الشعب الفلسطيني ثلاثون مليونا في عام 2044
Набіль ас-Сахлі - палестинський письменник
27\11\2024
توضحت أهداف Ізраїль الحقيقية خلال عدوانها المستمر على палестинський народ منذ تشرين الأول/أكتوبر من العام المنصرم 2023، ويكمن الهدف الجوهري في طرد ما تبقى منهم الى خارج Палестина وجذب مزيد من المهاجرين اليهود في قارات العالم وإحلالهم مكان أهل الوطن الفلسطيني الحقيقيين، ونقصد الشعب الفلسطيني. ويعتبر ذلك بمثابة الهندسة الديموغرافية لإسرائيل التي تحاول تحقيقها بقوة المجازر وعمليات الإبادة الجماعية المستمرة والممتدة. ومع استمرار عمليات الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني. وفي شكل عام لا يمكن الحديث عن ديموغرافيا فلسطينية طبيعية؛ أي ولادات ووفيات وهجرة وهجرة معاكسة بسبب الحقائق الجغرافية والسكانية التي فرضها الاحتلال بالقوة.
صراع مفتوح
مضى على إنشاء العصابة إسرائيل أكثر من ستة وسبعين عاماً، حيث كان من أهم تداعياتها تشريد القسم الأكبر من الشعب الفلسطيني، بقوة المجازر الإسرائيلية. وتبعاً لعملية الإحلال اليهودي مكان العربي الفلسطيني، صاحب الأرض، برز العامل الديموغرافي، باعتباره ركيزة أساسية في إطار الصراع العربي الإسرائيلي؛ ولهذا كله، اهتمت المؤسسات الإسرائيلية والصهيونية على حد سواء بالصراع الديموغرافي، على اعتبار أنه هاجس إسرائيلي يومي، واتضح ذلك في الدراسات الأكاديمية الإسرائيلية، مثل دراسات الدكتور الباحث الإسرائيلي أرنون سوفر، وكذلك ما تم من وضع توصيات في مؤتمرات إسرائيلية استراتيجية، مثل مؤتمرات “هرتسيليا” و “مركز جافي” ومراكز بحثية إسرائيلية أخرى؛ فما هي مؤشرات الصراع الديموغرافي المفتوح بين العرب واليهود في فلسطين منذ عام 1948، وما آفاق الصراع المذكور؟ أسئلة عديدة، نحاول الإجابة عنها في سياق عرضنا هذا.
التهجير الكبير
صمد في المناطق الفلسطينية التي أنشئت عليها إسرائيل في أيار/ مايو 1948، والبالغة (78) في المائة من مساحة فلسطين التاريخية، التي تبلغ مساحتها 27009 كيلومترات مربعة، صمد 151 ألف فلسطيني، تركز غالبيتهم في منطقة الجليل الفلسطيني والنقب، ووصل عددهم خلال العام الجاري نحو مليون وسبعمائة وخمسين ألف عربي فلسطيني. وبفعل الزيادة الطبيعية العالية بين الفلسطينيين، ارتفع تعداد الشعب الفلسطيني ليصل إلى 14 مليون ونصف المليون خلال العام الحالي 2024، في مقابل مليون وأربعمائة ألف فلسطيني عشية نكبة الفلسطينيين الكبرى في شهر أيار/مايو من عام 1948.
والملاحظ أنه على الرغم من السياسات الإسرائيلية التي أدت إلى عمليات «ترانسفير»، طالت نحو (70) في المائة من الشعب الفلسطيني خلال عامي 1948 و1967 والسنوات اللاحقة، فإن (80) في المائة من الفلسطينيين يتمركزون في حدود فلسطين التاريخية والدول العربية المجاورة؛ ومن نافلة القول أن نصف مجموع الفلسطينيين يقطنون في داخل وطنهم فلسطين التاريخية، أي في الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة والداخل المحتل.
