لماذا لن تعيق معاداة لافروف للسامية الصداقة بين موسكو وتل أبيب؟

من المهم لأوكرانيا أن تعرف:

لماذا لن تعيق معاداة لافروف للسامية الصداقة بين موسكو وتل أبيب?

حول نظام التوجهات الإسرائيلي

إيغور سيميفولوس

مدير مركز دراسات الشرق الأوسط – اوكرانيا

ترجمة: د. سعيد سلّام

Директор Центру стратегічних досліджень Vision

7/5/2022

ادعاءات لافروف حول أصول هتلر اليهودية ومحاولات وزارة الخارجية الروسية اللاحقة جعلت الإسرائيليين يتساءلون عما إذا كانوا يفعلون الشيء الصحيح طوال هذا الوقت، يجلسون على السياج ويحاولون عدم إثارة غضب ديكتاتور موسكو. أين هو الحد الذي بعده سيكون مثل هذا السلوك مشابهًا ليس للحكمة وانما لمظهر من مظاهر الضعف؟

كما لاحظ بحق أحد زملائي العرب، بالنسبة لشعوب الشرق الأوسط، فإن الحرب الروسية الأوكرانية تجري في ثلاثة أبعاد:

  • الحرب نفسها، والتي يتابعون مجرياتها من القنوات الإعلامية؛  
  • المواجهة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، ومعظمها اقتصادية من خلال آليات العقوبات؛
  • الأمن العالمي، والذي يلعب فيه الناتو والولايات المتحدة دورًا رائدًا.

غالبًا ما يتم التعليق على البعد الأخير ومناقشته، وهو امر في الواقع ليس مفاجئًا، لأنه يؤثر على الجميع بشكل مباشر.

نظام الإحداثيات الإسرائيلي مختلف بعض الشيء. عندما أكتب “بعض الشيئ”، أعني انخراطًا ثقافيًا وتاريخيًا أكبر في سياق الحرب وردود الفعل المقابلة لها. العامل الأكثر وضوحًا هو المنحدرين من أصول أوكرانية في إسرائيل، الذين تمكنوا مؤخرًا من حشد الرأي العام الإسرائيلي لدعم أوكرانيا. يتجلى البعد الإنساني أيضًا في المشاركة المباشرة للمواطنين الإسرائيليين في الحرب إلى جانب أوكرانيا. وفقًا للحاخام الأكبر لأوكرانيا موشيه رؤوفين أسمان، يقاتل حوالي 200 مواطن إسرائيلي في القوات المسلحة الأوكرانية. خطاب ممثلة الشتات باللغة الأوكرانية خلال الاحتفالات بمناسبة يوم استقلال إسرائيل يظهر أيضًا التغيرات في تصورات الإسرائيليين حول الحرب في أوروبا الشرقية. تعمل إسرائيل بنشاط على استيعاب الأشخاص من المنطقة الذين يفرون إلى هذا البلد بسبب الحرب. إذا نظرت إلى عدد الوافدين الجدد، منذ بداية الحرب الشاملة، وصل 10000 أوكراني ممن لهم الحق في العودة إلى إسرائيل. في الوقت نفسه، جاء 7000 شخص من روسيا و 800 شخص من بيلاروسيا، ممن يحق لهم الحصول على جواز سفر إسرائيلي. وصل إجمالي 25 ألف أوكراني إلى إسرائيل من أوكرانيا منذ 24 فبراير.

كما تغير خطاب الحكومة الإسرائيلية بشكل كبير، من تثبيت التزامات تجاه الحلفاء الأمريكيين في بداية الحرب إلى التصريحات القاسية حول جرائم الحرب التي ارتكبها المحتلون الروس على الأراضي الأوكرانية. كان تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد في هذا الصدد أول ظهور علني لتغيير في الخطاب الإسرائيلي وأثار رد فعل عنيف من موسكو على غرار تصريحات تاس السوفيتية. تمثلت خطوة مهمة أخرى في تصويت إسرائيل الفعال في الجمعية العامة للأمم المتحدة على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. هذه الخطوة منطقية وتنبع من التزامات الحلفاء المذكورة أعلاه.

كذلك مشاركة ممثلين عن وزارة الدفاع الإسرائيلية في اجتماع بقاعدة رامشتاين الأمريكية في ألمانيا لبحث المساعدة العسكرية لأوكرانيا. كانت نتيجة هذا الاجتماع على الأرجح رفع الحظر عن توريد الأسلحة الإسرائيلية من دول البلطيق إلى أوكرانيا. على الأقل هكذا يمكن تفسير كلام وزيرة الخارجية الإستونية إيفا ماريا ليميتز. في الوقت نفسه، تم اتخاذ قرار لتزويد أوكرانيا بالدروع الواقية – السترات الواقية من الرصاص والخوذات حصريًا لعمليات الإنقاذ والخدمات المدنية الأخرى في أوكرانيا. وصل الأمر إلى أن موضوع إمدادات الأسلحة المحتملة لأوكرانيا لم يعد من المحرمات في مجتمع الخبراء الإسرائيلي. الحجج هنا واقعية في الغالب. يهتم المجمع الصناعي العسكري الإسرائيلي بالعقود الجديدة، ويسعى لأن يظل شريكًا موثوقًا به لعملائه الحاليين والمحتملين ولا يريد التخلف عن الركب. حتى الآن، لا أستطيع أن أقول إن هذه الحجج سمعت في أروقة السلطة، لكن الاتجاه صحيح بلا شك.

