Чи настав час для Катару постукати в стіни арабського танка?

Чи настав час для Катару постукати в стіни арабського танка?

Чи настав час для Катару постукати в стіни арабського танка?
وهل آن للأمة العربية والإسلامية أن تقف وقفة عز وكرامة تليق بتاريخها ومكانتها؟

وديع ابو هاني

Вадіх Абу Хані
إعلامي وناشط سياسي فلسطيني
١٢ أيلول / سبتمبر ٢٠٢٥

إن استهداف قادة المقاومة الفلسطينية ليس حدثًا عابرًا أو طارئًا، بل هو امتداد ممنهج لسياسة التصفية التي تنتهجها إسرائيل منذ نكبة عام 1948، في إطار مشروع استعماري يسعى إلى تفريغ القضية من رموزها، وكسر إرادة شعبها، وفرض الاستسلام كخيار وحيد.

في هذا السياق، تتجلى المفارقة الإسرائيلية في خطابها وسلوكها، حيث تمارس سياسات إجرامية تحت غطاء السلام، وتسعى لفرض رؤيتها وشروطها بالقوة. فهي تشترط وقف عدوانها على غزة مقابل صفقة تبادل الأسرى، لكنها تربط ذلك بخروج قيادة حركة حماس من القطاع وتسليم أسلحتهم، في الوقت الذي لا تتوانى فيه عن اغتيال أي قيادي فلسطيني ينتمي إلى حماس أو فصائل المقاومة، داخل غزة وخارجها، في تناقض صارخ يكشف حقيقة موقفها: الفلسطيني الجيد هو المستسلم أو الميت.

قطر ليست الساحة الأولى التي تطالها العربدة الإسرائيلية، ولن تكون الأخيرة، فالمشروع الدموي التلمودي يهدد تركيا ومصر وسائر المنطقة، ما لم يتم ردع حكومة نتنياهو قبل فوات الأوان.

اذ أن سجل الإجرام الصهيوني طويل وممتد عبر الجغرافيا العربية والإقليمية، حيث تتكرر مشاهد الاغتيالات بحق قادة المقاومة الفلسطينية. فمن بيروت، التي شهدت اغتيال غسان كنفاني، وكمال عدوان، وكمال ناصر، ومحمد يوسف النجار، وعلي حسن سلامة، وصولًا إلى اغتيال الشهيد صالح العاروري، إلى تونس التي ارتوت بدماء خليل الوزير (أبو جهاد) وصلاح خلف (أبو إياد)، مرورًا بغزة التي فقدت الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، والضفة التي اغتيل فيها أبو علي مصطفى، وصولًا إلى طهران، حيث امتدت يد الاستهداف الإسرائيلي لتطال القيادات الفلسطينية، كما تجلى في اغتيال القائد إسماعيل هنية، وأخيرًا الهجوم في الدوحة، ضمن سياسة ممنهجة لتصفية رموز المقاومة أينما وجدوا.

هذه السلسلة من الاغتيالات، التي امتدت إلى دول عربية وإقليمية وعالمية، ليست مجرد عمليات عابرة، بل تعكس استراتيجية إسرائيلية ثابتة تهدف إلى تفريغ القضية الفلسطينية من قياداتها، وإجهاض أي مشروع مقاوم، وفرض الاستسلام تحت غطاء القوة والعدوان.

إن موسوعة الإجرام الإسرائيلي ممنهجة تاريخيًا، وهي جزء من الرؤية الاستراتيجية التلمودية، التي تجلت في جرائم عصابات شتيرن والهاغانا عام ١٩٤٨، والتي أسفرت عن تهجير آلاف الفلسطينيين عبر مجازر دموية منظمة طالت المدن والقرى.

