تلميع صورة إسرائيل في أوروبا
نموذج من بولندا
عمر فارس، رئيس الجمعية الاجتماعية والثقافية للفلسطينيين في بولندا
24\2\2025
كونستانتي جيبرت، المعروف أيضًا باسم دافيد فارشافسكي (اسم حركي)، هو أحد الشخصيات الإعلامية البارزة في Польща التي تروج للرواية الإسرائيلية حول الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. من خلال مقالاته وظهوره الإعلامي، يقدم جيبرت صورة إيجابية عن الاحتلال الإسرائيلي ويدافع عن السياسات التوسعية والقمعية لإسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
يُعرف جيبرت بأنه كاتب وصحفي يهودي بارز في بولندا، وله تأثير كبير على الرأي العام من خلال مقالاته المنشورة في وسائل الإعلام الوطنية والدولية. يستغل منصته الإعلامية للدفاع عن إسرائيل وتبرير سياساتها العسكرية تجاه Палестина، متجاهلًا انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
يبرر جيبرت قصف 90% من المستشفيات بالاستناد إلى رواية الجيش الإسرائيلي التي تزعم أن هذه المستشفيات تخفي مخازن أسلحة للمقاومين الفلسطينيين. كما نشر دعايته في 18.02.2025 خلال محاضرة في المركز الدولي للتربية حول معسكر الاعتقال “أوشفيتز” (MDSM) في أوشفيتز، حيث كرر الأكاذيب الاحتلالية محاولًا إضفاء الشرعية الأكاديمية عليها. في الواقع، هذه تكتيكات كلاسيكية تهدف إلى تجريد الضحايا من إنسانيتهم وتبرير جرائم الحرب.
جيبرت معروف بمواقفه Сіонізм الصريحة، ويسعى إلى تلميع صورة إسرائيل في أوروبا، وخاصة في بولندا، من خلال تقديمها كدولة ديمقراطية تدافع عن نفسها ضد “التهديدات” الفلسطينية. يهاجم كل انتقاد لإسرائيل، معتبرًا المعارضة لسياسات الاحتلال شكلًا من أشكال معاداة السامية، وهو تكتيك يستخدم غالبًا لإسكات الأصوات الداعمة للقضية الفلسطينية.
يتبنى جيبرت الخطاب الرسمي الإسرائيلي الذي ينكر الحقوق الوطنية للفلسطينيين، ويدافع عن المستوطنات غير الشرعية والعدوان العسكري الإسرائيلي. يتجنب الحديث عن جرائم الاحتلال مثل القصف العشوائي للمدنيين، وتدمير المنازل، وترحيل العائلات الفلسطينية، مروجًا بدلًا من ذلك لرواية تركز على “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”. ومنذ بداية الحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي، يتبع جيبرت تكتيك تجنب ذكر الأرقام في تصريحاته. وعند مواجهته بالبيانات، يكرر الادعاء بأن وزارة الصحة في غزة، باعتبارها “تابعة لحماس”، تزور الأرقام ليس فقط من خلال تضخيمها، ولكن أيضًا بعدم التمييز بين الضحايا المدنيين والعسكريين. ومع ذلك، فإن هذه البيانات معترف بها كموثوقة من قبل الأمم المتحدة، لكن جيبرت يعلق عليها في صحيفة غازيتا فيبورتشا، إحدى أهم الصحف البولندية، قائلًا:
“حقيقة أن الأمم المتحدة تؤكد بيانات حماس لا تعني شيئًا: فمعظم موظفي الأمم المتحدة في غزة هم محليون وتحت سيطرة حماس، والمنظمة تحتاج إلى موافقة الإسلاميين لتتمكن من العمل.”
Історія сіонізму, окупація Палестини та війна в Газі – аналіз Пйотра Зіховича та Войцеха Шевка
يستخدم جيبرت السخرية كتكتيك لإخفاء إجاباته على الأسئلة الصعبة. فمثلًا، عند الحديث عن مجزرة مخيم النصيرات في يونيو 2024، التي تزامنت مع جلسات Міжнародний кримінальний суд، قال بسخرية:
“كان عليهم ألا يحرروا الرهائن، فهذه المجزرة الأخرى ستضاف أيضًا إلى لائحة الاتهام. كانوا يعرفون أن حماس ستطلق النار.”
وهكذا، يتم تقليل المجزرة التي راح ضحيتها 276 فلسطينيًا في 8 يونيو إلى مجرد “أضرار جانبية” (Collateral Damage).
أما عن أحداث 7 أكتوبر، فقد قال بسخرية:
“كان عليهم عدم الرد. نعم، كانوا سيتعرضون للإدانة لقتلهم ألف إرهابي من حماس، لكن ربما كانوا سيتجنبون اتهامهم بГеноцид، لأن عدد الضحايا الإسرائيليين كان أكبر”.
يعتمد جيبرت على تقديم الاحتلال كضحية للانتقادات الدولية، مستخدمًا أسلوبًا ساخرًا لجعل أي انتقاد لإسرائيل يبدو غير منطقي. وهو بذلك يسعى إلى خلق تصور مفاده أن على إسرائيل عدم اتخاذ أي إجراء حتى لا تتعرض للإدانة من قبل المجتمع الدولي.
جيبرت له تأثير كبير في الأوساط السياسية والإعلامية البولندية، مما يساهم في تعزيز العلاقات بين بولندا وإسرائيل. يضغط على صناع القرار البولنديين لاعتماد سياسات تتماشى مع الأجندة الصهيونية. وعلى الرغم من افتقاره للموضوعية، فقد نجح على مدار السنوات في بناء صورة خبير مستقل ومحايد. وساعده في ذلك كونه المبعوث الخاص للأمم المتحدة خلال حرب البوسنة والهرسك، حيث وثّق الجرائم ضد المسلمين البوسنيين. هذا الإنجاز يستخدم الآن كدرع ضد أي انتقاد له، إذ كيف يمكن اتهام شخص كشف فظائع 1992–1995 بالعنصرية أو الإسلاموفوبيا؟
في المقابل، يواجه جيبرت انتقادات واسعة من قبل الناشطين المؤيدين لفلسطين، الذين يعتبرونه جزءًا من الآلة الدعائية الإسرائيلية في أوروبا. وتسعى العديد من الأصوات المستقلة في بولندا والعالم إلى فضح زيف رواياته، وتسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين وكشف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة.
يعد كونستانتي جيبرت مثالًا واضحًا على الصوت الذي يسعى إلى تبرير الاحتلال الإسرائيلي والتغطية على جرائمه. ورغم جهوده في الترويج للصهيونية في بولندا، فإن الوعي المتزايد بالقضية الفلسطينية يجعل من الصعب تمرير هذه الروايات دون مواجهة الحقائق التاريخية والواقع الميداني. ودور الإعلام الحر والمستقل يظل أساسيًا في مواجهة هذه الدعاية وكشف الحقيقة أمام الرأي العام.