Європа вітає, Вашингтон озброює... Наскільки серйозним є припинення вогню в російсько-українській війні?
عبد الهادي كامل – موقع “Arm News” – الامارات العربية المتحدة
16\3\2025
وسط تصاعد الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في Україна، أبدت الدول الأوروبية ترحيبًا حذرًا بمبادرة وقف إطلاق النار، في حين قررت استئناف مساعداتها العسكرية لكييف، ما يعكس استمرار الانقسام بين الحلفاء الغربيين بشأن كيفية التعامل مع موسكو، ومدى جدية إنهاء الحرب.
قرار США جاء بعد تفاهمات مع أوكرانيا خلال مباحثات جدة، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، في بيان رسمي، عن استئناف شحنات الأسلحة والمعدات الدفاعية لدعم كييف في مواجهة الهجمات الروسية.
تباين في المواقف
وفي المقابل، أكد مسؤولون أوروبيون، بمن فيهم الممثل الأعلى لـ اЗа Європейський Союз للشؤون الخارجية، جوزيب بوريل، أن الهدنة تمثل فرصة لخفض التصعيد، لكنها بحاجة إلى ضمانات حقيقية من جميع الأطراف.
هذا التباين في المواقف يطرح تساؤلات حول مدى واقعية المفاوضات، وما إذا كانت هذه التطورات مقدمة لعملية سلام حقيقية أم مجرد استراحة مؤقتة قبل موجة جديدة من التصعيد العسكري.
وأكد خبراء، أن أوروبا تسعى لتحقيق الاستقرار في أوكرانيا، لكن هناك تباينات داخل الاتحاد الأوروبي بشأن التعامل مع Росія، وأن استئناف واشنطن للمساعدات العسكرية يعزز موقف كييف، لكنه قد يدفع موسكو إلى التصعيد ورفض وقف إطلاق النار.
وأشاروا، إلى أن الشروط الروسية غير مقبولة دوليًا، ما يعقّد جهود التسوية، وأن السيناريو الأرجح هو تصعيد عسكري روسي، بينما تبقى فرص التفاوض مرهونة باستعداد موسكو لتقديم تنازلات حقيقية.
وأوضحوا أن الخطة الأمريكية لوقف إطلاق النار في أوكرانيا فُرضت على كييف وأوروبا، وتختلف عن المقترح الأوروبي الذي كان يقتصر على هدنة جوية وبحرية.
Що відомо про мирний план для України і як можуть розвиватися події?
أوروبا ومساعي تحقيق الاستقرار
وأكد доктор Саїд Саллам, директор Vision Center for Strategic Studies، أن أوروبا تسعى إلى تحقيق الاستقرار، لا سيما على حدودها الشرقية ممثلة بأوكرانيا، إذ يشكل استمرار الحرب الروسية تهديدًا مباشرًا للأمن الأوروبي.
وأوضح في تصريح لـ”إرم نيوز”، أن الترحيب بمبادرة وقف إطلاق النار الشامل في أوكرانيا يعكس رغبة أوروبية في خفض التصعيد وفتح المجال للحلول الدبلوماسية، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى وجود تباينات داخل الاتحاد الأوروبي بشأن كيفية التعامل مع روسيا.
وأضاف أن بعض الدول، مثل المجر وسلوفاكيا، تميل إلى الحوار مع موسكو، في حين تتبنى دول أخرى موقفًا أكثر صرامة، معتبرة أن النظام الروسي يمثل تهديدًا عسكريًا وأمنيًا واستراتيجيًا بسبب سياساته التوسعية وخطابه الإعلامي التصعيدي، ما يتطلب استعدادًا أوروبيًا قويًا لمواجهته.
المساعدات العسكرية الأمريكية
وأشار سلّام إلى أن قرار واشنطن استئناف المساعدات العسكرية لأوكرانيا جاء بعد تفاهمات تم التوصل إليها خلال مباحثات جدة، معتبرًا ذلك نجاحًا للمفاوض الأوكراني، وأوضح أن هذه المساعدات تعزز قدرة أوكرانيا على مواصلة التصدي للعدوان الروسي بفاعلية، كما تدعم موقفها في أي مفاوضات مستقبلية.
