Україна і Молдова – між продовженням і ескалацією війни і шляхом до миру
محمد العروقي – رئيس تحرير موقع أوكرانيا اليوم
19/3/2024
تسارعت في الآونة الأخيرة الأحاديث و الإشاعات حول ميول أوكرانيا لمفاوضات سلام مع روسيا، وذلك بسبب ضغوط غربية تمارس على أوكرانيا، و كذلك بسبب خفض الدعم الغربي لأوكرانيا، وعدم تحقيق أوكرانيا انجازات ملموسة على الارض وخاصة بعد الهجوم المضاد الاخير، هذه الاخبار يقابلها اشتداد المعارك على ارض الجبهات المختلفة، و تنفيذ أوكرانيا لعمليات نوعية في العمق الروسي، ومابين هذا وذاك يمكن إستدراك الآتي:
- مساعي أوكرانيا للسلام ما هي إلا فرقعات اعلامية روسية تغذي بها وسائل الإعلام من أجل عمل خلخلة في الجبهة الداخلية الأوكرانية، و استفادت بذلك من اختلاف وجهات النظر بين القادة الغربيين في اسلوب دعم أوكرانيا.
- الغرب لم يفكر بترك أوكرانيا دون دعم، و الدليل على ذلك تصريحات ماكرون القوية الاخيرة بإمكانية ارسال قوات لأوكرانيا، و المحاولات القوية لإقناع المستشار الالماني بدعم أوكرانيا بصواريخ “توروس” رغم رفضه، و صرف مساعدة أمريكية بمقدار 400 مليون دولار، و مواصلة بريطانيا وكندا دعم و تدريب الجنود الاوكرانيين، إذاً مازال الدعم الغربي متواصل، و هناك الامين العام للناتو يواصل حثه ومناشداته للقادة الغربيين بمواصلة هذا الدعم، و لو كان عكس ذلك لما تم المطالبة بعقد قمة ثلاثية بين قادة فرنسا و ألمانيا و بريطانيا من اجل مواصلة دعم أوكرانيا.
- علينا ألّا نتجاهل تحول روسيا للإقتصاد العسكري، و مخاوف في تقارير المخابرات الغربية، و خاصة الألمانية، من تمكن روسيا من مهاجمة دول ضمن الناتو (دول البلطيق – بولندا – فلندا)، وهذا يبدد أي فرصة بالمستقبل القريب بالسلام، وخاصة لعدم ثقة قادة الغرب بالرئيس الروسي بوتين.
- الضربات الأوكرانية المؤثرة للخطوط الخلفية الروسية، و التي تمثلت بالحد من قدرات اسطول البحر الاسود، وضرب مصادر تكرير النفط الروسي، الذي اثر على 12% من الناتج المحلي بروسيا، كذلك قصف مناطق وقواعد عسكرية روسية تشكل تهديدا لأوكرانيا، كل هذا يدلل ان لدى الجيش الأوكراني الإمكانيات لمواصلة المعركة و بإستخدام اساليب تقنية و تكنولوجية جديدة سيكون لها دور مؤثر.
مما سبق نجد أن ميول أوكرانيا للسلام و ضرورة الموافقة على الشروط الروسية بالتنازل عن بعض أراضيها ما هي إلّا دعاية روسية تروجها للإعلام و يقوم بعض قادة الإتحاد الاوروبي المواليين لبوتين بترويجها، مثل فيكتور اوربان رئيس وزراء المجر.
اي بالمحصلة ليس هناك نوايا غربية بوقف الدعم لأوكرانيا، بل تحاول روسيا التأثير على “قمة السلام العالمية” المزمع عقدها في سويسرا لدعم خطة السلام الأوكرانية.
لذلك من المستبعد ان تنتهي الحرب هذا العام أو ترضخ أوكرانيا للشروط الروسية .
مولدوفا و المستقبل الغامض
الملف المولدوفي لا يقل سخونة عن الملف الأوكراني، و خاصة بعد التحول السريع في البلاد و تسلم السلطات لرئيس موال للغرب “مايا ساندو”، ومع بداية الحرب اعلنت مولدوفا موقفها بكل شفافية بالاصطفاف لجانب أوكرانيا، رغم وجود إقليم انفصالي موالي لروسيا “ترانستيريا”، هذا الإقليم، الذي أعلن انفصاله بعد حرب أهلية عام 1992، توجد به ما يسمى بـ “قوات حفظ السلام الروسية”، و هو بالقرب من مدينة أوديسا الاوكرانية، وهذا يشكل هاجس في أحلام بوتين، الذي تقول بعض التقارير بأنه يرغب في إحتلال أوديسا لتكون طريقه الى إقليم”ترانستيريا”، وبذلك تكتمل دولة “نوفوروسيا” المزعومة، وهي شرق و جنوب أوكرانيا بالإضافة للإقليم المولدوفي. وزادت تلك المخاوف بعد اجتماع برلمان “ترانستيريا” وطلبه من بوتين رعاية الدولة الروسية لهم، و هذا يذكرنا بسيناريوهات ضم بعض المناطق في أوكرانيا (دونيتسك – لوغانسك)، كذلك التصعيد من طرف سلطات الإقليم الإنفصالي، و الذي كان آخره الاخبار التي تحدثت عن قصف طائرة مسيرة أوكرانية لهذا الإقليم، رغم نفي السلطات المولدوفية الرسمية ذلك، كل هذا يحمل مؤشرات خطيرة بسهولة انتقال المعارك للأراضي المولدوفية مما سيفتح جبهة استنزاف جديدة.