سبب تردد ألمانيا في دعم أوكرانيا بدبابات “ليوبارد 2”

 سبب تردد ألمانيا في دعم أوكرانيا بدبابات “ليوبارد 2

كتب- أحمد إسماعيل علي

24/1/2023

أرجع رئيس تحرير موقع “Україна сьогодні”، و نائب مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية، محمد العروقي، في تصريحات خاصة لموقع “الموقع”، سبب تردد ألمانيا في دعم أوكرانيا بدبابات “ليوبارد 2” خلال حربها الجارية أمام روسيا، إلى رغبتها حل الأزمة بعيدًا عن الأسلحة وتأملها عودة العلاقات يومًا ما إلى ما كانت عليه مع موسكو قبل الحرب.

وأعلنت وزيرة الخارجيّة الألمانيّة أنالينا بيربوك، الأحد، أنّ بلادها مستعدّة للسماح لبولندا بإرسال دبّابات ليوبارد إلى أوكرانيا التي تصرّ بشدّة على ضرورة تسليمها إيّاها، ممّا زاد الضغط على المستشار أولاف شولتس الذي لا يزال متردّدًا في اتّخاذ قرار حيال هذه المسألة.

وقالت الوزيرة المنتمية إلى حزب الخضر المشارك في الائتلاف الحكومي مع الليبراليّين والديموقراطيّين الاجتماعيّين بزعامة شولتس “إذا طُرِح السؤال علينا، فلن نُعارض” تسليم هذه الدبّابات الألمانيّة الصنع إلى كييف.

وأضافت الوزيرة خلال مقابلة في باريس عبر قناة “إل سي إي” الفرنسيّة، “في الوقت الحالي، لم يُطرَح السؤال” من جانب بولندا التي يُفترض بها تقديم طلب رسمي إلى برلين.

غير أنّ القرار النهائي في هذه المسألة يعود إلى شولتس الذي رفض حتّى الآن التعليق على مسألة عمليّات التسليم غير المباشرة لهذه الدبّابات. كما أنّه لم يُعلّق على مسألة إرسال دبّابات ليوبارد مباشرةً من المخزون الألماني.

وقال رئيس تحرير موقع أوكرانيا اليوم محمد العروقي، و نائب مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية، لموقع “الموقع”: إن هذا الموضوع له عدة محاور، بداية من العلاقات الروسية الألمانية قبل الحرب الأوكرانية التي كانت جيدة جدا، وبخاصة في عهد أنجيلا ميركل، وبناء عليه تم بناء خط أنابيب الغاز “نورد ستريم” أو خط السيل الشمالي، والذي كان يوفر الغاز الروسي لألمانيا ولأوروبا وبأسعار مميزة أفضل من غاز خط الترانزيت عبر أوكرانيا.

وأضاف “العروقي”: بالتالي كانت توجد علاقات اقتصادية جيدة بين الطرفين لدرجة وصل التبادل التجاري بينهما 150 مليار دولار في السنة، لكن عندما اندلعت الحرب صارت تلك الأمور متوقفة، لذل العلاقة بين الجانبين ظلت جيدة وتواصل حتى مع بداية الحرب، وكانت ألمانيا تأمل وجود حلول مع روسيا خصوصًا أنها وفرنسا تتبعان السياسة الناعمة المبنية على حلول اقتصادية مع موسكو أكثر من العسكرية والحربية، لكن مع تصاعد وتيرة الحرب، العلاقات توترت بين جميع الأطراف وصارت هناك شبه قطيعة.

وتابع الخبير في الشأن الأوكراني: ألمانيا لديها حساباتها الخاصة بشأن دعم أوكرانيا خصوصا بدبابات “ليوبارد2” وما يزال يوجد تردد في الموقف الألماني بالأسلحة وليس فقط الدبابات، لأنها تتأمل يوما ما تعود العلاقات إلى ما كانت عليه مع روسيا.

وقال: لذا يوجد ضجر في القيادة الأوكرانية من ألمانيا بخصوص هذا الموضوع، لكن برلين متخوفة من توسع رقعة الحرب، وأن الجيش الأوكراني يستخدم أسلحة ألمانيا ليس في الدفاع عن أوكرانيا ولكن في عمليات هجومية.

وتابع: كما ترغب ألمانيا في أن تسلم الولايات المتحدة أولاً لألمانيا دبابات “آدامز” المتطورة، بعد ذلك تساهم هي بـ”ليوبارد”.

ولفت “العروقي” إلى أن ألمانيا مترددة حتى الآن وخائفة من توسع رقعة الحرب، ناهيك عن وجود أكثر من 2 مليون لاجيء في ألمانيا، وهذا حمل ثقيل على الدولة.

وتوقع أنها في النهاية ألمانيا سترضخ للضغوطات الأوروبية والغربية وستدعم أوكرانيا، لكن حتى لو حدث ذلك لن تكون دبابات “ليوبارد2” جاهزة اليوم، وإنما قد تكون جاهزة بعد سنة أو سنتين ووقتها ربما تكون قد توقفت الحرب.

وكان قد صرح متحدث باسم الحكومة الألمانية، اليوم الاثنين، بأن حكومة بلاده لم تتلقَ حتى الآن أي طلبات للسماح بإرسال دبابات “ليوبارد” ألمانية الصنع من أي من دول الحلفاء إلى أوكرانيا، قائلا “إنه توجد إجراءات لمثل هذه الخطط، وسيتم التعامل مع أي طلب مماثل بسرعة وعناية”.

وكانت بولندا قد أعلنت، في وقت سابق اليوم، اعتزامها طلب الإذن من ألمانيا لإعادة تصدير الدبابات لأوكرانيا، وتوجهها نحو تشكيل تحالف من الدول المستعدة للقيام بهذه الخطوة.

 

 

Залишити відповідь

Ваша e-mail адреса не оприлюднюватиметься. Обов’язкові поля позначені *