“السيناريو المرعب”.. هل تأذن واشنطن لكييف بضرب العمق الروسي؟

"السيناريو المرعب".. هل تأذن واشنطن لكييف بضرب العمق الروسي؟

“السيناريو المرعب”.. هل تأذن واشنطن لكييف بضرب العمق الروسي؟

عبد الهادي كامل

12\9\2024

تعليق د. سعيد سلّام، مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية، لموقع “إرم نيوز” – دبي

تساءل محللون سياسيون، تحدّثوا لـ “إرم نيوز”، عن مدى إمكانية أن تعطي واشنطن ضوءا أخضر لـ “كييف” بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ونظيره البريطاني ديفيد لامي لها، لضرب أهداف في العمق الروسي، بأسلحة “الناتو”، خصوصا بعدما سمحت دول باستخدام أراضيها لضرب روسيا في عقر دارها، إضافة إلى ضغط أوكرانيا على الغرب للسماح لها باستخدام صواريخ طويلة المدى ضد روسيا، فهل يصبح ذلك “السيناريو المرعب” واقعاً؟

وتعقيبا على ذلك، يرى عمار قناة، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والتنبؤ السياسي وأستاذ العلوم السياسية في موسكو، أن زيارة بلينكن ونظيره البريطاني، إلى كييف، لن تحمل أي مكاسب لأوكرانيا، بل جاءت لتفعيل العلاقات السياسية الأمريكية البريطانية، في الوقت الذي تتزايد فيه قوة وصمود موسكو في مواجهة القوات الأوكرانية يومًا تلو الآخر.

 كما حملت زيارة بلينكن للأراضي الأوكرانية، الأربعاء، تناقضات كبيرة؛ بسبب مواقف أمريكية مُعلنة تجاه الحرب الروسية، ما بين عدم السماح لكييف باستخدام الأسلحة الغربية في ضرب الأراضي الروسية، واليوم تُقدم حزمة مساعدات مالية وعسكرية جديدة، وهو ما يؤكد رغبتها في ضرب العمق الروسي بطريقة غيرة مباشرة، وهذه الرسالة تعتبر بمثابة المرحلة الأخيرة للصراع الجيوسياسي داخل القارة العجوز، على حدّ قول “عمار قناة” لـ “إرم نيوز”.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية في موسكو، أن وزيري الخارجية الأمريكي والبريطاني، وجّها رسالة للعالم، مفادها أن “التحالف الغربي ما زال متماسكا في مواجهة التهديدات الغربية والضغط على روسيا، وأيضا أن أوكرانيا قادرة على مواجهة روسيا، خاصة بعد الفشل الأوروبي بما يقدمه من دعم في وقف الانتصارات الروسية التي تحققت على أرض الواقع داخل الأراضي الأوكرانية”.

وأشار عمار قناة، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والتنبؤ السياسي، إلى أن الصراع الأوكراني الروسي، ليس صراعا عسكريا في المقام الأول، ولكنه صراع جيوسياسي له أبعاد أوروبية، تستهدف إبعاد الأنظار عن التغيّرات الداخلية التي تشهدها واشنطن في الوقت الحالي، وفي نفس الوقت تحاول بريطانيا تصعيد الأمور بين الطرفين، وتسريع وتيرة العمليات السياسية والعسكرية، وهو ما ظهر جليّا بموافقتها الدائمة على استخدام الصورايخ في الصراع الأوكراني الروسي.

من ناحية أخرى، قال سعيد سلّام، مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية في كييف، إن “أوكرانيا دعت حلفاءها الأسابيع الماضية بشكل متكرر لرفع جميع القيود على استخدام الأسلحة بعيدة المدى “صواريخ أتاكامس وستورم شادو”، وأيضا صواريخ « JASSM» التي يتم إطلاقها من طائرات إف – 16 التي يبلغ مداها من 370 الى 1000 كم، ضد المطارات والمواقع التي تشن منها القوات الروسية هجماتها على المدن الأوكرانية بالصواريخ والقنابل الجوية الموجهة.

