ماذا يجب أن تفعل روسيا بأوكرانيا؟
تيموفي سيرجيتسيف
المصدر : ريا نوفوستي 3/4/2022
ترجمة : د. سعيد سلام
Директор Центру стратегічних досліджень Vision
7/4/2022
توضيح من المترجم:
ما أنت على وشك قراءته هو ترجمة مباشرة لمقال كتبه مروج روسي و تم نشره على موقع وكالة الانباء الروسية – ريا نوفوستي. هذا حقيقة ما تريده روسيا.
بناءً على المصطلحات الواردة في المقال فان مؤلف المقال يفهم مصطلح “النازية في أوكرانيا” على أنه الهوية الوطنية للأوكرانيين كأمة منفصلة لها ثقافتها الخاصة ولغتها وتقاليدها وتاريخها المنفصل عن الروس.
يرجى القراءة والمشاركة حتى يتمكن كل شخص في العالم من القراءة عن الدعاية والمعلومات المزيفة التي يتم نشرها من قبل الاعلام الروسي.
أيضا، في نهاية المقال تم اضافة توضيح عن شخصية ستيبان بانديرا، عن عدة مصادر من ويكيبيديا، وذلك لفهم مضمون المقال.
المصدر على موقع ريا نوفوستي
www.ria.ru/20220403/ukraina-1781469605.html
بالعودة إلى أبريل من العام الماضي، كتبنا عن حتمية تقويض أوكرانيا. لسنا بحاجة الى أوكرانيا النازية، البانديرية، عدو روسيا وأداة الغرب لتدمير روسيا. اليوم، انتقلت قضية نزع النازية إلى المستوى العملي.
إن إزالة النازية أمر ضروري عندما يتم اخضاع جزء كبير من الناس – الأغلبية على الأرجح – وجذبهم إلى النظام النازي في سياساته. أي عندما لا تنجح فرضية “الناس طيبون – الحكومة سيئة”. الاعتراف بهذه الحقيقة هو أساس سياسة نزع النازية، كل إجراءاتها، والحقيقة نفسها هي موضوعها.
أوكرانيا في مثل هذا الوضع. لا ينبغي أن تكون حقيقة أن الناخب الأوكراني قد صوت لصالح “سلام بوروشنكو” و “سلام زيلينسكي” مضللة – فقد كان الأوكرانيون راضين تمامًا عن أقصر طريق للسلام من خلال الحرب الخاطفة، والتي ألمح إليها آخر رئيسين أوكرانيين بشفافية عندما تم انتخابهم. كانت طريقة “تهدئة” المناهضين للفاشية – من خلال الإرهاب الشامل – هي التي استخدمت في أوديسا، وخاركوف، ودنيبروبيتروفسك ، وماريوبول ، ومدن روسية أخرى. وهذا يناسب الرجل الأوكراني في الشارع. إن “إزالة النازية” هو مجموعة من الإجراءات فيما يتعلق السواد الاعظم من السكان، والتي من الناحية الفنية لا يمكن أن تخضع لعقوبة مباشرة كمجرمي حرب.
