، وأن الرئيس الأوكراني موقفه واضح مع العرض الأمريكي، خاصةً وأنه عرض هذا المقترح على حلفائه الغربيين من قبل لتنفيذ «План перемоги»، التي ناقشها سابقًا.
وأشار الخبراء إلى أن هناك احتمالا لرفض روسي لهذه الاتفاقية المحتمل تنفيذها بين واشنطن وكييف، نظرًا لأن استخراج المعادن سيكون من منطقة “الدونباس” التي تسيطر عليها القوات الروسية، وأن هذه الاتفاقية حال تنفيذها ستؤثر على موقفها العسكري داخل هذه المناطق.
وأكد مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية الدكتور سعيد سلّام، أن المعادن النادرة تُعد من أكثر المواد قيمة في العالم اليوم نظرًا لاستخداماتها العديدة في الصناعة الإلكترونية، وتُعتبر العمود الفقري للتكنولوجيا الحديثة وتدخل في صناعة الأسلحة المتطورة مثل أنظمة التوجيه والصواريخ، مما يجعلها ذات أهمية أمنية قومية.
وأضاف في تصريحات لـ«إرم نيوز» أن أوكرانيا تمتلك احتياطيات كبيرة من المعادن النادرة تصل لـ 5% من الاحتياطيات العالمية، وتحديدًا في مناطق مثل “الدونباس” والتي تسعى روسيا للسيطرة عليها بشكل كامل بعد أن احتلت أجزاء واسعة منها، وأيضا إقليم “زابوريجيا”، وهذا يعني أن أي اتفاق لاستغلال هذه الموارد سيتطلب أولًا حل النزاع أو ضمان سيطرة كييف الفعلية على هذه المناطق.
وقال سلّام إن الرئيس ترامب يسعى لاستغلال المعادن النادرة الأوكرانية لتعزيز الصناعة الإلكترونية في الولايات المتحدة، وذلك مقابل تقديم مساعدات ودعم اقتصادي وسياسي، وأن الرئيس الأوكراني أعلن موقفه صراحة من العرض الأمريكي، خاصة وأنه أبدى استعداده للتعاون مع الدول الشريكة لاستغلال هذه الموارد بشكل مشترك في تنفيذ «خطة النصر»، التي ناقشها مع العديد من حلفائه الغربيين.
وأوضح، أن هناك نية أوكرانية لإبرام اتفاقيات مع أي دولة غربية لاستغلال هذه المعادن مقابل «الحماية المشتركة»، نظرًا لأن كييف في حاجة إلى ضمانات أمنية من الحلفاء كجزء من أي تسوية للحرب، مما يعزز الشراكات الاستراتيجية ويوفر فرصًا اقتصادية جديدة لأوكرانيا.
وتابع أن “إن الولايات المتحدة الأمريكية تتبنى هذا النهج لاستخراج المعادن عبر عقود طويلة الأجل مع شركاتها مقابل التعاون العسكري مثل توريد أسلحة متطورة، وإن هذا التعاون المحتمل بين واشنطن وكييف يمكن الأخيرة من الاستفادة من الدعم العسكري والاقتصادي الأمريكي في مقابل توفير هذه الموارد الحيوية”.
وأكد أن “هذه الاتفاقية المحتملة مرهون تنفيذها بإيقاف الحرب الروسية وتحرير كييف لأراضيها المحتلة، مع إدارة دقيقة للمخاطر الجيوسياسية والاقتصادية، خاصةً أن هناك احتمال رفض روسيا هذا الاتفاق لأنه قد يُضعف موقفها من السيطرة على الأراضي الأوكرانية التي نجحت في ضمها حتى الآن”.
Зі свого боку він сказав: مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في أوكرانيا إيغور سيميفولوس، إن عرض الرئيس الأمريكي لنظيره الأوكراني بالاستفادة من المعادن النادرة لا يُمكن وصفه بأنها خطة للبيع.
وأشار في تصريحات لـ«إرم نيوز» إلى أن زيلينسكي يبحث الآن عن الاستفادة من الخيرات الأوكرانية مقابل الحماية الدولية من روسيا، وذلك عن طريق تعزيز العلاقات الاقتصادية والعسكرية مع الولايات المتحدة، مدللًا على ذلك بقوله إن “زيلينسكي أعرب عن رغبته في جعل أوكرانيا مركزًا لشحن الغاز الطبيعي المسال الأمريكي إلى أوروبا من خلال استخدام مرافق التخزين الأوكرانية تحت الأرض لتخزين الغاز الطبيعي”.
وأكد أن أوكرانيا لن تتخلى عن معادنها الأرضية النادرة للولايات المتحدة، ولكنها قد تُبلور مقترح ترامب بعقد شراكة ذات منفعة متبادلة لتطويرها واستخدامها بشكل مشترك، وهذا يعني أن البلدين سيعملان معًا لاستخراج هذه الموارد واستخدامها، نظرًا لأن أوكرانيا لم تبدأ استخراجها، وهي بحاجة إلى استثمارات ضخمة جدا وعقود من الاستثمار للحصول على نتائج، وإذا كانت الولايات المتحدة تريد الاستثمار مستقبلا في استخراج هذه المعادن مقابل الاستمرار في تزويد أوكرانيا بالسلاح فلا بأس بذلك.
ومن جانبه قال مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية دميتري بريجع، إن الرئيس الأوكراني زيلينسكي سيقدم ما يطلبه منه الرئيس ترامب في ملف المعادن، وهذا أمر مهم بالنسبة لأوكرانيا لأنه بدون الدعم العسكري الأمريكي والأوروبي لأوكرانيا فلن تستطيع كييف أن تقف أمام الجيش الروسي، وفق تقديره.
وأضاف بريجع في حديث لـ«إرم نيوز»، أن روسيا تتقدم على جبهات القتال كافة خاصة في منطقة “الدونباس”، وأن أي دعم أمريكي أوروبي لأوكرانيا يستهدف صمود القوات الأوكرانية أمام الجيش الروسي وإطالة أمد الحرب.
وأكد المحلل الروسي، أنه بدون الدعم العسكري الأمريكي فإن أوكرانيا ستتعرض لهزيمة ثقيلة في شهور قليلة، خاصة مع تراجع الدعم الأوروبي خلال الأيام التالية لتولي الرئيس دونالد ترامب منصبه في البيت الأبيض، وتوقف الضربات الأوكرانية باستخدام الصواريخ الغربية ضد العمق الروسي.
وأوضح أن كييف تعاني الآن المزيد من الاضطرابات السياسة والعسكرية، لذلك تسعى القيادة الأوكرانية للحصول على دعم عسكري متواصل لتعزيز صمودها بقدر المستطاع.
وأشار بريجع إلى أنه بعد 24 فبراير الجاري قد نشهد زيارة أو لقاء بين الرئيس ترامب والرئيس بوتين، وستحدث تفاهمات في الملف الاقتصادي والسياسي ويتم وضع تصورات لحل الأزمة الأوكرانية.