Міжнародні відносини за часів Трампа

العلاقات الدولية في زمن ترامب

Міжнародні відносини за часів Трампа

لقاء ترامب وزلينسكي يشير الى ان ترامب يتعامل بمنطق العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي في إدارة العلاقات الدولية.

حسين الديك

د. حسين الديك – خبير في الشأن الامريكي.

4\3\2025

إن ما جرى في البيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي دونالد Трамп І його український колега Володимир Зеленський يعد سابقة تاريخية في الدبلوماسية الأمريكية والعلاقات الدولية، إذ شهد اللقاء تصعيدًا غير مسبوقًا من قبل الرئيس ترامب، وصل إلى حد إهانة رئيس دولة حليفة علنًا، وهو ما يتعارض مع الأعراف والبروتوكولات الدبلوماسية المتعارف عليها عالميًا.

فهذا السلوك يتناقض مع اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، التي تنظم العلاقة بين الدول ذات السيادة وتحكم كيفية التعامل بين القادة والزعماء، حتى في ظل الأزمات والخلافات السياسية، والتي سادت بعد الحرب العالمية الأولى.

وهذا السلوك لم يكن مجرد انتقاد سياسي، بل نهج عدائي يحمل دلالات عميقة، يشير إلى أن ما حدث يمثل “نقلة خطيرة” في طريقة تعامل США مع حلفائها، حيث بدا أن الرئيس ترامب لا يرى Україна شريكًا حقيقيًا، بل تابعًا يجب عليه الامتثال لرؤيته.

Доктор Саїд Салам: Трамп має справу з міжнародними політичними питаннями з менталітетом торговця

 فلم يتوقف الرئيس ترامب عند انتقاد الرئيس زيلينسكي، بل استخدم لغة مهينة، متهمًا إياه بعدم الاستعداد للسلام وتقليل احترام الولايات المتحدة، وهو ما يُعتبر قلبًا للحقائق، حيث أن الإهانة كانت في الواقع موجهة للرئيس الأوكراني، وليس العكس.

وهذه الطريقة القوية في التعامل من قبل الرئيس ترامب تعكس نهجًا أمريكيًا جديدًا في إدارة العلاقات الدولية، يذكّر بأساليب العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، عندما كانت العلاقات بين الدول قائمة على المصالح المؤقتة والتحالفات الانتهازية، مما أدى لاحقًا إلى ظهور الحركات الفاشية والنازية، ودخول العالم في دوامة الحرب العالمية الثانية.

إن الأزمة بين الرئيسين ترامب وزيلينسكي أثارت ردود فعل غاضبة في Європа، خصوصًا في باريس وبروكسل، حيث وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون موقف ترامب بأنه غير عادل، مؤكدًا أن “من يقاتل منذ ثلاث سنوات هو من يحق له الحديث عن الواقع، وليس من جاء مؤخرًا ليحدد مسار الحرب”، في إشارة إلى أن الرئيس زيلينسكي هو الأحق باتخاذ قرارات بشأن مستقبل الحرب، وليس الرئيس ترامب.

بالإضافة الى ذلك فإن الموقف الأمريكي المتذبذب دفع Європейський Союз إلى إعادة النظر في استراتيجيته الدفاعية، إذ أن اتفاقية الأمن الجماعي الأوروبية أصبحت قيد إعادة الدراسة، وهناك جهودًا مكثفة من فرنسا وألمانيا وإيطاليا لتعزيز مشروع إنشاء جيش أوروبي مستقل، وهو أمر يجري الحديث عنه منذ سنوات، لكنه أصبح الآن أكثر إلحاحًا في ظل تراجع الثقة في التزام الولايات المتحدة تجاه أمن أوروبا.

د. سعيد سلام: ترامب يريد اقتسام ثروات العالم مع بوتين، وأوكرانيا ستواصل المقاومة

الأوروبيين يدركون خطورة تمدد النفوذ الروسي، إذ يخشون أن تكون أوكرانيا مجرد البداية، وأن الدول المجاورة قد تصبح الهدف التالي لموسكو، ما يجعل بناء قوة عسكرية أوروبية مستقلة أمرًا ضروريًا لمواجهة التهديدات المستقبلية.

تصريحات الرئيس ترامب حول عدم استعداد الرئيس زيلينسكي للسلام تكشف عن انحياز أمريكي متزايد تجاه الموقف الروسي، حيث يبدو أن واشنطن باتت أكثر تقبلًا لفكرة احتفاظ روسيا بالأراضي الأوكرانية التي ضمتها، في إشارة إلى المقاطعات الخمس التي أصبحت تحت السيطرة الروسية.

وهذا التوجه يعكس محادثات سرية بين موسكو وواشنطن، قد تتضمن قبولًا أمريكيًا ضمنيًا ببقاء هذه الأراضي تحت الحكم الروسي، وهو أمر يرفضه الرئيس زيلينسكي رفضًا قاطعًا، باعتباره تنازلًا غير مقبول عن سيادة أوكرانيا.

ولكن الموقف الأوروبي يبدو مختلفًا عن التوجه الأمريكي، حيث تتزايد الدعوات داخل أوروبا لتقديم مزيد من الدعم العسكري والسياسي لكييف، تعويضًا عن أي تراجع محتمل في الدعم الأمريكي تحت قيادة الرئيس ترامب.

وفي الحقيقة فان الولايات المتحدة أخلّت بالتزاماتها تجاه أوكرانيا، مشيرًا إلى أن ما حدث في البيت الأبيض يعكس تغيرًا جذريًا في الاستراتيجية الأمريكية، حيث لم يعد الدعم لكييف مضمونًا كما كان خلال إدارة الرئيس بايدن، مما يضع الرئيس زيلينسكي في موقف حرج سياسيًا وعسكريًا.

الحرب في أوكرانيا لم تعد مجرد حرب بين دولتين، بل أصبحت مواجهة بين معسكرين دوليين، حيث أصبحت أوكرانيا تقاتل نيابة عن الغرب وحلف الناتو، وليس فقط دفاعًا عن أراضيها، وهو ما يجعل الموقف الأمريكي المتغير بمثابة خيانة للمصالح الأوروبية والأوكرانية.

الديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي انتقدوا بشدة سلوك الرئيس ترامب ونائبه خلال المشادة مع الرئيس زيلينسكي، حيث اعتبروا أن ما حدث يسيء لسمعة الولايات المتحدة كدولة قائدة للعالم الحر، وقد يُضعف نفوذها في المستقبل.

Залишити відповідь

Ваша e-mail адреса не оприлюднюватиметься. Обов’язкові поля позначені *