محللون يكشفون أسباب الهجوم الروسي على خاركيف

أسباب الهجوم الروسي على خاركيف

محللون يكشفون أسباب الهجوم الروسي على خاركيف

تعليق مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية لـ “Ерем Новини

23\9\2024

على بُعد 18 ميلاً من الحدود مع مقاطعة بيلغورود الروسية، ما زالت ثاني أكبر المدن الأوكرانية “خاركيف” تعاني من هجمات الدب الروسي العنيفة، إذ شهدت خلال الساعات الماضية العديد من الضربات الصاروخية الروسية، وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات.

ورداً على هذه الهجمات، لجأ الرئيس الأوكراني فولوديمير Зеленський إلى وسائل التواصل الاجتماعي لإدانة العدوان، وكرر نداءه للحلفاء الغربيين لتعزيز الدعم العسكري، مشددًا على حاجة بلاده إلى قدرات دفاعية شاملة بعيدة المدى لمواجهة الهجمات الروسية بشكل أكثر فعالية.

ومع تكرار هذه الضربات على خاركيف، بدأت التساؤلات تدور في أذهان الكثير من المراقبين السياسيين حول أسباب هذه الهجمات الروسية على خاركيف، وتداعياتها على مسار العملية العسكرية، ومدى قدرة القوات الأوكرانية على مواجهة التحركات الروسية نحو العاصمة كييف، وغيرها من التساؤلات التي عرضتها “إرم نيوز” على الخبراء.

أهداف روسيا الاستراتيجية

وبحسب الخبراء، فإن لروسيا العديد من الأهداف الاستراتيجية التي لن تتحقق إلا من خلال بوابة “خاركيف”، كقطع الإمدادات العسكرية عن القوات الأوكرانية ومنع الضربات الصاروخية على منطقة “بيلغورود” الروسية، بالإضافة إلى تشكيل صفوف جديدة من المحاربين تحت مسمى “كراكن”، وهي جبهة جديدة في خاركيف.

وقال آصف ملحم، مدير مركز “جي إم سي” للأبحاث والدراسات في موسكو، إن مقاطعة خاركيف لها أهمية كبيرة من عدة زوايا، أبرزها أنها مصدر دائم للقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ التي تُطلق على مدينة “بيلغورود” القريبة من الحدود، لذلك تحاول القوات الروسية السيطرة على هذه المقاطعة وإبعاد القوات الأوكرانية الموجودة في تلك المنطقة ومنعها من قصف مدينة “بيلغورود” الروسية.

وأكد ملحم لـ”إرم نيوز” أن خاركيف تعتبر نقطة وصل لوجستية مهمة جدًا، إذ تربط المدينة طريقين، الأول يتجه نحو “بولتافا” ثم إلى كييف، والثاني يصل إلى “دنيبرو” ثم “زاباروجيا”. وإن تم قطع هذه الطرق، ستُمنع الإمدادات العسكرية عن القوات الأوكرانية في الجبهة الشرقية، وتحديدًا محور “كوبيانسك”، وكذلك الجبهة الجنوبية في زاباروجيا، مما يكسب خاركيف أهمية استراتيجية كنقطة وصل.

وأشار ملحم إلى أن النقطة الثالثة تتعلق بالحركة الأزوفية أو ما يسمى بالنازيين الجدد، إذ أعاد فوج “أزوف” صفوفه تحت مسمى “كراكن” لبناء جبهة النازيين الجدد في خاركيف، مما يجعل السيطرة على هذه المدينة أمرًا ذا أهمية بالغة لروسيا.

وأوضح ملحم أن روسيا عازمة على المضي قدمًا في عمليتها العسكرية، ولا ترى طريقًا للرجعة، مؤكدًا أن موسكو ستستمر بالضغط على أوكرانيا لإجبار الغرب على الجلوس إلى طاولة المفاوضات حول مجمل العلاقات الدولية. وتعتبر روسيا الحرب الحالية أحد أهم عناصر بناء النظام العالمي الجديد القائم على التعددية القطبية، بينما يسعى الغرب إلى استنزاف روسيا وإضعافها قدر الإمكان.

خاركيف.. أهمية استراتيجية ورمزية

في ذات السياق، قال سعيد سلّام، مدير مركز “فيجن” للدراسات الاستراتيجية في كييف، إن مقاطعة خاركيف تعتبر من أهم المدن الأوكرانية، إذ إنها ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا بعد كييف، وكان عدد سكانها قبل الغزو الروسي أكثر من مليون نسمة، وحاليًا يُقدّر بحوالي 300 ألف نسمة.

وأضاف: تعد المدينة مركزًا صناعيًا رئيسًا، وتحتوي على شبكة مواصلات متطورة تشمل السكك الحديدية والطرق السريعة التي تربطها بكييف ومدن أخرى، مما يجعلها نقطة استراتيجية مهمة للقوات الروسية، إذ يمكنها استغلالها كخطوط إمداد لوجستية لقواتها في الدونباس. كما أن السيطرة عليها ستساعد روسيا في قطع بعض طرق الإمدادات اللوجستية الأوكرانية.

وأشار سلّام إلى أن السيطرة على خاركيف ستكون بمثابة انتصار رمزي كبير لروسيا، مما يعزز موقفها في الحرب، ويزيد الضغط على القيادة الأوكرانية للجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وأكد أن تقدم القوات الروسية نحو العاصمة كييف عبر بوابة خاركيف أمر صعب للغاية، إذ تبلغ المسافة بين خاركيف وكييف حوالي 480 كيلومترًا، مما يتطلب جهودًا لوجستية كبيرة. كما أن المقاومة الأوكرانية الشديدة ستعيق أي تقدم نحو العاصمة، خاصة بعد صد القوات الأوكرانية لهجوم روسي في شهر مايو الماضي.

واختتم سلّام حديثه بالقول إن تعزيز الدفاعات الأوكرانية وزيادة الدعم العسكري من الحلفاء الغربيين، بما في ذلك الذخيرة والأسلحة المتطورة، قد يُساهم في وقف الغزو الروسي وإجبار موسكو على التفاوض.

Залишити відповідь

Ваша e-mail адреса не оприлюднюватиметься. Обов’язкові поля позначені *