يجب تدمير أولئك النازيين، الذين حملوا السلاح، في ساحة المعركة، أكبر عدد ممكن منهم. يجب ألا تكون هناك تمييز كبير بين القوات المسلحة الأوكرانية وما يسمى الكتائب الوطنية، وكذلك الدفاع الإقليمي (الشعبي) الذي انضم إلى هذين النوعين من التشكيلات العسكرية. كلهم متورطون على قدم المساواة في القسوة الشديدة ضد السكان المدنيين، وهم مذنبون بنفس القدر بارتكاب الإبادة الجماعية ضد المواطنين الروسي، ولا يلتزمون بقوانين الحرب وأعرافها. يجب معاقبة مجرمي الحرب والنازيين النشطاء بشكل صارم بطريقة تقدم مثالًا. يجب أن يكون هناك مسح كامل. ثم تصفية وحظر أي منظمات ارتبطت بممارسة النازية. ومع ذلك، بالإضافة إلى القمة، فإن جزءًا كبيرًا من الجماهير مذنبون ايضا، هم نازيون سلبيون، ومتواطئون مع النازية. لقد دعموا القوة النازية وانغمسوا فيها. لا يمكن أن تكون العقوبة عادلة لهذا الجزء من السكان ممكنًا إلا من خلال تحمل المصاعب الحتمية لحرب عادلة ضد النظام النازي، يتم شنها بعناية وحكمة قدر الإمكان فيما يتعلق بالمدنيين. استمرار نزع النازية لهذه الكتلة السكانية يتمثل في إعادة التثقيف، والتي يتم تحقيقها من خلال الاضطهاد الإيديولوجي (قمع) للمواقف النازية والرقابة الصارمة: ليس فقط في المجال السياسي، ولكن أيضًا في مجال الثقافة والتعليم. من خلال الثقافة والتعليم خصوصا، تم إعداد وتنفيذ تحويل نازي جماعي عميق للسكان، مضمونًا بوعد بالفوائد من انتصار النظام النازي على روسيا، والدعاية النازية، والعنف الداخلي والإرهاب، بالإضافة إلى حرب الثمانية اعوام مع شعب الدونباس الذين تمردوا ضد النازية الأوكرانية.
لا يمكن تنفيذ عملية نزع النازية إلا من قبل الفائز، مما يعني: أولا: سيطرته المطلقة على عملية نزع النازية، وثانيا: السلطة، التي تسمح بضمان مثل هذه السيطرة. في هذا الصدد، لا يمكن للدولة التي يتم نزع انازية منها ان تكون ذات سيادة. الدولة النازعة للنازية – روسيا – لا يمكن أن تنطلق من نهج ليبرالي فيما يتعلق بنزع النازية. لا يمكن الطعن في أيديولوجية نزع النازية من قبل الطرف المذنب الخاضع لنزع النازية. إن اعتراف روسيا بالحاجة إلى نزع النازية في أوكرانيا يعني الاعتراف باستحالة سيناريو القرم بالنسبة لأوكرانيا ككل. ومع ذلك، كان هذا السيناريو مستحيلًا في عام 2014 وفي الدونباس المتمرد. فقط الثماني سنوات من مقاومة العنف والإرهاب النازي قادت إلى التماسك الداخلي والرفض الجماعي الواعي الواضح للحفاظ على أي وحدة واتصال مع أوكرانيا، التي عرّفت نفسها على أنها مجتمع نازي.
لا يمكن أن تقل فترة نزع النازية بأي حال من الأحوال عن جيل واحد، الذي يجب أن يولد وينمو ويبلغ النضج في ظل ظروف نزع النازية. استمر التحويل النازي لأوكرانيا أكثر من 30 عامًا، على الأقل بدءًا من عام 1989، عندما تلقت القومية الأوكرانية أشكالًا قانونية وشرعية من التعبير السياسي وقادت الحركة من أجل “الاستقلال”، متخذة المسار نحو النازية.
تكمن خصوصية أوكرانيا النازية الحديثة في انعدام الشكل (amorphous) والتناقض (ambivalence)، مما يجعل من الممكن إخفاء النازية على أنها رغبة في “الاستقلال” وطريق “أوروبي” (غربي، مؤيد لأمريكا) “للتنمية” (في الواقع – إلى التدهور)، للتأكيد على أنه في أوكرانيا “لا توجد نازية، فقط تجاوزات فردية خاصة”. بعد كل شيء، لا يوجد حزب نازي رئيسي، ولا فوهرر، ولا قوانين عنصرية كاملة (فقط نسختهم المبتورة في شكل قمع ضد اللغة الروسية). نتيجة لذلك، لا توجد معارضة ومقاومة للنظام.
