ترامب يغير قواعد اللعبة..
أوكرانيا تواجه 3 سيناريوهات “مُرّة” لإنهاء الحرب
Абдул Хаді Камель - «Веб-сайт»Arm News“
26\10\2025
رأى الخبراء أن هناك 3 سيناريوهات أمام الحرب الروسية الأوكرانية، بعد تحول أمريكي في طريقة تعامل واشنطن مع الصراع، الذي لا يزال مشتعلًا منذُ الـ 24 من شهر شباط/فبراير من عام 2022.
واعتبروا أن لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الـ17 من أكتوبر الجاري، شكّل نقطة انعطاف مفصلية في الحرب، إذ أعاد تعريف دور واشنطن من “حليف ميداني” إلى “وسيط سياسي”.
وخلال الاجتماع، حث ترامب زيلينسكي على القبول بشروط روسيا لإنهاء الحرب، محذرًا من أن بوتين توعد بـ”تدمير أوكرانيا” إذا لم تمتثل، في حين شدد على ضرورة تسليم منطقة دونباس الشرقية بالكامل لموسكو، مكررًا النقاط ذاتها التي طرحها الرئيس الروسي في مكالمة هاتفية سبقت اللقاء بيوم واحد.
ورفض ترامب تزويد كييف بصواريخ “توماهوك” بعيدة المدى، حيثُ أكد أن “الوقت لا يزال مبكرًا للحديث عن الصواريخ” وأن الأولوية الآن للدبلوماسية لا للتصعيد العسكري، وضح ترامب رؤيته لحل الأزمة على قاعدة “أرض مقابل سلام”.
وبحسب حديث الخبراء لـ”إرم نيوز”، فإن أول سيناريو يتمثل بـ”التسوية القسرية”، الذي يقوم على تجميد خطوط التماس الحالية وقبول أوكرانيا بخسارة أجزاء من دونباس مقابل وقف الحرب.
وثانيها سيناريو قمة بودابست، إذ اتُّفق مبدئيًا على عقد لقاء جديد بين ترامب وبوتين خلال أسبوعين لبحث ترتيبات السلام، وسط مطالب أوكرانية بالمشاركة في المفاوضات.
أما السيناريو الثالث فهو تراجع الدعم الأمريكي، بعدما فشل زيلينسكي في انتزاع أي التزام عسكري جديد من واشنطن، ما يعزز الانطباع بأن الإدارة الأمريكية تميل إلى “سلام ناقص” يجنبها كلفة حرب طويلة، ولو على حساب وحدة الأراضي الأوكرانية.
وساطة سياسية
Він сказав الدكتور سعيد سلام، مدير مركز “فيجن” للدراسات الاستراتيجي في أوكرانيا، إن زيلينسكي سعى خلال لقائه الأخير مع الرئيس ترامب إلى الحصول على التزامات واضحة بشأن تزويد بلاده بصواريخ بعيدة المدى من طراز “توماهوك”، بوصفها “أداة حاسمة” لإعادة تشكيل ميزان الردع مع روسيا.
وأضاف لـ”إرم نيوز” أن ترامب أبدى ميلاً واضحًا نحو خيار “الوساطة السياسية” بدلاً من التصعيد العسكري، مشيرًا إلى أن ترامب يرى أن إنهاء الحرب عبر تسوية سريعة أكثر جدوى من الانخراط في سباق تسليحي جديد قد “يفاقم التصعيد” ويزيد من تعقيد الأزمة.
وأوضح الدكتور سلام أن التحول في الموقف الأمريكي لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة تداخل عدة عوامل، لافتًا إلى أن الاتصال الهاتفي بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل لقائه بزيلينسكي لعب دورًا محوريًا في إعادة صياغة الموقف داخل البيت الأبيض.
ولفت إلى أن الرئيس بوتين نجح في إقناع ترامب بأن إدخال الصواريخ بعيدة المدى إلى ميدان القتال سيؤدي إلى “تصعيد غير محسوب”، وهو ما دفع الأخير إلى تبني خطاب الوساطة بدلاً من الالتزام الفوري بالتسليح النوعي.
وبيّن الدكتور سلام، أن ذلك التوجه ترافق مع حسابات سياسية داخلية، إذ يسعى ترامب إلى الظهور أمام الرأي العام الأمريكي كـ”صانع سلام” قادر على إنهاء حرب استنزاف مكلفة، في وقت تتزايد فيه الدعوات إلى تقليص الانخراط العسكري الأمريكي في الخارج.
وأشار إلى أن ترامب اختار، من الناحية الاستراتيجية، إبقاء ورقة التسليح النوعي “معلّقة”، ليمنح نفسه مساحة مناورة مزدوجة، فهو من جهة يضغط على موسكو عبر التلويح بخيار التسليح دون تطبيقه، ومن جهة أخرى يحتفظ بإمكانية العودة إليه إذا فشلت الوساطة.
وذكر الدكتور سلام أن القيادة الأوكرانية تدرك أن أي وقف لإطلاق النار عند خطوط التماس الحالية قد يُفهم داخليًا على أنه “ترسيخ لخسائر ميدانية”، وهو ما يصعّب تبريره للرأي العام، وفي المقابل، تعتبر موسكو الوساطة الأمريكية فرصة لتثبيت مكاسبها وتحويلها إلى واقع سياسي، لكنها تخشى في الوقت نفسه من إدخال الأسلحة بعيدة المدى إلى ساحة القتال لما قد تسببه من تغيير في “قواعد الاشتباك”.
