Д. Сказав Салам
16/7/2022
- هل الهجمات على مخازن الأسلحة الروسية في الأراضي الأوكرانية المحتلة هي استعدادات لهجوم مضاد من قبل القوات المسلحة الأوكرانية؟
- هل أدت ضربات القوات الأوكرانية للقواعد العسكرية الروسية إلى تقليل القصف؟
- كيف يساعد توريد الأسلحة الأجنبية؟
- هل يمكن استهداف منصات إطلاق الصواريخ؟
- هل يمكن مواجهة راجمات الصواريخ الروسية؟
- ماهي الأهداف التكتيكية والاستراتيجية للقوات الأوكرانية؟
تشير المعلومات أنه خلال الشهر الماضي دمر الجيش الأوكراني ما لا يقل عن 50 قاعدة ومخزن ذخيرة روسية. يصف الخبراء تدمير مخازن الذخيرة بأنه خلق الظروف لهجوم مضاد في جنوب أوكرانيا.
لعبت راجمات الصواريخ HIMARS التي قدمتها الولايات المتحدة دوراً مهماً في هذا الإعداد.
لكن ماذا عن خصائص هذه الأسلحة الجديدة التي تم تسليمها إلى أوكرانيا وكيف يغير ذلك الوضع في الجبهة؟ وماذا عن الأهداف من استهداف مخازن الأسلحة الروسية؟
ونبدأ من طرح السؤال الأهم، هل الهجمات على مخازن الأسلحة الروسية في الأراضي المحتلة هي استعدادات لهجوم مضاد من قبل القوات المسلحة الأوكرانية؟
والإجابة على هذا السؤال هي: استراتيجياً – هذه الضربات للمستودعات ومقار القيادة مرتبطة بالإعداد للهجوم المضاد، وأيضاً هناك ارتباط بإنجاز المهام التكتيكية التي تواجه وحدات محددة من القوات الاوكرانية.
لا يجب ربط كل هذا الاعداد براجمات الصواريخ الامريكية HIMARS أو البريطانية MLRS، حيث لا يزال عدد هذه الراجمات قليل. هذه الراجمات مهمة بشكل أساسي من أجل تنفيذ المهام العسكرية بأكبر قدر ممكن من الكفاءة، وبالطبع من أجل إعداد مخططات تكتيكية جديدة لراجمات صواريخ متعددة مماثلة قادمة. لكن، لا يمكن أن يغير عدد حوالي 10 راجمات، المتوفرة حاليا، الوضع بشكل استراتيجي جذري. إنها تؤثر فعليا، ولكن أيضًا مع أنظمة أخرى: كل من المدفعية وصواريخ توتشكا-او وراجمات الصواريخ التي كانت لدى القوات الأوكرانية منذ الحقبة السوفيتية. لدى الجانب الاوكراني الآن الفرصة لاختيار الهدف وطريقة استهدافه، وهذا أمر جيد جداً. لكن بشكل عام، فإن ضرب مراكز القيادة، وليس مجرد مستودعات، امر مهم أيضا لأن الروس يولون اهتماماً لضرب مراكز القيادة، حيث يتم رفع التقارير في دعايتهم إلى مراكز صنع القرار المستوى المنخفض والمتوسط.
أيضا امر لا يقل أهمية وهو تقدير عدد الأسلحة التي يتم تدميرها في مستودعات الأسلحة التي يتم استهدافها؟ والمدة التي سيستغرقها الجانب الروسي لتجديد المخزونات من أجل القيام بنوع من الأعمال الهجومية؟
بالطبع يقوم الجيش الاوكراني بإجراء هذه التقديرات بعناية ودقة، حيث ممكن تقدير عدد ونوعية الأسلحة التي يتم تدميرها، وهذا امر ضروري، لأنه بعد هذه الضربات وتعطيل مستودعات المعدات ذات الصلة التي تضمن عملها، فإن دراسة نتائج الضربات ضروري جداً.
