Д. Сказав Салам
28/9/2022
بعبارة “تجميد الصراع” و “تعليقه” يمكن فهم النتيجة الوسطية، انتصار القوات الاوكرانية، حيث تقوم بتحرير الأراضي إلى حدود ما قبل 24 فبراير، لكن التحرير النهائي للأراضي المحتلة عام 2014 والهزيمة الكاملة لروسيا قد يحدث في الحرب القادمة.
أصبحت تفاصيل “الإنذار” الذي قدمته الهند وجمهورية الصين الشعبية وتركيا إلى بوتين في قمة سمرقند معروفة.
أمام رئيس الاتحاد الروسي حتى تاريخ 15 نوفمبر (يوم قمة مجموعة العشرين) لإنهاء هذه الحرب بأي شكل من الأشكال. بخلاف ذلك ستتوقف هذه الدول عن الحفاظ على العلاقات الاقتصادية مع روسيا وقد تنضم إلى العقوبات الغربية.
وهذا يفسر كل تصرفات الكرملين في الأسبوع الماضي.
من المنطقي أن تستغرق التعبئة الحقيقية أكثر من شهر ونصف، ولن يكون لديه الوقت لإعداد خطة مناسبة لتصعيد الهجوم على أوكرانيا بحلول 15 نوفمبر. لذلك نستنتج أن النظام الروسي قرر الجمع بين عامل التعبئة وعامل الابتزاز النووي لفرض و تسريع المفاوضات مع الطرف الاوكراني.
حتى 15 نوفمبر، كل تصريحات الكرملين “خدعة” لإجبار الطرف الاوكراني على وقف إطلاق النار. ولكن إذا رفضت السلطات الاوكرانية وقف اطلاق النار، فهناك احتمال حقيقي أنه بعد 15 نوفمبر، يمكن لروسيا أن تبدأ حقًا ابتزازًا نوويًا حقيقيًا مع عواقب لا يمكن التنبؤ بها.
وفي نفس الوقت تم نشر مقابلة لرئيس الاركان الاوكراني زالوجني مع صحيفة تايم. حيث طرح امراً بالغ الأهمية، أقتبس منه: “انتصارنا على روسيا لن يكون نهائيا. لكنه سيعطي فرصة لالتقاط الأنفاس والاستعداد للحرب القادمة”.
الانطباع و الاستنتاج الشخصي هو أن هناك إمكانية “لتجميد الصراع” بعد 15 نوفمبر.
لقد شعر الغرب والشرق بالتهديد الحقيقي للحرب النووية والأزمة الاقتصادية وقد يقومون بمحاولة إجبار السلطات الاوكرانية والروسية على التسوية، والتي قد تكون نتيجتها استعادة الطرف الاوكراني لبعض الأراضي، وتحقيق السلام المؤقت.
ماذا ستفعل أوكرانيا إذا أوقف الغرب ببساطة المساعدات المالية والعسكرية لها، وبدأ الشرق الضغط على بوتين بفرض عقوبات؟
لذا، فإن المعركة الآن لا تدور حول من سينتصر في الحرب الكبرى، ولكن حول الشروط الإقليمية التي سيتم توقيع وقف إطلاق النار فيها.
خلال الـ 45 يومًا القادمة، سيتم تحديد الأراضي التي سيتم استعادتها من قبل القوات الاوكرانية لوقف إطلاق النار: خيرسون وخاركيف، الوصول إلى الحدود في 24 فبراير، وربما تصفية جمهوريات دونيتسك ولوغانسك الشعبية. هذا هو السبب في أن الروس في عجلة من أمرهم للتعبئة من أجل الدفاع عن مكتسباتهم والاراضي التي يسيطرون عليها بحلول 15 نوفمبر. ولكن على الأرجح، إذا كان هناك مثل هذا الخيار، فلن يكون لدى الطرف الاوكراني الوقت لإستعادة شبه جزيرة القرم.