ومع ذلك، فإن كل ما سبق لا يجعل النازية الأوكرانية “نسخة خفيفة” من النازية الألمانية خلال النصف الأول من القرن العشرين. على العكس من ذلك، نظرًا لأن النازية الأوكرانية خالية من الأطر والقيود “المتعارف عليها” (والتي هي في الأساس نتاج للتكنولوجيات السياسية)، فإنها تنتشر بحرية كأساس رئيسي لأي نازية – مثل العنصرية الأوروبية، وفي أكثر أشكالها تطورًا، الأمريكية. لذلك، لا يمكن تنفيذ عملية نزع النازية في حل وسط، على أساس صيغة مثل “الناتو – لا، الاتحاد الأوروبي – نعم”. الغرب الجماعي نفسه هو مصمم ومصدر وراعي النازية الأوكرانية، في حين أن كوادر بانديرا الغربية و “ذاكرتهم التاريخية” ليست سوى واحدة من أدوات التحول النازي لأوكرانيا. تحمل الأوكرونازية تهديدًا ليس أقل، بل أكبر للعالم وروسيا من تهديد النازية الألمانية بالنسخة الهتلرية.
يبدو أن اسم “أوكرانيا” لا يمكن الاحتفاظ به كعنوان لأي كيان دولة منزوعة النازية تمامًا في منطقة محررة من النظام النازي. يجب أن تنمو الجمهوريات الشعبية التي تم إنشاؤها حديثًا في الفضاء الخالي من النازية وستنمو بواسطة ممارسة الحكم الذاتي الاقتصادي والخدمات الاجتماعية، وإعادة بناء وتحديث أنظمة دعم الحياة للسكان.
في الواقع، لا يمكن أن تكون تطلعاتهم السياسية محايدة – فالتكفير عن الذنب أمام روسيا بسبب معاملتها كعدو لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الاعتماد على روسيا في عمليات إعادة البناء والإحياء والتنمية. يجب عدم السماح ب “خطط مارشال” لهذه المناطق. لا يمكن أن يكون هناك “حيادية” بالمعنى الأيديولوجي والعملي تتوافق مع نزع النازية. لا يمكن للكوادر والمنظمات التي تشكل أداة نزع النازية في الجمهوريات التي تم تجريدها من النازية مؤخرًا إلا الاعتماد على الدعم العسكري والتنظيمي المباشر لروسيا.
إن نزع النازية سيكون حتمًا أيضًا نزع للأكرنة (نزع الهوية القومية الاوكرانية – المترجم) رفضًا للتضخم المصطنع الواسع النطاق للمكوِّن العرقي للتعريف الذاتي الذي بدأته السلطات السوفيتية لسكان الأراضي التاريخية لروسيا الصغيرة (مالوروسيا) وروسيا الجديدة (نوفوروسيا). كونها أداة للسلطة الشيوعية العظمى، بعد سقوطها، لم تبقى المركزية العرقية المصطنعة بلا مالك. بصفته الوظيفية، فقد انتقل الى سلطة عظمى أخرى (السلطة العابرة للدول والتي تقف اعلى منها) – السلطة العظمى للغرب. يجب إعادته إلى حدوده الطبيعية وحرمانه من الوظيفة السياسية.
على عكس جورجيا ودول البلطيق، على سبيل المثال، فإن أوكرانيا، كما أظهر التاريخ، مستحيلة كدولة قومية، ومحاولات “بناء” دولة تؤدي بطبيعة الحال إلى النازية. الأوكرانية هي بناء مصطنع مناهض لروسيا ليس له محتوى حضاري خاص به، وهو عنصر ثانوي لحضارة دخيلة وغريبة. لن يكون تفكيك العنصر البانديري (عنصر Bandera) بحد ذاته كافيًا لإزالة النازية – عنصر بانديرا ليس سوى عنصر مؤدٍ وغطاء، وهو تمويه للمشروع الأوروبي لأوكرانيا النازية، وبالتالي فإن نزع النازية عن أوكرانيا يعني أيضًا انه لا مفر من الغاء النزعة الأوروبية.
