الضباب الدبلوماسي يزداد كثافة بعد اتصال ترامب و بوتين!
20\5\2025
مفاوضات السلام بين أوكرانيا وروسيا… ملف شائك ومعقد يعود للواجهة مجدداً مع تدخل الرئيس الأمريكي دونالد Трамп.
فماذا كشفت المحادثات الأخيرة التي جمعته بالرئيسين Зеленський і Путін?
وهل تختلف عن سابقاتها التي لم تسفر عن أي نتائج ملموسة؟
تحدث الدكتور سعيد سلّام، مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية لبرنامج “ايقاع العالم” على قناة “شمس” عن التطورات الأخيرة في ملف Війна Росії проти України بعد المكالمات الهاتفية التي أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 19 مايو 2025. وقد أكد على النقاط التالية:
1. ازدياد كثافة الضباب الدبلوماسي: بدلاً من تبدد الغموض، أدت المكالمات والتصريحات اللاحقة من البيت الأبيض والكرملين وكييف إلى زيادة الضباب الدبلوماسي. يعود ذلك إلى أن المواقف السياسية المعلنة ما زالت متصلبة من جميع الأطراف، خاصة من الجانب الروسي.
2. استراتيجية المماطلة الروسية: يرى د. سعيد أن Росія تسعى من خلال هذه الدبلوماسية إلى المماطلة وكسب المزيد من الوقت. في الوقت نفسه، تحاول روسيا تحسين علاقاتها مع الإدارة الأمريكية الجديدة التي تسعى لعقد صفقات اقتصادية.
3. موقف كييف من التصريحات الروسية: تتفق العاصمة الأوكرانية ومعظم المحللين السياسيين هناك على أن التصريحات الروسية حول الحاجة إلى وقت لدراسة تفاصيل التسوية هي محاولة للمماطلة. الأوكرانيون يدركون الاستراتيجية الروسية في إغراق المفاوضات بالتفاصيل لتضييع الوقت وعدم الوصول إلى حل نهائي. كما أن “الأسباب الجذرية للصراع” التي ذكرها بوتين هي عبارة فضفاضة، يفهمها الجانب الأوكراني على أنها تعني التخلي عن الأراضي المحتلة وغير المحتلة، وحياد Україна، وعدم انضمامها لأي حلف عسكري أو سياسي، بالإضافة إلى تخفيض قوات الجيش، و جميعها شروط مرفوضة من قبل اوكرانيا.
4. تأثير الجهود الأوروبية في ظل التحركات الأمريكية-الروسية: أشار د. سلّام إلى أن التصريحات الأخيرة من البيت الأبيض حول العقوبات، والتي كانت США متفقة عليها مع Європейський Союз لفرضها في حال رفض الكرملين الوقف الفوري لإطلاق النار، تمثل إفشالاً للتنسيق الأمريكي-الأوروبي. هذا يضعف بشكل كبير الجهود الأوروبية لفرض ضغوط اقتصادية وسياسية إضافية على الكرملين والاقتصاد الروسي. بدون عقوبات أمريكية إضافية، ستجد روسيا طرقاً جديدة للالتفاف عليها.
5. دق إسفين بين الشركاء عبر الأطلسي: وأكد مدير مركز فيجن لللادراسات الاستراتيجية أن القيادة الروسية تعمل على “دق إسفين” وتوسيعه بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. الهدف من ذلك هو كسب المزيد من الوقت، وعقد صفقات تجارية واقتصادية مع إدارة ترامب، بهدف الوصول إلى تقاسم النفوذ في العالم، وخصوصاً في أوروبا.
وفي نقاش في برنامج “الثالثة و العشرون” على قناة “الغد” تم استضافة الدكتور سعيد سلّام ، مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية من كييف، و السيدة إيرينا تسوكرمان عضو الحزب الجمهوري من واشنطن، ليحللا بعمق آخر التطورات على الساحة السياسية والدبلوماسية.
— حقيقة المحادثات: قديمة أم جديدة؟
يثير تدخل ترامب تساؤلات حول جدوى هذه المفاوضات. فقد ادعى ترامب أن المفاوضات الأوكرانية بدأت بعد اتصاله ببوتين، لكن الحقيقة تشير إلى أن هذه المحادثات بدأت منذ فترة طويلة، بما في ذلك خلال فترة حكم الرئيس بايدن، وكانت هناك عدة اجتماعات بين روسيا وأوكرانيا مؤخراً في إسطنبول. فهل يضيف ترامب شيئاً جديداً أم يعيد تدوير نفس السيناريو؟ وما الذي يستطيع ترامب فعله حقاً في ظل تعزيز التجارة مع روسيا الذي قد يتعارض مع رغبته في إنهاء الحرب؟
— دور أوكرانيا: هل يتم تهميشها؟
لعل أحد أبرز النقاط التي برزت هي لهجة “الرجاء” من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لترامب، حيث طلب منه عدم اتخاذ أي قرار بدون أوكرانيا. يشرح الدكتور سعيد سلام أن الرئيس الأمريكي اتصل بزيلينسكي قبل بوتين، في خطوة غير متوقعة، لتنسيق المواقف. ويؤكد الدكتور سلام أن أوكرانيا هي صاحبة القرار الأول والأخير في استمرار أو وقف هذه الحرب، كونها المتضرر الأكبر. فهل تُدرك الولايات المتحدة هذا الدور المحوري لأوكرانيا، أم أن هناك تباينات في الأهداف التكتيكية والاستراتيجية، خاصة مع تزايد المصالح الاقتصادية الأمريكية مع النظام الروسي؟
— عقبات السلام: لماذا الفرص ضئيلة؟
تؤكد السيدة إيرينا أن المحادثات الحالية بعيدة عن التوصل إلى اتفاق، وأنها في مرحلة مبدئية وأولية، وليس هناك اتفاق حول الأهداف. فبوتين يريد وقف إطلاق النار بعد عملية رسمية ومحادثات، بينما يرى زيلينسكي أنه من الغريب التحدث بينما يواجه المدنيون اعتداءات روسية، خاصة وأن محادثة ترامب جاءت بعد أكبر وأعنف هجوم روسي حتى الآن.
من جانبه، يشدد الدكتور سعيد سلام على أنه من الصعب جداً الحديث عن سلام بين أوكرانيا وروسيا حالياً، خصوصاً بعد التصريحات المتضاربة. يرى الدكتور سلام أن الأسباب الجذرية للصراع تكمن في الاحتلال الروسي للأراضي الأوكرانية، بما فيها شبه جزيرة القرم، وعدم اعتراف الجانب الروسي بأحقية الدولة والشعب الأوكراني بالوجود. ويؤكد أن الرئيس الأوكراني أكد على عدم التنازل عن أي أراض أوكرانية، وأن الدستور الأوكراني واضح بهذا الخصوص.
صراع المصالح: هل يشرك ترامب الأوروبيين؟
سؤال آخر يطرح نفسه بقوة: هل استبعد ترامب الأوروبيين من هذه المفاوضات؟ يوضح الدكتور سعيد سلام أن الرئيس الأمريكي أبلغ القادة الأوروبيين والاتحاد الأوروبي بتفاصيل المكالمة مع بوتين في مكالمة جماعية مباشرة، مما يشير إلى محاولة لإشراكهم. ومع ذلك، يبقى التحدي قائماً في ظل التباينات الواضحة بين مصالح الأطراف.