العاصمة الصناعية لأوكرانيا.. لماذا يركز الجيش الروسي على خاركيف؟
عبد الهادي كامل
(تعليق د. سعيد سلّام، مدير مركز فيجين للدراسات الاستراتيجية، لموقع “Ерем Новини” – الإمارات)
2\9\2024
عاد الجيش الروسي مجددًا، إلى استهداف مدينة خاركيف الأوكرانية، التي تحظى بأهمية استراتيجية، عدا عن كونها العاصمة الأولى لأوكرانيا قبل كييف.
وبحسب خبراء، فإن خاركيف نقطة ربط أساسية لمناطق شبه جزيرة القرم والقوقاز، ونظرًا لأهميتها الاستراتيجية الاقتصادية والعسكرية، تسعى القوات الروسية إلى منع تقدم القوات الأوكرانية داخلها، باعتبارها نقطة الزحف الوحيدة نحو الأقاليم الروسية.
تحول روسي
وقالت أستاذ العلاقات الدولية نورهان الشيخ، إن “سر التحول الروسي أخيرًا لإذكاء الصراع في تلك المنطقة، يعود لأهميتها الاستراتيجية باعتبارها خط دفاع مهم جدًّا ليس فقط لمنع تقدم القوات الأوكرانية في منطقة الدونباس الروسية، ولكن أيضا لحماية الحدود الجنوبية لروسيا”.
وأضافت الشيخ، لـ “إرم نيوز، أن “خاركيف تُعتبر نقطة ربط أساسية لمناطق القرم ودونباس والقوقاز، وتسعى القوات الروسية وبكل قوة لإحراز تقدم في تلك المنطقة المهمة لأهميتها.
وكانت خاركيف معقلًا لصناعة الطائرات والدبابات في عهد الاتحاد السوفيتي.
وأوضحت أن “التحركات الروسية داخل الأراضي الأوكرانية تسير وفقًا لمخططات محددة لوقف التمدد الأوكراني بالأراضي الروسية خاصة في مقاطعة كورسك الروسية”.
ورأت أن “الموقف الغربي واضح في إصراره على دعم أوكرانيا بالمال والسلاح وبكل قوة، ولن يتم وقف هذا الدعم على الأقل خلال هذه الفترة التي تنشغل فيها أمريكا بالانتخابات الرئاسية”.
“أهمية معنوية“
بدوره قال مدير مركز فيجن للعلاقات الاستراتيجية والباحث في العلاقات الدولية سعيد سلام، إن “القوات الروسية لم تتوقف منذ بداية الحرب عن محاولاتها للسيطرة على إقليم خاركيف وعاصمته مدينة خاركيف”.
وقال سلام، لـ”إرم نيوز”، إن “المدينة تُعتبر المركز الأكبر للصناعات الثقيلة في أوكرانيا، بالإضافة إلى أنها تعتبر ذات أهمية معنوية للأوكران؛ إذ كانت هي العاصمة الأولى للدولة الأوكرانية قبل العاصمة الحالية كييف”.
واعتبر أن “احتلال روسيا لخاركيف يحمل معاني استراتيجية بعيدة المدى في هذه الحرب، باعتبار أنها إحدى أكبر المدن في أوكرانيا التي كان يقطنها أكثر من مليون مواطن قبل الحرب، لينخفض هذا الرَّقَم خلال العامين الماضيين إلى 300 ألف نسمة بسبب الحرب”.
وأوضح سلام، أن “الموقف الغربي حول التقدم الروسي في الأراضي الأوكرانية لم يتغير عمليًا، وتسعى قوات كييف حاليًا إلى الدفاع عن المناطق التي تسيطر عليها في منطقة الدونباس على الرغم من التراجع المستمر خلال الأسابيع الماضية وسيطرة القوات الروسية على البلدات الصغيرة في محيط مدينة ماكاروف”.
وحول السيناريوهات المستقبلية للصراع الروسي الأوكراني، رأى سلام، أن “جميع الاحتمالات متاحة، إلا أن القوات الأوكرانية ما زالت حتى الآن قادرة على تحويل مجرى الحرب في حالة حصولها على المزيد من الدعم بالأسلحة المتوسطة والبعيدة المدى من الصواريخ وبالكميات التي تحتاجها”.