يجب تصفية النخبة البانديرية، إعادة تأهيلها أمر مستحيل. يجب على “المستنقع” الاجتماعي، الذي دعمها بشكل فعال وسلبي من خلال الفعل واللافعل، أن ينجو من مصاعب الحرب وأن يستوعب التجربة كدرس تاريخي والتكفير عن ذنبه. أولئك الذين لم يدعموا النظام النازي، وعانوا منه ومن الحرب التي شنها في الدونباس، يجب توطيدهم وتنظيمهم، ويجب أن يصبحوا ركيزة النظام الجديد، عاموده وأفقه. تُظهر التجربة التاريخية أن مآسي ودراما زمن الحرب تفيد الشعوب التي أغراها دور العدو لروسيا واندفعت إليه.
يُفهم نزع النازية كهدف لعملية عسكرية خاصة في إطار هذه العملية نفسها على أنه انتصار عسكري على نظام كييف، وتحرير الأراضي من مؤيدي النازيين المسلحين، والقضاء على النازيين العنيدين، والقبض على مجرمي الحرب، وخلق شروط نظامية من أجل نزع النازية اللاحقة في وقت السلم.
يجب أن تبدأ الأخيرة، بدورها، بتنظيم الحكم الذاتي المحلي والشرطة وهيئات الدفاع، وتطهيرها من العناصر النازية، وإطلاق العمليات التأسيسية بناء عليها لتأسيس الدولة الجمهورية جديدة، ودمج هذه الدولة في تعاون وثيق مع روسيا. قسم نزع النازية عن أوكرانيا (يتم إنشاؤه حديثًا أو تحويله، على سبيل المثال، من التعاون الروسي)، مع اعتماد إطار تنظيمي جمهوري (تشريع) بشأن نزع النازية تحت السيطرة الروسية، وتحديد الحدود وإطار العمل للتطبيق المباشر للقانون الروسي والقضاء الروسي في الأراضي المحررة في مجال نزع النازية، وإنشاء محكمة للجرائم ضد الإنسانية في أوكرانيا السابقة. في هذا الصدد، يجب أن تعمل روسيا كوصي على محاكمات نورمبرغ.
كل ما سبق يعني أنه من أجل تحقيق أهداف نزع النازية، فإن دعم السكان ضروري، وانتقالهم إلى صف روسيا بعد التحرر من الإرهاب والعنف والضغط الأيديولوجي لنظام كييف، بعد اخراجه من العزلة المعلوماتية. بالطبع، سوف يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يتعافى الناس من صدمة الأعمال العسكرية، ليقتنعوا بنوايا روسيا طويلة المدى – “لن يتم التخلي عنهم”. من المستحيل أن نتنبأ مسبقًا بأية أقاليم ستشكل مثل هذه الكتلة السكانية الأغلبية المطلوبة. من غير المحتمل أن تصبح “المقاطعة الكاثوليكية” (أوكرانيا الغربية كجزء من خمس مناطق) جزءًا من الأراضي الموالية لروسيا. ومع ذلك، سيتم العثور على الخط الفاصل تجريبيًا. وستظل معادية لروسيا، لكنها ستظل أوكرانيا محايدة بالقوة ومنزوعة السلاح مع النازية المحظورة بشكل صوري. كارهو روسيا سيذهبون إلى هناك. التهديد بالاستمرار الفوري للعملية العسكرية يجب أن يشكل ضمان الحفاظ على أوكرانيا المتبقية في دولة محايدة، في حالة عدم الامتثال للمتطلبات المدرجة. ربما يتطلب ذلك وجودًا عسكريًا روسيًا دائمًا على أراضيها. من الخط الفاصل إلى الحدود الروسية، ستكون هناك منطقة اندماج محتمل في الحضارة الروسية، وهي معادية للفاشية بطبيعتها الداخلية.
إن عملية نزع النازية من أوكرانيا، التي بدأت بمرحلة عسكرية، ستتبع في زمن السلم نفس منطق المراحل مثل العملية العسكرية. في كل منها، سيكون من الضروري إجراء تغييرات لا رجعة فيها، والتي ستصبح نتائج المرحلة المعينة. في هذه الحالة، يمكن تحديد الخطوات الأولية اللازمة لإزالة النازية على النحو التالي:
• تصفية التشكيلات النازية المسلحة (التي تعني أي تشكيلات مسلحة لأوكرانيا، بما في ذلك القوات المسلحة لأوكرانيا)، فضلاً عن البنية التحتية العسكرية والإعلامية والتعليمية التي تضمن نشاطها؛
• تشكيل هيئات الحكم الذاتي الشعبية والشرطة (الدفاع وإنفاذ القانون) للأراضي المحررة، التي تقوم بحماية السكان من رعب الجماعات النازية السرية؛
• اطلاق فضاء المعلومات الروسي.