ولا تعير إسرائيل أي اعتبار لسيادة الدول أو لمبادئ القانون الدولي، بل تمضي في عدوانها المستمر منذ ٧ أكتوبر، بل منذ النكبة وما قبلها، في سياسة تقوم على القتل والتدمير، وتغلفها بالكذب والغدر الذي انطلى على كثير من صناع القرار في العالم، بل وحتى على بعض النخب العربية والإسلامية، عبر عمليات ترويض وغسل دماغ ممنهجة.

Ізраїльський рейд на Доху та спроба вбивства лідерів ХАМАС

ما جرى في قطر من استهداف لقادة المقاومة يعيد إلى الذاكرة مشهدًا تاريخيًا بالغ الدلالة، حين فرض اتفاق فيليب حبيب عقب اجتياح بيروت عام 1982 إخراج قوات المقاومة الفلسطينية وتشتيتها في المنافي. ورغم مغادرتهم بيروت، لم تتوقف آلة القتل الإسرائيلية عن ملاحقتهم، فامتدت يد الإرهاب إلى شواطئ تونس، حيث اغتيل عدد من أبرز قيادات حركة فتح. ولم يكن الرئيس ياسر عرفات بمنأى عن هذا المسار الدموي، إذ حوصر في رام الله، وتعرض للتسميم والتصفية في واحدة من أكثر العمليات الإسرائيلية دلالة على استهداف القيادة الوطنية الفلسطينية.

إن ما جرى في قطر من ملاحقة لقادة المقاومة والوفد المفاوض لا يمكن فصله عن هذا السياق التاريخي، بل يمثل حلقة جديدة في سلسلة الاستهداف الممنهج، ويضع الأمة أمام امتحان تاريخي بالغ الخطورة. وهو ما يستدعي مراجعة جذرية وشاملة لمسار العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والأمنية مع الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه في البيت الأبيض، بما يضمن حماية الكرامة الوطنية واستعادة زمام المبادرة في مواجهة مشروع الهيمنة والتصفية.

إنها فرصة ذهبية أمام قادة الأمة لاستعادة الكرامة، عبر مراجعة مسار التطبيع والاتفاقات “الإبراهيمية” التي لم تُحقق أي مكاسب، بل استُغِلّت من قبل إسرائيل لمزيد من التهام الأرض وانتهاك السيادة، دون تقديم أي تنازلات أو إنهاء للاحتلال.

لقد آن لقادة الأمة أن يواجهوا لحظة الحقيقة، وأن يعيدوا النظر في أوهام التطبيع. فمنذ قمة بيروت عام ٢٠٠٢، التي أطلقت مبادرة السلام العربية، وحتى اتفاقات كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو، لم تحترم إسرائيل أي من تعهداتها، بل قابلت كل خطوة عربية بمزيد من التنمر والتوسع والضم.

ولا ينبغي أن ننسى أن اتفاقات أوسلو وملاحقها مزقتها السياسات الإسرائيلية التوسعية، التي عملت سرًا وعلانية على تدمير كل فرصة للسلام.

اليوم، الأمة بحاجة إلى وقفة عربية وإسلامية جادة، تعيد بناء عناصر القوة، وتضع حدًا للتمدد والعدوان الإسرائيلي. لقد بات واضحًا، وبلا مواربة، أن نتنياهو يوسع المستوطنات والضم حتى شرق الأردن، ويبشر برؤية إلهية ومشروع رباني لإقامة “إسرائيل الكبرى” التي تطال الخليج والشرق بأسره، بخريطة بلا حدود ولا دستور.

وهذا يعيد إلى الأذهان مشروع شمعون بيرس في كتابه “الشرق الأوسط الجديد” عام ١٩٩٦، وكتاب نتنياهو “مكان تحت الشمس” عام ٢٠١٤، الذي يعكس تصوره للسلام مع العرب.

بعد كل هذه المبادرات العربية السلمية – أو بالأحرى الاستسلامية – التي أدارت إسرائيل ظهرها لها، بات من الضروري مراجعة هذا المسار الذي جلب التفريط والدمار وضياع الحقوق.

