محللون: تهديدات بوتين تنذر بتصعيد قد يصل إلى أوروبا
نقلا عن موقع ارم نيوز
عبد الهادي كامل
7\9\2024
أثارت تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخيرة للدول الغربية مخاوف الأوروبيين من تحول هذه التحذيرات إلى واقع داخل القارة العجوز.
وأثيرت تساؤلات حول مصير هذه التهديدات وتداعياتها، ليس فقط على الحرب الروسية الأوكرانية، بل أيضًا على القارة الأوروبية بأكملها.
ويرى خبراء أن التصعيد الروسي رسالة واضحة لحلفاء أوكرانيا، مفادها أن التورط في “الأعمال العدائية” يمكن أن يؤدي إلى نتائج وخيمة.
وتوقعوا في تصريحات لـ”إرم نيوز” أن تكون أوروبا الشرقية منطقة عمليات مستقبلية للقوات الروسية.
استهداف المدن الكبرى
مدير مركز فيجن للدراسات الإستراتيجية، الدكتور سعيد سلّام، قال إن الهجوم الروسي المكثف الجديد على أوكرانيا باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ، يحمل نفس السمات التي كانت في الهجمات السابقة، وهي “الاستعراض، وطول المدة، واستهداف البنية التحتية المدنية والأبنية السكنية والأطفال وكبار السن”.
وأشار إلى الاعتماد على هجمات تستمر لعدة ساعات تُنفذ بموجات وباستخدام مجموعة واسعة من الأسلحة؛ ما يخلق أقصى ضغط على نظام الدفاع الجوي الصاروخي الأوكراني، وذلك بهدف الاستعراض الأقصى وترهيب السكان المدنيين، وشل الخدمات المدنية.
وأضاف أن هذه الهجمات تستهدف بشكل أساسي المدن الكبيرة، كما هو الحال في مدن كييف ولفيف وكريفي ريغ بولطافا وخاركيف، وهو ما يهدد وجود التجمعات المدنية الكبيرة، خاصة مع اقتراب فصلي الخريف والشتاء.
وتابع سلّام: “روسيا تعمل بشكل منهجي على تدمير البنية التحتية للطاقة والبنية اللوجستية، والسكك الحديدية، وطرق النقل الأخرى. والهدف هو حرمان السكان من الضروريات، وإحداث صعوبات في توفر الغذاء وتوريد السلع الأساسية، وقطع الاتصال مع المناطق الغربية، وتدمير اللوجستيات الأوكرانية في ظل الضغط على منطقة دونباس”.
وذكر أن موسكو تسعى إلى خلق استياء داخلي قوي من تصرفات الحكومة الأوكرانية، باعتبار هذه إحدى الطرق غير المؤلمة لحل “مشكلة كورسك“.
وأوضح مدير مركز فيجن للدراسات الإستراتيجية، أن التصعيد الروسي وعواقبه رسالة واضحة لحلفاء أوكرانيا، مفادها أن التورط في مثل هذه الأعمال العدائية يمكن أن يؤدي إلى نتائج وخيمة، كما يُعد تحذيرًا بأنهم قد يواجهون تحديات كبيرة إذا استمروا في دعم كييف، وأن هذه الرسالة تهدف إلى زعزعة الثقة بين الحلفاء وإثارة القلق بشأن الاستمرار في تقديم الدعم العسكري والسياسي لأوكرانيا.
وقال إنه لا توجد مؤشرات على أن حلف الناتو يخطط للتحرك عسكريًا ضد روسيا بشكل مباشر، و أن الحلف يركز على تقديم الدعم العسكري والإنساني لأوكرانيا، وتعزيز دفاعات الدول الأعضاء في الحلف، خاصة تلك القريبة من الحدود الروسية.
وأضاف “مع ذلك، فإن التدخل العسكري المباشر ضد روسيا قد يؤدي إلى تصعيد خطير للنزاع، وهو ما يسعى الناتو لتجنبه من خلال تعزيز الدفاعات وتقديم الدعم لأوكرانيا بطرق أخرى”.
المد الروسي
من جهته أكد مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات، إبراهيم كابان، أن منطقة أوروبا الشرقية قد تعتبر منطقة عمليات مستقبلية بالنسبة للمد الروسي، خاصةً أن هناك أثرًا روسيًا على المستوى الجيوسياسي منذ الحرب العالمية الثانية، وأن دول منطقة شرق أوروبا ما زالت تحت التأثير الروسي القديم.
وقال كابان إن التهديد الذي تشكله روسيا ضد أوروبا من خلال بوابة أوكرانيا يمثل حساسية ومخاوف كبرى؛ نظرًا لأن أوكرانيا إذا انكسرت، فإن كثيرًا من دول شرق أوروبا ستكون في مرمى العمليات الروسية المستقبلية لذلك تحاول الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية إعاقة روسيا من خلال الحرب.
وأضاف أن الغرب لا يقدم المال فقط لأوكرانيا، بل يسهم بضخ الكثير من الأسلحة أبرزها الدبابات الألمانية وصواريخ كروز والثقيلة والأسلحة الأمريكية وغيرها من الأسلحة الأوروبية، وهو ما يشير إلى أن أسلحة الناتو متواجدة داخل ساحة المعركة لدعم الجيش الأوكراني ضد روسيا.
وتابع كابان في تصريحاته قائلًا: “الاقتصاد الروسي لا يتحمل وكذلك الصين لن تتورط في أن تكون جزءًا من عملية الحرب ضد الدول الغربية وأمريكا؛ نظرًا للاعتماد الصيني أيضاً على الاقتصاد الأوروبي الأمريكي وكذلك التواجد التجاري الكبير جدًا للصين”.
ورأى أن “روسيا وحيدة في مواجهة الدول الغربية، وحتى الاقتصاد الروسي غير متكامل، ولا يمكن أن يواجه وحده الدول الغربية”.
وقال كابان إن هناك إصرارًا من الأوروبيين وتحديدًا الولايات المتحدة الأمريكية على إعاقة روسيا في أوكرانيا، “فهناك عملية مد وجزر في أوكرانيا، عندما يتقدم الروس قليلًا، فإن القوات الأوكرانية تتقدم أكثر لتتحول أوكرانيا لحرب بالوكالة بين الدول الغربية وروسيا”.
وأوضح “نحن في حقيقة الأمر نشهد في أوكرانيا حربًا غربية روسية بالوكالة داخل الأراضي الأوكرانية”.