• سحب المواد التعليمية وحظر البرامج التعليمية على جميع المستويات التي تحتوي على مبادئ توجيهية أيديولوجية نازية.
• إجراءات تحقيق جماعية لتحديد المسؤولية الشخصية عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وانتشار الأيديولوجية النازية ودعم النظام النازي؛
• التطهير، ونشر أسماء المتواطئين مع النظام النازي، وإشراكهم في اعمال السخرة لإصلاح البنية التحتية المدمرة كعقوبة على الأنشطة النازية (من بين أولئك الذين لن يتعرضوا لعقوبة الإعدام أو السجن)؛
• اعتماد أفعال معيارية أولية لإزالة النازية “من القاعدة” على المستوى المحلي تحت إشراف روسيا، وحظر جميع أنواع وأشكال إحياء الأيديولوجية النازية؛
• إقامة نصب تذكارية، وعلامات تذكارية، وإقامة نصب تذكارية لضحايا النازية الأوكرانية، تخليدًا لذكرى أبطال النضال ضدها؛
• إدراج مجموعة من القواعد المناهضة للفاشية ونزع النازية في دساتير الجمهوريات الشعبية الجديدة؛
• إنشاء هيئات نزع نازية فاعلة بشكل دائم لمدة 25 سنة.
لن يكون لروسيا حلفاء في تقويض أوكرانيا. لأن هذا عمل روسي بحت. وأيضًا لأنه لن يتم القضاء فقط على نسخة بانديرا من أوكرانيا النازية، ولكن بما في ذلك، وقبل كل شيء، الشمولية الغربية، والبرامج المفروضة للتدهور الحضاري والتفكك، وآليات إخضاع السلطة العظمى للغرب والولايات المتحدة.
من أجل وضع خطة نزع النازية عن أوكرانيا موضع التنفيذ، سيتعين على روسيا نفسها أن تنفصل أخيرًا عن الأوهام المؤيدة لأوروبا والموالية للغرب، وأن تدرك نفسها على أنها المثال الأخير لحماية والحفاظ على قيم أوروبا التاريخية (العالم القديم)، التي تستحقها والتي تخلى عنها الغرب في نهاية المطاف، عندما خسر القتال من أجل نفسه. استمر هذا النضال طوال القرن العشرين وتم التعبير عنه في الحرب العالمية والثورة الروسية، المرتبطين ارتباطًا وثيقًا ببعضهما البعض.
بذلت روسيا كل ما في وسعها لإنقاذ الغرب في القرن العشرين. نفذت المشروع الغربي الرئيسي، وهو بديل للرأسمالية، والذي انتصر على الدول القومية – مشروع اشتراكي، أحمر. لقد سحقت النازية الألمانية، النسل الوحشي لأزمة الحضارة الغربية. كان آخر عمل من أعمال الإيثار الروسي هو يد الصداقة الممدودة من روسيا، والتي تلقت بسببها روسيا ضربة مروعة في التسعينيات.
كل ما فعلته روسيا للغرب، فعلته على حسابها الخاص، من خلال تقديم أكبر التضحيات. رفض الغرب في النهاية كل هذه التضحيات، وقلل من قيمة مساهمة روسيا في حل الأزمة الغربية، وقرر الانتقام من روسيا للمساعدة التي قدمتها بدون مقابل. بعد هذا، ستمضي روسيا في طريقها الخاص، دون القلق بشأن مصير الغرب، معتمدة على جزء آخر من تراثها – القيادة في العملية العالمية لإنهاء الاستعمار.
