بعد دعوته للرحيل..
هل واشنطن قادرة على تنحية زيلينسكي؟
محمد حامد – موقع “ارم نيوز” – دبي
4\3\2025
أكد خبراء أوكرانيون أن الدعوات الأمريكية التي تطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير Зеленський، بالتنحي عن منصبه، هي بمثابة ضغط نفسي يمارس عليه، لإجباره على قبول الشروط الأمريكية.
وأشاروا في تصريحات لـ”Ерем Новини“، إلى أن محاولات أمريكا وروسيا تقديم بديل لزيلينسكي قائمة من خلال أوكرانيين يقيمون في موسكو “خانوا بلادهم”، على حد قولهم.
وكان مسؤولون أمريكيون مقربون من الرئيس دونالد Трамп، قد صعّدوا الضغوط على زيلينسكي، ملمحين إلى ضرورة رحيله عقب المشادة الكلامية التي نشبت بينه وبين ترامب في البيت الأبيض.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، إن Україна بحاجة إلى قائد قادر على التعامل مع США وروسيا لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.
وأضاف في مقابلة تلفزيونية “إذا لم يكن زيلينسكي مستعدا لإنهاء الحرب، سواء لأسباب شخصية أو سياسية، فهذه مشكلة كبيرة”.
وفي هذا الصدد، يقول مدير مركز التواصل الاستراتيجي في كييف، إيغور سولوفي، إنه في أوكرانيا يتم اختيار الرئيس من خلال الانتخابات، مشيرا إلى أنه عندما يتم إجراء الاستحقاق الرئاسي بعد أن تكون الظروف مهيأة لذلك، سيكون هناك ممثل آخر للشعب الأوكراني.
وأوضح سولوفي أن الانتخابات في زمن الحرب محظورة، وزيلينسكي هو الممثل الشرعي لأوكرانيا، وهذا ما يؤكده الدستور والقانون، وهناك إجماع سياسي ودعم من جميع القوى السياسية بالداخل على هذا الأمر.
وذكر مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في كييف، إيغور سيميفولوس، أن الدعوات الأمريكية ليست جديدة، حيث سبق أن تكررت من قبل سياسيين أمريكيين يخرجون بما يسمى بـ “عدم شرعية” زيلينسكي.
وأضاف سيميفولوس أن “هذه الدعوات بمثابة ضغط نفسي على الرئيس الأوكراني لإجباره على قبول الشروط الأمريكية من حيث المبدأ التي تتعدى على السيادة الأوكرانية لصالح Росія“.
وأشار إلى أن هذه النوعية من التصريحات الأمريكية وتعاطيها بهذا الشكل، تعيد إلى الأذهان أسوأ أوقات الحرب الباردة، عندما كانت أجهزة الاستخبارات تطيح أو تقتل قادة بعض الدول للتخلص منهم، مؤكدا “لكن الزمن تغير”.
وبالإضافة إلى ذلك، بحسب سيميفولوس، “قام ترامب عمليا بشل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وتشتيت جهودها.
وتابع سيميفولوس أن جميع الساسة في أوكرانيا بمن فيهم صفوف المعارضة، يعتمدون من الناحية الدستورية والإجرائية، أن زيلينسكي هو الرئيس الشرعي ويتصرف في زمن الحرب وفقا لأحكام دستور البلاد.
ولفت إلى أن “هناك بعض السياسيين الجالسين في موسكو، خانوا أوكرانيا بوقوفهم إلى جانب العدو، ومحاولة واشنطن أو موسكو تقديمهم كبديل، لا قيمة لها على الإطلاق”، وفق قوله.
Чи є утримання Росією української території «ключем» до припинення війни?
وقال مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية، الدكتور سعيد سلّام، إن زيلينسكي وحكومته أعربوا عن الرفض القاطع لأي تدخل خارجي في شؤون بلادهم مع التشديد على سيادة أوكرانيا واستقلالها، ومن ذلك القرارات المتعلقة بمستقبل البلاد، التي لن تتخذ إلا من قبل الشعب الأوكراني نفسه.
وذكر سلّام أن الموقف الشعبي في أوكرانيا متنوع ومعقد، في ظل وجود شريحة كبيرة تدعم زيلينسكي وترى فيه رمزا للاستقلال والسيادة، وفي المقابل، هناك أيضا شريحة من الشعب، تشعر بالإحباط من الوضع الاقتصادي والسياسي الحالي، مع استمرار الحرب ودخولها العام الرابع، وتطالب بتغييرات جذرية في السياسة الداخلية.
واستدرك بالقول إن هذه الشريحة متفهمة للقيود الدستورية التي تمنع إجراء أي نوع من الانتخابات في حالة الحرب، وأن “الغزو الروسي” هو السبب في عدم إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والبلدية في مواعيدها المقررة دستوريا.
وبيّن سلّام أن واشنطن لا تملك القدرة على تنحية زيلينسكي من منصبه، لأن أوكرانيا دولة ذات سيادة، والرئيس يتم انتخابه من قبل الشعب، ومع ذلك، يمكن للولايات المتحدة أن تمارس ضغوطا دبلوماسية واقتصادية لمحاولة التأثير على السياسة الأوكرانية.
وتابع سلّام أن الوضع في أوكرانيا حساس جدا، وأي تدخل خارجي قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع، وأن واشنطن يمكنها أن تمارس ضغوطا، لكنها لا تملك القدرة القانونية على تنحية الرئيس زيلينسكي؛ لأن القرار النهائي بيد الشعب الأوكراني فقط.