Д. Сказав Салам
22/6/2022
قام الاسبوع الماضي الرئيس الفرنسي، والمستشار الألماني، ورئيس وزراء إيطاليا مع رئيس رومانيا بزيارة أوكرانيا، وكل لحظة من هذه الزيارة التي اعتبرها الكثيرون في العاصمة الأوكرانية تاريخية، كانت مليئة بالرمزية. صفارات إنذار الغارات الجوية على العاصمة الأوكرانية، رحلة إلى بلدة إيربين، التي دمرتها القوات الروسية، كلمات تضامن.
لكن ما الذي يمكن أن يقدمه القادة الأوروبيون للأوكرانيين حقًا؟
هل هناك فرصة لإنهاء هذه الحرب وهل يمكن للقادة الأوروبيين مساعدة الرئيس الأوكراني في ذلك؟
عشية الزيارة، كان لدى المحللين والخبراء الأوكرانيين خوف، ولدى المحللين والخبراء الأوروبيين أمل، أن القادة الأوروبيين سيشرحون لفلاديمير زيلينسكي: أنت بحاجة إلى التحدث مع فلاديمير بوتين حول “النهاية الحقيقية للحرب”، وليس “الحلم بشأن تحرير الأراضي” التي تحتلها روسيا.
لكن الحقيقة هي أن بوتين لن يتحدث إلى أي شخص، لكنه سيعمل على احتلال أوكرانيا منطقة تلو الأخرى، ومدينة تلو الأخرى – طالما أن دولته لديها الامكانية والقوة للقيام بذلك. حيث أن الرئيس الروسي والدائرة السياسية حوله يتحدثون أقل فأقل عن “العملية الخاصة” والمساعدة لـ “جمهوريات دونباس الشعبية”، ولكن يتحدثون أكثر فأكثر عن “استعادة الأراضي”.
هذا بالضبط ما كان يتحدث عنه بوتين نفسه عندما قارن عصره التاريخي بعصر بطرس الأول. ولهذا لم يكن بحاجة إلى إلقاء اللوم على الناتو أو التحدث عن “النازيين الأوكرانيين”. ويتحدث نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف عن زيادة الأراضي على وجه التحديد عندما حذر من أنه في غضون عامين قد لا تكون هناك أي أوكرانيا على الخريطة السياسية للعالم. لاحظ، لا شيء – لا مؤيد لروسيا ولا معاديًا لروسيا. كل ما في الأمر أنه لا ينبغي أن توجد أوكرانيا. بالإضافة إلى عدم وجود بيلاروسيا أو عدم وجود كازاخستان، لم يكن من المعتاد أبدًا التحدث بجدية عن سيادة الجمهوريات السوفيتية السابقة في الكرملين.
الخيارات امام أوروبا:
- فرض عقوبات جديدة على روسيا، وبالتالي يحكمون على أنفسهم بمصاعب اقتصادية جديدة، وتزويد أوكرانيا بأسلحة جديدة لمساعدتها على إخراج الروس من أي أرض تم احتلالها.
- عدم فرض عقوبات جديدة والامتناع عن تزويد أوكرانيا بإمدادات عسكرية جديدة، مما سيؤدي الى ارتكاب روسيا لمجازر أخرى، شبيهة بمجازر بوتشا وإربين، تاركة وراءها جبالًا جديدة من الجثث وآثارًا أخرى لفظائعها، وحينها سيطالب الرأي العام الأوروبي من قادتهم مرة أخرى فرض عقوبات جديدة وارسال أسلحة جديدة لأوكرانيا.
لا يوجد خيارات أخرى حتى الان في المدى المنظور، لذلك، ربما يجب مساعدة الأوكرانيين دون انتظار بوتشات جديدة؟