خطة الـ100 يوم … هل ينجح ترامب في وقف الحرب الروسية الأوكرانية؟
Абдул Хаді Камель
تعليق الخبراء حول تسريب خطة مزعومة للرئيس الامريكي لايقاف الحرب الروسية على اوكرانيا خلال 100 يوم لموقع “Arm News” – دبي
2\2\2025
كشف تسريب جديد عن خطة للرئيس الأمريكي دونالد Трамп من 100 يوم، لإنهاء الحرب الروسية الاوكرانية، وإعادة إعمار كييف بعد إحلال السلام بين الطرفين، مقابل تقديم أوكرانيا العديد من التنازلات، وسط تساؤلات عن إمكانية نجاح ترامب في إيقاف هذه الحرب.
ملامح الخطة
وأظهرت صحيفة “سترانا” الأوكرانية، ملامح الخطة الأمريكية، التي تبدأ بإجراء محادثات هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير Путін في أواخر يناير/كانون الثاني الجاري أو أوائل فبراير/ شباط، وعقد لقاء ثُنائي بين بوتين وЗеленський في فبراير/ شباط أو مارس/ آذار المقبل.
وفي أعقاب هذا اللقاء المُحتمل، سيتم الإعلان عن وقف إطلاق النار بحلول عيد الفصح في 20 أبريل/ نيسان، ويليه انسحاب القوات الأوكرانية من منطقة “Курськ” الروسية، وفي النهاية، يُعقد مؤتمر سلام دولي للتوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا تحت إشراف قوى عالمية أخرى.
وتشمل خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتوقعة لإنهاء الصراع، منع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف الناتو وإعلان حيادها، وانضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2030، مع منح تسهيلات الاتحاد الأوروبي لإعادة الإعمار بعد الحرب، والاعتراف رسميًا بسيادة روسيا على الأراضي المحتلة، بالإضافة إلى رفع بعض العقوبات عن روسيا تدريجيًا خلال ثلاث سنوات اعتمادًا على التزامها بالاتفاق.
ومع تداول هذه الخطة، يبقى التساؤل الأهم، هل ينجح الرئيس الأمريكي في تنفيذ خطته لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية في عامها الرابع، أم أن وعده الانتخابي مجرد تصريحات وهمية؟
وفي هذا الصدد يقول المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، سمير أيوب، إن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الأزمة الأوكرانية غير واضحة، برغم مما يعلنه ترامب حول قدرته على حل هذا النزاع، وأن هذا الصراع لم يندلع إذا كان موجودًا على رأس السلطة في الولايات المتحدة.
وأكد أيوب في تصريح لـ”إرم نيوز”، أن خطة ترامب لا تزال غير معلومة حتى الآن، خاصة وأن الجانب الروسي له مطالب محددة وواضحة قد طرحها مسبقا، بضرورة انسحاب أوكرانيا من المقاطعات التي ضمتها روسيا إلى أراضيها وأصبحت جزءا منها بموجب الدستور الروسي، ورفض وتجميد طلب أوكرانيا الانضمام إلى حلف الناتو أو أي حلف عسكري يمثل خطورة على أمن روسيا القومي.
وأشار الخبير في الشؤون الروسية، إلى أن الرئيس ترامب لا يمكنه الضغط على نظام كييف لحل الأزمة مع روسيا، خاصة أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي قد ضمّن في الدستور الأوكراني تجريم التفاوض مع روسيا لإنهاء الصراع.
وأضاف أيوب، أن الدول الأوروبية لا تملك قرارا قويا لحل الصراع، حيث تعاني من مشكلات سياسية واقتصادية، ولذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت هي الرئيسي في هذا الصراع.
تجميد الصراع
ورجّح أن تقتصر خطة ترامب على تجميد الصراع وليس حله، وهذا ما ترفضه روسيا، حيث تعتبر أي تجميد لهذا الصراع فرصة لصالح أوكرانيا من أجل إعادة تجميع قوتها واستقبال المساعدات الغربية لشن هجوم ضدها، مؤكداً أن موسكو تسعى لاتفاق نهائي يتضمن بنودا مكتوبة لضمان عدم تكرار أخطاء معاهدتي “مينسك 1″، و”مينسك 2”.
وأكد أيوب أن Росія ترى في مجيء الرئيس ترامب نقاطا مشتركة بين موسكو وواشنطن للبدء في محادثات وحوار لحل المسائل العالقة فيما بينهما، أما Україна فلم تعد لها الأهمية نفسها بالنسبه لإدارة ترامب كما كان خلال إدارة الرئيس السابق جو Байден.
وأوضح، أن ترامب لديه استراتيجية للدخول في مفاوضات مع عدد من الدول، مع إمكانية خوض نزاعات جديدة خلال فترة ولايته للولايات المتحدة الأمريكية في ظل تصريحاته بإعادة قناة بنما للإدارة الأمريكية، وضم كندا وغرينلاند الدنماركية.