وأشار سلّام، في تصريحات لـ “إرم نيوز”، إلى أن المعلومات حول تزويد إيران روسيا بالصواريخ الباليستية لاستخدامها ضد أوكرانيا، كانت نقطة تحول في جدية المشهد الأمني، وأثر ذلك على مواقف الحلفاء، ما جعل مسألة رفع القيود عن الأسلحة بعيدة المدى تتحرك من النقطة الميتة.

وأضاف سعيد سلّام، أن “الرئيس الأمريكي جو بايدن، لم يعد يستبعد منح أوكرانيا الإذن بشن ضربات في عمق روسيا، وإدارته تعمل على هذا الأمر، وقد قدمت أوكرانيا بالفعل للولايات المتحدة قائمة بالأهداف ذات الأولوية على أراضي روسيا، وتعهدت بالتصرف بشكل مهني وفي إطار القانون الدولي.

وتابع في تصريحاته: “وزير الخارجية البريطاني ونظيره الأمريكي، ناقشا في كييف مسألة السماح باستخدام الأسلحة بعيدة المدى على أراضي روسيا، وبالتالي فإن بلينكن ينقل المشهد الذي رآه إلى الرئيس الأمريكي، لاتخاذ ما يلزم من الأمر”.

ونوّه سلّام، إلى أن بعض الدبلوماسيين الأوروبيين يعتقدون أنه الآن، مع استمرار روسيا في تحقيق تقدم بطيء على أرض المعركة، ومع إظهار الدعم الغربي بعض “علامات التعب”، قد يتعيّن على أوكرانيا وضع خطة أكثر واقعية، على الأقل للعام المقبل من الحرب.

وأكد سلّام، أن الدول الغربية لا تزال تدعم بقوة رغبة أوكرانيا في استعادة كل أراضيها المحتلة، ولكن بعض المسؤولين في هذه الدول، يعتقدون أن أوكرانيا، يجب أن تكون أكثر مرونة وبراغماتية في أهدافها واستراتيجيتها وخططها خلال الحرب؛ لكي يتمكن هؤلاء المسؤولون من إقناع شعوبهم بأهمية استمرار مساعدة أوكرانيا بالأسلحة وغيرها من الدعم.

وكان وزيرا الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره البريطاني ديفيد لامي، وصلا إلى الأراضي الأوكرانية، الأربعاء، وأعلنا عن مساعدات مالية في كافة المجالات، ومد كييف بمئات الصواريخ الأمريكية البريطانية.

وقال بلينكن، إن “بلاده ستقدم مساعدة اقتصادية وإنسانية جديدة لأوكرانيا، بقيمة 717 مليون دولار، تشمل دعمًا جديدًا للبلاد في مجال الطاقة مع استهداف موسكو لبناها التحتية، ووعد بشكل سريع بتلبية طلبات أوكرانيا العسكرية”.

ومن جهته، أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، أن بلاده “ستسلم أوكرانيا، مئات الصواريخ، وعشرات الآلاف من ذخائر المدفعية الإضافية، ومزيدا من الآليات المدرعة إلى أوكرانيا بحلول نهاية هذا العام”.

ورغم ذلك الدعم، إلا أن الخبراء، يرون، أن زيارة بلينكن ولامي، حملت رسائل سياسية دون مكاسب أوكرانية، تتضمن أن التحالف الغربي ما زال متماسكًا في مواجهة التهديدات الروسية المتصاعدة، والتي تعتبر بمثابة المرحلة الأخيرة للصراع الجيوسياسي داخل القارة العجوز.

وأشاروا إلى أن هذه الزيارة كشفت أيضا، عن التناقضات في موقف واشنطن تجاه الحرب الروسية الأوكرانية.

Залишити відповідь

Ваша e-mail адреса не оприлюднюватиметься. Обов’язкові поля позначені *