وفي إطار هذه العملية، تتمتع روسيا بإمكانية كبيرة للشراكات والتحالفات مع الدول التي قمعها الغرب لعدة قرون والتي لن تضع نيرها مرة أخرى. لولا التضحية والنضال الروسي، لما تحررت هذه البلدان. إن نزع النازية عن أوكرانيا هو في الوقت نفسه إنهاء لاستعمارها، والذي سيتعين على سكان أوكرانيا فهمه عندما يبدأون في تحرير أنفسهم من الثمل والإغراء والتبعية لما يسمى بالخيار الأوروبي.
انتهى!
***********
معلومات إضافية:
ستيبان أندريفيتش بانديرا : ولد في 1 يناير 1909، ستاري أورينيف، الآن منطقة كالوش، منطقة إيفانو فرانكيفسك، أوكرانيا (حينها مملكة غاليسيا ولودوميريا – التابعة للإمبراطورية النمساوية المجرية) – توفي في 15 أكتوبر 1959، ميونيخ، بافاريا، ألمانيا – سياسي أوكراني، أحد الأيديولوجيين البارزين ومنظري الحركة القومية الأوكرانية من القرن العشرين، بعد انقسام منظمة القوميين الأوكرانيين – رئيسا للحركة القومية الاوكرانية – الثورية.
كشخصية نشطة في المنظمة الأوكرانية العسكرية والحركة القومية الأوكرانية، يعتبر قانونيا مقاتل من أجل استقلال أوكرانيا في القرن العشرين.
كان ستيبان بانديرا وياروسلاف ستيتسكو واضعي قانون استعادة الدولة الأوكرانية في 30 يونيو 1941.
في 5 يوليو 1941، تم وضع بانديرا تحت الإقامة الجبرية من قبل القوات الألمانية النازية، وفي 15 سبتمبر 1941، تم وضعه في سجن وسط برلين. من بداية عام 1942 إلى أغسطس 1944 كان في معسكر اعتقال زاكسينهاوزن في ملجأ زيلنباو في ظروف مريحة نسبيًا.
في سبتمبر 1944، تم إطلاق سراحه وعرض عليه المشاركة في قيادة الحركة المسلحة المناهضة للسوفييت في الجزء الخلفي من الجيش الأحمر، لكن بانديرا رفض العرض ورفض التعاون.
في أبريل 1944، ناقش س. بانديرا وياروسلاف ستيتسكو مهمة الأنشطة التخريبية ضد الاتحاد السوفيتي مع رئيس العمليات السرية للفيرماخت، أوتو سكورزيني. ممثلو الحركة القومية الأوكرانية – الثورية وجيش المتمردين الاوكراني، الذي شكلته الحركة القومية الأوكرانية – الثورية، في هذا الوقت تفاوضوا واستمروا في التعاون مع الألمان، على الرغم من أن وحدات جيش المتمردين الاوكراني الأخرى كانت لا تزال تحارب القوات النازية في عام 1944.
سمحت الحكومة السوفيتية لجهاز المخابرات السوفييتي ـ KGB باغتيال ستيبان بانديرا في ميونيخ بألمانيا. قام بذلك العميل السوفيتي بوهدان ستاشينسكي في 15 أكتوبر 1959.
تقييم ستيبان بانديرا متناقض للغاية. بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، أصبح اسمه رمزًا للنضال من أجل استقلال أوكرانيا بالنسبة للعديد من الأوكرانيين. وعلى العكس من ذلك، فإن العديد من سكان بولندا وروسيا ينظرون اليه بسلبية للغاية، متهمين إياه بالفاشية والإرهاب والقومية الراديكالية، والتي تجلت في اغتيال لزعماء مختلفين مع الحركة القومية الاوكرانية – الثورية من التيارات القومية الأوكرانية الاخرى، والتعاون مع الاعداء.
أصبح تعريف “بانديريين”، المشتق من اسمه، شائعًا وقابل للتطبيق على جميع القوميين الأوكرانيين، بغض النظر عن موقفهم من بانديرا.
المصدر : عن عدة مصادر من ويكيبيديا (العربية – الأوكرانية – الروسية)