ماذا تخبئ الأبراج المحترقة في البحر الأسود
Д. Сказав Салам
22/6/2022
مازالت السلطات الروسية عاجزة عن إطفاء حريق منصات أبراج إنتاج النفط والغاز في البحر الأسود، التي استولت عليها روسيا من أوكرانيا عام 2014 بعد ضم شبه جزيرة القرم، نتيجة استهدافها بضربات صاروخية من قبل القوات المسلحة الأوكرانية.
تم تأكيد الهجمات الصاروخية على الأبراج في البحر الأسود من قبل الحاكم الروسي لشبه جزيرة القرم، سيرغي أكسيونوف، الذي قال إنه كانت هناك ثلاث هجمات صاروخية في المجموع على ثلاث منصات حفر تحمل 109 أشخاص، وابلغ عن إجلاء 94 شخصًا من مكان الحادث وفقدان سبعة أشخاص، ويواصل 15 جنديًا روسيًا حراسة الأبراج (حسب المصادر الأوكرانية كان يتواجد على الأبراج نحو 100 جندي من القوات الخاصة الروسية بالإضافة الى 20 من العاملين المدنيين)، لم يتمكن رجال الإنقاذ الروس من إخماد النيران في الأبراج، مما يعقد عملية البحث عن المفقودين.
وأعلن ميخائيل شيريميت، النائب في مجلس الدوما الروسي من شبه جزيرة القرم، إنه ردا على هذا الاستهداف فإن روسيا في المستقبل القريب “ستضرب مراكز صنع القرار الأوكرانية”.
ما هي هذه الأبراج وما ذا كانت تخفي خلف “إنتاج” الغاز؟
يوجد أربع منصات لاستخراج النفط والغاز في البحر الأسود: “تافريدا” و “أوكرانيا” (“الاستقلال”) و “سيفاش” و “بيتر جودوفانيتس”. وتبلغ التكلفة التقديرية لكل منصة حسب الأرقام المعلنة للعامة 400 مليون دولار. بعد الاستيلاء على شبه جزيرة القرم، كانت شركة المعارض الأوكراني السابق فيكتور ميدفيدتشوك، المسجون الآن بتهمة الخيانة، مهتمة بالمنصة “بيتر جودوفانيتس”.
تم الحجز على هذه المنشآت من قبل المحكمة الأوكرانية بناءً على طلب الشركة الأوكرانية المالكة GAO Chornomorneftegaz من هيكل NJSC Naftogaz Ukrainy.
رفع المالكون دعاوى ضد روسيا فيما يتعلق بالاستيلاء على أصولهم في القرم. لم تتمكن الشركة من استخدامها منذ عام 2014. وتقوم السلطات الروسية بحراسة الأبراج التي تم الاستيلاء عليها في البحر الأسود بعناصر من القوات الأمنية والخدمات الخاصة، والتي تتصرف بعدوانية تجاه أي محاولات للاقتراب.
السفن الحربية والقناصة والمقاتلات والدفاع الجوي
لكن هذه الأبراج لا تقوم باستخراج الغاز والنفط فحسب، بل أصبحت منشآت عسكرية واستخباراتية قبل وقت طويل من الحرب الروسية الحالية على أوكرانيا.
في وقت سابق، تمكن حرس الحدود الأوكرانيون، الذين جمعوا معلومات حول الأنشطة غير القانونية لروسيا على جرف البحر الأسود بالقرب من شبه جزيرة القرم، من تسجيل أن منصة الحفر تافريدا العاملة في حقل أوديسا لتكثيف الغاز كانت تحت حراسة سفينتين حربيتين من أسطول البحر الأسود الروسي “سميتليفي” و “بريازوفيي”، عندها واجه حرس الحدود الاوكراني تصرفا عدوانيا، حيث نشر الجيش الروسي قاذفة وسفن “نفذت مناورات خطيرة”.
تم الحصول على أحدث لقطات مصورة لمنصة بيتر غودوفانيتس في يوليو من العام الماضي خلال التدريبات العسكرية الدولية Sea Breeze-2021. حينها مرت المدمرة الأمريكية USS Ross بالقرب من حقل أوديسا، فقامت روسيا بالرد عبر إرسال اثنتين من سفنها الحربية ومقاتلات Su-30SM تجاهها.
أيضا تعرضت طائرة An-26 الأوكرانية لإطلاق نار من قبل الجيش الروسي أثناء رحلة تدريب في المنطقة الاقتصادية البحرية الأوكرانية بالقرب من حقل أوديسا لتكثيف الغاز في عام 2017. حينها تمكن طاقم An-26 من اكتشاف محطة رادار روسية في الوضع النشط يتم استخدامها لتوجيه صواريخ الدفاع الجوي.
أبراج تجسس
تؤكد جميع المعلومات المتوفرة حقيقة أن منشآت النفط والغاز التي استولت عليها روسيا مجهزة بأنظمة استطلاع تتيح التحكم في المنطقة بين شبه جزيرة القرم ومنطقة أوديسا، حيث تم تثبيت رادارات من نوع Neva، والتي تسمح بالتحكم في السطح والمجال الجوي بين شبه جزيرة القرم ومنطقة أوديسا، أيضًا قامت القوات الروسية بتركيب أنظمة مائية صوتية تسمح “برؤية” الفضاء تحت الماء. إن زيادة إمكانات نظام إضاءة الوضع السطحي من خلال وضع أنظمة رادار الملاحة على مرافق البنية التحتية البحرية الثابتة والمتحركة لا تسمح فقط بزيادة مجال الرادار وضمان حماية المرافق، ولكن أيضًا لمراقبة الشحن الدولي وإجراءات سفن البحرية الأوكرانية ودول أخرى في الجزء الشمالي الغربي من البحر الأسود وإصدار المعلومات اللازمة لقوات أسطول البحر الأسود في روسيا للقيام بأعمال عنيفة في حالة تحديد مهام قتالية.
وتم نقل حماية الأبراج الأوكرانية على الجرف الأوكراني إلى أسطول البحر الأسود الروسي مع تناوب السفن الحربية على مدار الساعة منذ عام 2018.
حيث ان هذه الأبراج هي منشآت عسكرية تسيطر على القطاع الأوكراني من البحر الأسود، لذا تم اتخاذ القرار بشن ضربات صاروخية ضدها، لأنها لا تقوم بجمع معلومات استخباراتية فقط، بل تقوم بالسيطرة الراداريه اليومية على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع في جميع المجالات لأغراض عسكرية.