بالإضافة إلى توافر الذخيرة وأقرب الإمدادات الممكنة من قبل القوات الروسية، يتم إجراء حسابات لسير الأعمال القتالية. أي أن القوات الاوكرانية ضربت مخازن الذخيرة، لا يمكن إيصال ذخيرة الى الجبهة، حيث القوات الروسية لديها فقط احتياطي عسكري، الذي يتم وضعه مع وسائل الاستهداف، أي انه موجود على خط الجبهة. لقد اعتادت القوات الروسية على استخدام 50-60 ألف قذيفة يوميًا مقابل خمسة أو ستة آلاف قذيفة أوكرانية. كم من الوقت تحتاج القوات الروسية لاستهلاكها؟ نحن نلاحظ الآن أن الوضع يتغير. حيث انه نتيجة التقييم الكمي لخسائر القوات الروسية جراء استهداف مستودعات السلاح والذخيرة، وبناء على تحليل العديد من الخبراء فان الإمكانيات العسكرية الروسية قد تقلصت بمقدار 25% تقريبا بسبب هذه الضربات للمستودعات، وهذا مهم ومؤثر. الآن، كيلا تقع المخازن تحت قصف القوات الاوكرانية، تضطر القوات الروسية إلى نقل هذه المستودعات لمسافات تصل إلى 100 كيلومتر عن خط الجبهة، وهذا يعني أنه يجب نقل الذخيرة من هذه المسافة، وبينما يتم نقلها إلى المواقع القتالية، فإن هذه الطرق تشكل جزءًا ضعيفًا إلى حد ما من حركة الذخيرة، حيث يمكن أيضًا تدميرها أثناء نقلها. وهذا تأثير كبير ومهم للغاية. المشكلة الوحيدة هي أن القوات الأوكرانية ما زالت لا تمتلك ما يكفي من هذه المعدات الحديثة والفعالة.
لكن هناك عدد غير قليل من المستودعات المتبقية. الذخيرة المتوفرة ليست مشكلة بعد للقوات الروسية. المشكلة هي ايصالها. بالمناسبة، كانت هناك دراسة للمسألة في بداية الحرب، أين يتم وضع الذخيرة؟ في بداية الحرب، قامت القوات الروسية بتخزينها بشكل مكشوف بشكل تام، معتمدين على خوض “الحرب الخاطفة” وجميع أنواع النتائج المترتبة على تقييم القوات المسلحة الأوكرانية. الآن يقومون بتخزينها على مسافات حوالي 100 كيلومتر، ثم يفكرون في طرق التسليم للقوات على الجبهة.
أيضا حان الوقت للتأثير على حاملات الأنواع المختلفة من الصواريخ قبل إطلاق هذه الصواريخ – هذه مهمة أساسية.
فيما يخص سفن أسطول البحر الأسود، تحتاج القوات الاوكرانية أيضًا إلى طريقة للوصول إلى الغواصات هناك، لأن الغواصات الروسية تعمل بالديزل، وتحتاج لان تطفو بطريقة أو بأخرى، ويمكن القيام بعمليات الاستطلاع المناسبة لمحاربة الضربات الصاروخية التي تتم من اسطول البحر الأسود.
نسبة الضربات الصاروخية في هذه الحرب، وبشكل عام في كل الحروب المحلية، يزيد عن 50٪، ضرب الأهداف العسكرية بالمدفعية وصل حتى 70٪، رغم ان هذه النسبة كبيرة، لكن هذه نسبة الأهداف العسكرية، اما بالنسبة للأهداف العامة (بما فيها المدنية) في أوكرانيا – أكثر من 50٪ من الضربات كانت صاروخية.
يمكن ان يتم تقليل تأثير الصواريخ بطريقتين، الأولى – هي تدميرها كأهداف جوية بعد الإطلاق. وهذا يتطلب دفاعاً جوياً، والأهم من ذلك، دفاعاً صاروخياً، وهي الوسائل التي لم تملكها القوات المسلحة الأوكرانية في الواقع منذ 30 عامًا. والثانية – وهي الأكثر فعالية، هي تدمير منصات إطلاق هذه الصواريخ قبل إطلاقها. أي تدمير صواريخ “إسكندر” في مواقعها، قبل ان يتم اطلاقها. السفن والغواصات الحاملة لصواريخ “كاليبر” – أيضاً قبل اطلاقها. بشكل تدريجي سوف تظهر لدى القوات الأوكرانية مثل هذه الإمكانيات.