المطلوب اليوم دعم المقاومات العربية في كل مكان، واعتبار المقاومة حقًا مشروعًا للدفاع عن الأرض والسيادة، وعن مصالح وثروات الأمة. كما يجب إعادة النظر في تصنيف المقاومة والمقاومين بالإرهاب، والاعتراف بهم كمقاومي حرية، يستحقون الدعم حتى تحقيق النصر والاستقلال، واستعادة كامل الأراضي المحتلة. فالقانون الدولي يشرّع مقاومة الشعوب المحتلة، التي تواجه الاحتلال الكولونيالي وممارساته في التطهير والإبادة.

إنها لحظة تاريخية لقادة الأمة الغيورين على كرامتها، في ظل ما يجري في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن، لتجاوز معزوفة الشجب والاستنكار، واستعادة معادلة القوة والردع، عبر استخدام أوراق المصالح والقوة التي تمتلكها دول المنطقة وشعوبها.

الحذر كل الحذر من تنفيس حالة الاحتقان التي تحيط بإسرائيل الآن.

مطلوب قمة عربية عاجلة للمّ الشمل العربي.
قمة تكون خطوة تاريخية ملحة لإسقاط معادلة نتنياهو القائمة على فرض الاستسلام بالقوة، وكسر عنجهيته وتنمره.

في عالم اليوم، تحالف المصالح هو السلاح الأمضى.

لقد بات واضحًا أكثر من أي وقت مضى، أن الولايات المتحدة شريكة في العدوان ونهب الثروات العربية، وأن مشروعها، كما عبّر عنه ترامب والبيت الأبيض، يقوم على فرض الاستسلام الشامل للأمة والعالم، في إطار هيمنة ونهب ممنهج.

إن اللحظة الراهنة تمثل فرصة تاريخية للعالم العربي والإسلامي لإعادة تقييم تحالفاته الدولية، والخروج من دائرة الارتهان للقطبية الأحادية التي كرّست الهيمنة والنهب. المطلوب اليوم هو بناء استراتيجية تحالفية جديدة، ترتكز على قوى صاعدة مثل دول البريكس، وإيران وتركيا، باعتبارها مرتكزات لتحالف دولي بديل قادر على ترسيخ السلام العادل، وإنهاء احتكار القرار العالمي، وإعادة تشكيل المؤسسات الدولية على أسس أكثر عدالة وتوازنًا.

إنه نداء لعالم متعدد الأقطاب، عالم إنساني بلا جدران، يضع كرامة الشعوب وحقوقها في صدارة المعادلة الدولية، ويكسر احتكار القوة الذي لطالما همّش قضايا الأمة وشرّع العدوان عليها.

ستبقى الولايات المتحدة ودول الغرب الاستعماري تمثل العدو المركزي للأمة العربية، بما تمارسه من سياسات الهيمنة والنهب والتواطؤ مع الاحتلال. ولا سبيل لاستعادة الكرامة الوطنية والقومية إلا بإرساء معادلة التعامل بالمثل مع دول العالم، بما يضمن حماية كرامة الأمة وشعوبها، ويعيد التوازن إلى العلاقات الدولية.

ستبقى أمجاد الأمة العربية منارة تلهم الأجيال القادمة، وتغذي روح النهوض والمقاومة، فيما سيبقى التاريخ شاهدًا لا يرحم على المتخاذلين والمتواطئين مع مشاريع التصفية والتطبيع.

وشعوبنا العربية، التي ما زالت تنبض بالوعي والكرامة، تنتظر من قادتها لحظة الوفاء للتاريخ، لحظة إعادة عقارب الساعة إلى الزمن العربي الجميل، زمن السيادة والقرار المستقل، الذي طال انتظاره.

Залишити відповідь

Ваша e-mail адреса не оприлюднюватиметься. Обов’язкові поля позначені *