إيقاف الدعم الأمريكي
ولفت الخبير في الشؤون الروسية، د. سمير أيوب إلى أن توقف الدعم الأمريكي لأوكرانيا يعطي إشارة لنظام كييف إلى أنها لا تريد مساعدة هذا النظام في الاستمرار بالصراع، ما يشكل ضغطا على أوكرانيا من أجل الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع روسيا.
وشدد المحلل السياسي على أن روسيا تسعى لحل هذا الصراع بشكل جذري، وبالتالي يتحتم على الأطراف جميعا المشاركة في المفاوضات المرتقبة بوضع شروط واضحة لخوض مفاوضات حولها.
Чи зможе Трамп домогтися припинення російсько-української війни за 100 днів?
ترامب يتجنب تقديم تفاصيل خطته
ومن جانبه، قال د. سعيد سلّام، مدير مركز “فيجن” للدراسات الاستراتيجية، إن الخطة المزعومة للسلام بين روسيا وأوكرانيا التي يتم تداولها لا تستند إلى أي مصادر رسمية، وإنما تنطلق من تصريحات نائب الرئيس الأمريكي فانس، ووزير الخارجية، ماركو روبيو، والممثل الخاص لشؤون أوكرانيا وروسيا، كيت كيلوغ.
وأشار في تصريح لـ”إرم نيوز” إلى أن جهود الرئيس الأمريكي تركز حاليًا على إقناع الرئيس الروسي بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، ومع ذلك، يتجنب ترامب تقديم تفاصيل حول محتوى الاتفاقات المحتملة، وحتى الآن لم يتم الإعلان عن أي تفاصيل لخطة واضحة.
وتابع: “لذا يعتقد كثير من الخبراء أنه لا ينبغي أن يُنظر إلى تسريبات خطة السلام بجدية؛ لأن المعلومات المتعلقة بالمواقف الفعلية غير موجودة هناك، وهو مجرد تحليل سطحي”.
وأكد سلّام، أن هناك نقاطا واقعية فيما تم نشره حول خطة أمريكا لحل النزاع، على سبيل المثال ما يتعلق بإرسال بعثة حفظ سلام إلى أوكرانيا لمراقبة وقف إطلاق النار، وقد صدر بيان من الجنرال روبرت بريغ، رئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي، الذي قال إن مهمة الأمم المتحدة التي تضم جنودًا من دول مختلفة قد تراقب وقف إطلاق النار في أوكرانيا، ويمكن أن تشمل جنودا من دول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى جنود من “الجنوب العالمي” أو من القوقاز.
معارضة أوروبية
وأوضح سلّام أن ما تم فهمه من تصريحات المسؤولين الأمريكيين يتعلق بوقف إطلاق النار وفقًا لخط التماس واستسلام أوكرانيا، وعلى الرغم من أنهم لا يقولون ذلك صراحةً، إلا أن خطة ترامب تنص على أن روسيا تحتفظ بالسيطرة على الأراضي التي احتلتها ليس فقط في عام 2014، ولكن أيضًا خلال الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير/ شباط 2022.
وتابع: إن ما نعرفه عن “خطة ترامب” يسمح لنا بالاستنتاج أنها خطة لتقسيم أوكرانيا، وهذا يعني أن معايير التسوية المحتملة وفقًا لترامب وفريقه ليست مواتية لأوكرانيا، وهو ما لا توافق عليه أوكرانيا على لسان الرئيس الأوكراني والعديد من المسؤولين. وفي الوقت الحالي، هناك توافق داخل فريق ترامب على أن أوكرانيا يجب أن تقدم تنازلات، وهذه التنازلات على حساب المصالح الوطنية ووحدة الأراضي الأوكرانية.
وأشار مدير مركز “فيجن”، إلى أن هذه النقاط تواجه معارضة من بعض حلفاء أوكرانيا في الغرب، الذين يعتبرون أن أي تسوية مع روسيا قد تشمل التنازلات على حساب سيادة أوكرانيا بمثابة انتكاسة وهزيمة لأوروبا والناتو، بل وتشكل خطرا على الأمن الأوروبي.
خطة المئة يوم
وتساءل د. سعيد سلّام، من أين جاء الحديث عن 100 يوم؟ في الواقع، كان المبعوث كيلوغ قد تحدث قبل تنصيب ترامب، قائلاً إنه يأمل أن يتمكن خلال أول 100 يوم من رئاسة ترامب من وضع إطار للتفاوض، لكي يكون من الواضح إلى أين تتجه هذه الحرب وكيف يجب أن تنتهي، لكن لم يكن هناك شيء يقول إننا سننهي الحرب تمامًا في أول 100 يوم.
وأشار إلى أنه هناك العديد من العقبات التي يواجهها ترامب، بما في ذلك الضغط السياسي الداخلي والدعم الواسع لأوكرانيا داخل الكونغرس الأمريكي، لذلك من غير المحتمل أن يستطيع ترامب تنفيذ هذه الخطة التي يتم تداولها بنجاح وإيقاف الحرب خلال هذه الفترة.