ومع ذلك، فإن الطائرات استراتيجية تقبع في المطارات على الأراضي الروسية، مما يعني أن القوات الاوكرانية بحاجة إلى التفكير في كيفية تدميرها. بالطريقة نفسها التي تم بها تدمير الطائرات والقاعدة العسكرية في مطار ميليتوبول في إقليم زابوروجيا. لذلك تبقي القوات الروسية هذه الطائرات في المطارات داخل الأراضي الروسية. لكن سيأتي الوقت الذي سيكون فيه استهداف لها. وهذا امر بحاجة الى قرار سياسي أولا قبل القرار العسكري!!
رغم ان تدمير منصات الاطلاق مهمة أكثر صعوبة، لأنه عندما يتم استهداف مستودع ذخيرة، فإنها تبدأ في الانفجار تدريجيًا بسبب ارتفاع درجة الحرارة، مما يعني تفجر المستودع بأكمله. لكن ذلك يعتمد على المسافة، على سبيل المثال – قاذفات إسكندر، يمكن ضرب صاروخ واحد وتفجيره – وهذا بحد ذاته سيسبب الكثير من الدمار، لكن عادة لا يكون هناك صاروخ واحد على قاذفة، انما اثنين على الأقل. وإذا انفجر الصاروخ، فالسؤال التالي هو على أي مدى منصات الإطلاق الأخرى، مما يعني انها يمكن ان تنفجر أيضا إذا كانت قريبة!
اخذا بالاعتبار الخاصية الهامة لراجمات الصواريخ HIMARS، حيث يمكن توجيه كل صاروخ على حدة، تأخذ أهمية عالية مسألة مواجهة الراجمات الروسية، على سبيل المثال، راجمات “سميرتش” مع HIMARS. إذا التقطت اللحظة التي قامت بها راجمات “سميرتش” بالقصف، وهي مداها 120 كيلومترًا، في حين أن مدى صواريخ HIMARS لدى القوات الأوكرانية يصل إلى 80 كيلومترًا فقط حتى الآن. لكن بدأ الحديث حول تزويد القوات الأوكرانية بنظام صاروخي تكتيكي ATACMS بمدى يصل إلى 300 كيلومتر. وهذا الامر يتم طرحه بشكل مستمر من قبل القيادة الأوكرانية لحلفائها. بعد قيام راجمات “سميرتش” بإطلاق الصواريخ تحتاج إلى ساعة لإعادة تحميل الذخيرة. بينما في راجمات HIMARS إعادة التلقيم تستغرق 5 دقائق. لذلك، يمكن اغتنام هذه اللحظة وضرب الراجمات الروسية بشكل فردي لتدميرها.
ربما سيتم استخدام مثل هذا التكتيك مستقبلا، القوات الأوكرانية تحتاج فقط الى المزيد من الأسلحة النوعية.
كل هذه التكتيكات يجب أن تؤدي هذا إلى حقيقة أنه، أولاً، على المستوى التكتيكي والعملي، ستستطيع القوات الأوكرانية تحرير جزء من الأراضي التي سيطرت عليها القوات الروسية، على الأرجح في الجنوب، حيث تلقت القوات المسلحة الأوكرانية مهمة من قائدها الأعلى – الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي.
іثانيا، في وقت لاحق، بعد تسليم الأسلحة بكميات كبيرة، و قد تم فعليا وصول السفن المحملة بالسلاح من الولايات المتحدة الى الموانئ الأوروبية، و بعضها دخل الى الأراضي الأوكرانية، و يتم حاليا تدريب مئات الجنود الاوكرانيين على هذه الأسلحة في عدة قواعد عسكرية في الدول الأوروبية (المانيا، بريطانيا و غيرها)، وبعد استلام القوات الأوكرانية كميات كافية من الأسلحة والمعدات الحديثة من الحلفاء، وتدريب عدد كاف من الاطقم العسكرية القادرة على استخدامها، مما سيسمح بإنشاء احتياطيات استراتيجية، يمكن للقوات الاوكرانية القيام بعمليات هجوم مضاد شامل لطرد القوات الروسية من كامل الأراضي التي سيطرت عليها. اغلب الظن سيكون هذا بعد حوالي الشهرين من الان (أي في بداية شهر سبتمبر)
في غضون ذلك، ستقوم القوات الأوكرانية بحل القضايا على المستوى التكتيكي والعملي، على الأقل للتقدم وإعداد كل شيء لتحرير إقليم خيرسون.