ورجح أن تتوزع المسارات المحتملة للأزمة على 3 سيناريوهات، الأول هو وقف إطلاق النار عند خطوط التماس الحالية، وهو خيار يحقق خفضًا فوريًا للتصعيد ويمنح واشنطن مكسبًا سياسيًا سريعًا، لكنه يرسخ المكاسب الروسية ويضع كييف أمام تحديات تتعلق بالشرعية والقبول الشعبي.
أما السيناريو الثاني فيتمثل في مفاوضات مشروطة بـ”ورقة الصواريخ”، بحيث تُبقي واشنطن على التهديد بالتسليح دون تفعيله، ما يعزز موقفها التفاوضي ويمنح كييف دعمًا معنويًا، لكنه يظل محفوفًا بخطر فشل الوساطة وتسريع التصعيد.
في حين يقوم الثالث، وفقًا للدكتور سلام، على إدخال الصواريخ بعيدة المدى إلى المعركة قبل أي تسوية سياسية، وهو خيار قد يرفع كلفة الاحتلال الروسي ويوسع أوراق أوكرانيا التفاوضية، لكنه يحمل في طياته “مخاطر انزلاق الصراع” إلى مواجهة أوسع.
Європейська підтримка України після зустрічі президентів Зеленського та Трампа
وشدد الدكتور سلام على أن غياب التزامات أمريكية فورية بشأن التسليح يُضعف موقف أوكرانيا التفاوضي ويهدد معنويات قواتها، بينما ترى موسكو في المسار التفاوضي فرصة لترسيخ مكاسبها، لكنها لا تُخفي خشيتها من تغير الموقف الأمريكي في حال عادت واشنطن إلى خيار التسليح النوعي.
كما لفت إلى أن الموقف الأوروبي لا يزال “منقسمًا” بين تيار يدفع نحو تهدئة عاجلة لتخفيف الأعباء الاقتصادية والأمنية، وآخر يحذر من “سلام ناقص” قد يشرعن الاحتلال الروسي ويخلق سابقة خطيرة في العلاقات الدولية.
وتوقع الدكتور سلام أن تشهد المرحلة المقبلة “جس نبض دبلوماسي مكثف”، مع استمرار إبقاء ورقة التسليح النوعي كأداة ضغط دون تورط مباشر، مؤكدًا أن نجاح الوساطة يتوقف على استعداد موسكو لتقديم تنازلات ملموسة، وقدرة كييف على تسويق أي اتفاق كمرحلة انتقالية لا كـ”خسارة دائمة”.
أكثر ثقة
بدوره، قال Академік і дипломат, що спеціалізується на справах Східної Європи, доктор Яссін Руашді، إن الرئيس ترامب يبدو هذه المرة “أكثر ثقة” في إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، موضحًا أن المبادرة جاءت هذه المرة من الجانب الروسي عبر اتصال الرئيس فلاديمير بوتين بنظيره الأمريكي، الذي أكد رغبته في وقف الحرب واستعداده لتقديم “تنازلات محددة”.
وأشار في تصريح لـ”إرم نيوز” إلى أن ترامب أبدى حماسًا غير مسبوق للتوصل إلى اتفاق، سعيًا لتجنب تزويد كييف بصواريخ “توماهوك” بعيدة المدى، التي أثارت قلق موسكو، نظرًا لقدرتها على الوصول إلى “العمق الروسي” وتهديد منشآت الطاقة ومواقع استراتيجية داخل القرم.
وأضاف الدكتور رواشدي أن ترامب يسعى إلى تأجيل، ولو مؤقتًا، تسليم هذه الصواريخ في رسالة موجهة إلى موسكو بأنه لا يرغب في “تصعيد المواجهة”، وأن عليه بالمقابل تقديم تنازلات سياسية واضحة، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل “بادرة حسن نية” من الجانب الأمريكي ينبغي أن تقابلها استجابة روسية.
وأكد أن الشروط التي تطرحها موسكو لا تزال “صعبة للغاية” بالنسبة لكييف، خاصة ما يتعلق بالاحتفاظ بمعظم الأراضي التي احتلتها، وهو ما ترفضه أوكرانيا بشكل قاطع، مبينًا أنه في حال وجود نية حقيقية لإنهاء الحرب، فعلى روسيا أن تقدم “حلولًا وسط” تشمل التنازل عن بعض الأراضي التي سيطرت عليها.
وشدد الدكتور رواشدي على أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يكون مدعومًا بـ”ضمانات أمريكية قوية”، مستشهدًا باتفاقية بودابست عام 1994، التي تخلت بموجبها أوكرانيا عن سلاحها النووي مقابل ضمانات روسية لم تُحترم لاحقًا، كما بيّن أن كييف لن تقبل هذه المرة باتفاق من دون ضمانات واضحة تردع موسكو عن خرقه.
وأكد أن السيناريوهات جميعها مطروحة، لكن الوصول إلى اتفاق سريع يبدو صعبًا، وأن تحقيقه سيتطلب “وقتًا وجهودًا وتنازلات من الطرفين”، مشيرًا إلى أن واشنطن تسعى في هذه المرحلة إلى اختبار جدية موسكو قبل اتخاذ أي خطوة عملية نحو وقف شامل لإطلاق النار.