هل أثرت الفضيحة الأخيرة بتصريحات لافروف المعادية للسامية على موقف إسرائيل؟ أعتقد ذلك، لكن هذا لن يحدث مرة واحدة. يبدو أن الطرفين لم يتوقعا مثل هذا الحجم من الفضيحة وعواقبها. لن تفاجئ أي شخص بأفكار معادية للسامية وكذلك تآمرية للمؤسسة الروسية، لكن قبل ذلك، لم يتم التعبير عنها بوضوح، على الأقل بصوت عالٍ وعلى هذا المستوى. بشكل عام، فإن الأصل اليهودي لرئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي يخلق مشاكل كبيرة للدعاية الروسية. اود ان أٌذَكّر أنه في هذا السياق حاول الوزير الروسي شرح أطروحة الطبيعة “النازية” للحكومة الأوكرانية. بعد تلقي رد فعل غاضب من السلطات الإسرائيلية، لم يتراجع سكان موسكو عن الخطوة كما كان متوقعا، بل بدأوا في دحض لبيد. أخيرًا، بعد بيان علني من قبل كبير الحاخامات في روسيا، بيرل لازار، المقرب من بوتين، يُزعم أن الأخير قد اعتذر عن سلوك مرؤوسه خلال تهنئة رئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينيت بعيد الاستقلال. ألاحظ أن هذا لم يفعله لافروف. لأن حقيقة الاعتذار معروفة لنا من كلام بينيت وهو ليس علنيا، على عكس الادعاءات الأخرى، يشكك الكثيرون في ذلك. لكن على الأقل الآن تظاهرت الأطراف بأن الصراع قد انتهى.

المشكلة هنا، في رأيي، هي أنه بعد 24 فبراير، سقطت معظم روايات الدعاية الروسية، التي كان يُنظر إليها سابقًا إن لم يكن بهتافات، فبشكل إيجابي. بالنظر إلى حقيقة أن روسيا تواصل الانغماس في العصر القديم، حيث تشكل الأفكار المعادية للسامية جزءًا رئيسيا، فإن مثل هذه الفضائح ستزداد.

كما أن البعد الإقليمي للعلاقات الإسرائيلية الروسية يظل عنصرًا بالغ الأهمية يؤثر على عملية صنع القرار أو عدم اتخاذ القرار. اتخذت الزيارة الأخيرة لوفد من حماس إلى موسكو ألوانًا جديدة وسط التوترات في القدس الشرقية وسلسلة الهجمات الإرهابية في إسرائيل. تذكر العديد من الخبراء على الفور بيان وزارة الخارجية الروسية (* تم إضافة مضمون البيان من قبل المترجم في نهاية المقال) بشأن سياسة إسرائيل في الشرق الأوسط، وفسروه على أنه أحد عناصر تصعيد محتمل يتم ادارته داخل الدولة اليهودية وحولها. من الممكن أن تحاول موسكو بهذه الطريقة خلق مصدر جديد للصراع، والذي في ظل ظروف معينة سيجبر الولايات المتحدة على التحول إلى الشرق الأوسط.

في الوقت الحالي، يبدو مثل هذا السيناريو غير مرجح، لكن التوترات في المنطقة تتزايد باطراد. لا يزال الاتفاق النووي مع إيران مقوَّضًا، كما أن القرار الأخير الذي اتخذه الكونغرس الأمريكي بشأن عدم جواز إلغاء وضع الحرس الثوري الإسلامي (IRGC) كمنظمة إرهابية يخلق عقبات إضافية أمام التفاهم الأمريكي الإيراني. لكن الخبراء الإسرائيليين يقولون إنه ليس من المنطقي أن تتشاجر روسيا مع إسرائيل. وهذا يعني أنه طالما لم تحدث تغييرات كبيرة في سياسة تل أبيب تجاه روسيا، فلن يكون هناك توريد للسلاح الإسرائيلي، ولن تكون هناك عقوبات. حتى يظهر سبب للخلاف او يصبح واضحا للعيان.

*انتهى*

****************************************

* بيان وزارة الخارجية الروسية: روسيا تذكر وزير الخارجية الإسرائيلي بالفلسطينيين

قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد بشأن تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة “تثير الأسف والرفض”.

وجاء في البيان: “محاولة مبطنة بشكل سيئ للاستفادة من الوضع حول أوكرانيا لتحويل انتباه المجتمع الدولي عن أحد أقدم النزاعات التي لم تحل – الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.

 ويؤكد البيان أن “الحكومة الإسرائيلية تواصل احتلالها غير الشرعي وضمها الزاحف للأراضي الفلسطينية”. وأصبح قطاع غزة “سجنًا مفتوحًا”.

Залишити відповідь

Ваша e-mail адреса не оприлюднюватиметься. Обов’язкові поля позначені *