ووفق الإسقاطات السكانية يتضاعف مجموع الشعب الفلسطيني كل عشرين عاماً، حيث سيصبح عددهم في عام 2048 نحو (29) مليون فلسطيني جلهم من الأطفال. في حين بلغ عدد المستعمرين اليهود في فلسطين والمستعمرات القائمة خلال العام 2024 الجاري سبعة ملايين ومئتا ألف مستعمر يهودي؛ تنحدر أصولهم من أكثر من مائة دولة في العالم.
حقائق ماثلة
اعتمدت الحركة الصهيونية وإسرائيل على ركيزتين أساسيتين، لفرض صورة ديموغرافية، تجعل من اليهود أكثرية على حساب العرب الفلسطينيين وأرضهم. تمثلت الأولى بارتكاب المجازر لطرد غالبية الفلسطينيين من أرضهم، واستطاعت العصابات الصهيونية ارتكاب 44 مجزرة في عام 1948، بدعم بريطاني مطلق، ما أدى إلى طرد 850 ألف فلسطيني من أرضهم، حتى الخامس عشر من أيار/ مايو من عام 1948، شكلوا آنذاك (61) في المائة من إجمالي عدد الفلسطينيين المقدر آنذاك بنحو مليون وأربعمائة ألف عربي فلسطيني؛ وينتمي هؤلاء اللاجئون إلى (531) مدينة وقرية فلسطينية. وبفعل الزيادة الطبيعية التي تصل إلى نحو ثلاثة في المائة سنوياً، قُدِّر أن عدد اللاجئين الفلسطينيين خلال العام الجاري 2024 وصل إلى نحو ستة ملايين ونصف المليون لاجئ فلسطيني؛ يستحوذ الأردن على 41 في المائة منهم، يليه قطاع غزة 22 في المائة، ثم الضفة الغربية 16 في المائة، فسورية ولبنان 10.5 في المائة على التوالي، كما يوجد بضعة آلاف من اللاجئين، في كل من مصر والعراق والمنافي البعيدة، بيد أنهم غير مسجلين في «أونروا» لأسباب مختلفة. وهناك تقديرات بتهجير لنحو (150) ألف فلسطيني من سوريا إلى لبنان والأردن ومصر وتركيا واربيل والقارة العجوز والبرازيل.
وتجلت الركيزة الثانية لفرض الديموغرافيا اليهودية في القيام بعملية إحلال للمهاجرين اليهود من بقاع الأرض في المناطق الفلسطينية المحتلة؛ وفي هذا السياق، استطاعت الحركة الصهيونية بدعم بريطاني وغربي جذب 650 ألف يهودي من مختلف أنحاء العالم، ليصبحوا المادة البشرية لإسرائيل وقوتها العسكرية التي أنشئت في الخامس عشر من مايو/أيار 1948، بعد القيام بعملية تطهير عرقي، مبرمجة ومدروسة بشكل محكم، وليصبح عدد السكان اليهود في إسرائيل سبعة ملايين ومائة إلف يهودي خلال العام الجاري 2024، وهم بمثابة المادة البشرية التي تزود الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية بمجرمي الحرب المطلوبين للعدالة الدولية أمثال نتنياهو وغالانت.
ويبقى القول أن معدل النمو السكاني للشعب الفلسطيني هو (3) في المائة سنوياً؛ أي أن الشعب الفلسطيني يتضاعف كل عشرين سنة؛ وفق المعايير الإحصائية الديموغرافية.
مجموع الشعب الفلسطيني الان في نهاية عام 2024 يصل إلى (15) مليون فلسطيني وسيصبحون 30 مليوناً خلال عام 2044؛ نصفهم داخل فلسطين التاريخية، في الداخل الفلسطيني والضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة، والنصف الباقي في المهاجر القريبة والبعيدة عن فلسطين، التي تعتبر وطن الشعب الفلسطيني الوحيد.