ولفت إلى أن الكرملين قد يرى في هذه الخطوة تصعيدًا يبرر رفضه لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن موسكو لم تتراجع عن أهدافها المعلنة، والتي تشمل السيطرة على معظم الأراضي الأوكرانية أو فرض حكومة موالية لها، كما أن شروطها التفاوضية، مثل الاعتراف بالمناطق التي ضمتها كجزء من روسيا، مرفوضة دوليًا.
تعقيدات التسوية السياسية
وشدد سلّام على أن أوكرانيا تصرّ على استعادة سيادتها الكاملة على حدودها المعترف بها دوليًا، وهو ما يجعل التوصل إلى تسوية سلمية أمرًا معقدًا.
وأوضح أن الولايات المتحدة وأوروبا تلعبان دورًا محوريًا في الضغط على روسيا، لكن نجاح المفاوضات مرهون باستعداد موسكو لوقف الغزو، والتخلي عن هدف السيطرة الكاملة على أوكرانيا.
سيناريوهات مستقبلية للصراع
واستعرض سلّام السيناريوهات المحتملة للأزمة، معتبرًا أن السيناريو الأكثر ترجيحًا هو رفض روسيا لمبادرة وقف إطلاق النار وتصعيدها للعمليات العسكرية. أما السيناريو الأقل احتمالًا فهو موافقة موسكو على الهدنة، ما قد يفتح الباب لمفاوضات واسعة بتدخل دولي مكثف.
وخلص سلّام إلى أن المفاوضات لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا تواجه تحديات كبيرة، لكنها قد تحقق تقدمًا إذا استُغلت الديناميكيات الدولية بفاعلية. ويبقى السؤال الأهم: إلى أي مدى ستكون الأطراف خاصة روسيا، مستعدة لتقديم تنازلات حقيقية من أجل السلام في أوروبا؟
خلاف أمريكي-أوروبي بشأن الهدنة
Зі свого боку він сказав د. محمود الأفندي، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن الترحيب الأوروبي بمبادرة وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا جاء نتيجة ضغوط أمريكية، وأن الخطة الأمريكية لوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا فُرضت على كييف وأوروبا، ما يعكس أن أوكرانيا ليست صاحبة قرار مستقل، بل تنفّذ الأوامر الأمريكية.
وأوضح الأفندي، في تصريح لـ”إرم نيوز”، أن المقترح الأمريكي يختلف عن الخطة الأوروبية التي كانت تقتصر على هدنة جوية وبحرية، بينما تصر واشنطن على وقف شامل لإطلاق النار، يشمل الجبهات القتالية جميعها، وهو ما لا يخدم المصالح الأوروبية.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة هددت أوكرانيا بوقف إمدادات الأسلحة والمساعدات إذا لم تقبل بالخطة، لكنها سرعان ما رفعت الحظر بعد موافقة الوفد الأوكراني، ومع ذلك فإن روسيا تواصل تحقيق تقدم ميداني، بغض النظر عن وجود السلاح الأمريكي من عدمه.
استعراض إعلامي
ويرى الأفندي أن الترحيب الأوروبي بالهدنة ليس أكثر من استعراض إعلامي، لأن الدول الأوروبية لم تكن تسعى إلى وقف شامل لإطلاق النار، وأوضح أنه في ظل تحقيق روسيا مكاسب عسكرية على الأرض، فمن غير المرجح أن توافق موسكو على هدنة لا تخدم مصالحها.
وأضاف أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف من المتوقع أن يصل إلى موسكو خلال ساعات، حاملًا رسائل من الرئيس دونالد ترامب، ومن المحتمل أن تطرح روسيا شروطها للهدنة، مثل آلية مراقبتها، والجهات المشرفة عليها، وضمانات بعدم قيام أوكرانيا بأعمال استفزازية.
شروط موسكو وتحديات التفاوض
وأكد الأفندي أن الهدنة قد تكون مجرد مناورة سياسية ما لم يتم التوصل إلى تفاهمات حقيقية، مشيرًا إلى أن تطبيقها فعليًا يتوقف على قبول ترامب بشروط موسكو، والتي تشمل التزام أوكرانيا بالحياد وعدم الانضمام إلى الناتو، وربما تقديم تنازلات إقليمية.
وخلص الأفندي إلى أن نجاح الهدنة يعتمد على مدى استعداد أوكرانيا والولايات المتحدة لتقديم تنازلات جوهرية، وأن رد ترامب على المطالب الروسية سيحدد ما إذا كان هناك أفق حقيقي لإنهاء الحرب أم أن الصراع سيستمر دون تغيير في مساره.