أوكرانيا تقاتل من أجل السلام العادل … فماهي خيارات روسيا؟

أوكرانيا تقاتل من أجل السلام العادل … فماهي خيارات روسيا؟

أحمد عبد الغني

27\9\2024

تتجنب روسيا عمدا محادثات السلام لإنهاء الحرب على اوكرانيا. وما رفضها المشاركة في قمة السلام الثانية المزمع عقدها في نوفمبر/تشرين الثاني هذا العام الا تأكيد واضح على ذلك.

بدلاً من التسوية الدبلوماسية، يواصل الكرملين إظهار رغبته في مواصلة الحرب على أوكرانيا و محاولة احتلال المزيد من الأراضي. وقال ممثلو وزارة الخارجية الروسية، وخاصة ماريا زاخاروفا، إن مبادرات السلام، مثل صيغة السلام التي اقترحتها أوكرانيا، كانت بمثابة “إنذار نهائي للاستسلام” لموسكو.

إن هذه التصريحات تظهر عدم رغبة روسيا في التنازل أو السعي إلى سلام عادل ومستدام. ورفض المشاركة في محادثات السلام يشير بوضوح إلى الرغبة في مواصلة الحرب، وتجاهل أي مسار دبلوماسي لإنهائها. ومثل هذه الإجراءات لا تقوض مبادرات السلام فحسب، بل تنتهك أيضا المعايير الدولية، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة، الذي يتطلب حل النزاعات سلميا واحترام سلامة أراضي الدول.

وعلى العكس من ذلك، يطالب الكرملين بإجراء مفاوضات بشروطه، بما في ذلك التنازلات الإقليمية من أوكرانيا. ولكن مثل هذه الظروف غير مقبولة بالنسبة لكييف، التي صرحت مرارًا وتكرارًا بأن سيادة الدولة وسلامة أراضيها غير قابلة للتفاوض.

وبدورها، تظهر أوكرانيا بنشاط استعدادها لتحقيق سلام عادل. وكانت إحدى أهم المبادرات هي القمة العالمية الأولى للسلام، التي عقدت يومي 15 و16 يونيو 2024 في سويسرا، بمشاركة أكثر من 100 وفد من جميع القارات، مما أظهر الدعم العالمي لأوكرانيا، على الرغم من محاولات روسيا منع مشاركة بعض القادة. وغطت القمة ثلاث تحديات عالمية رئيسية: الأمن النووي، والأمن الغذائي، وعودة الأشخاص المرحلين بشكل غير قانوني الى روسيا، بما في ذلك الأطفال. وفي أعقاب القمة، تم التوقيع على بيان مشترك، أيدته 94 دولة. وهذا يؤكد الدعم العالمي لمبادرات أوكرانيا الرامية إلى استعادة وحدة أراضيها وضمان الأمن الدائم.

وتتضمن صيغة السلام الأوكرانية، التي اقترحها الرئيس فولوديمير زيلينسكي، خطوات رئيسية لاستعادة وحدة أراضي أوكرانيا وضمان الأمن العالمي على أساس القانون الدولي. وقد أيدت الدول المشاركة الخطة، معترفة بأن السلام الدائم مستحيل دون عودة جميع الأراضي المحتلة.

وفي إطار إظهار التزامها بالسلام، تخطط أوكرانيا لتقديم خطة النصر في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومناقشتها مع الحلفاء، بما في ذلك الولايات المتحدة. وتتضمن الخطة تعزيز الأمن ودعم الشركاء الدوليين، مما يسمح لأوكرانيا بتحسين موقفها التفاوضي وتقريب نهاية الحرب.

خطة النصر الأوكرانية وتأثيرها على مسار الحرب والمفاوضات

من الجدير بالذكر ان روسيا تحتل أراض أخرى خارج أوكرانيا، وتستمر في تشكيل تهديد للدول الأخرى. حيث، بالإضافة إلى احتلال شبه جزيرة القرم وأجزاء من شرق وجنوب أوكرانيا، تسيطر موسكو على مناطق انفصالية في دول أخرى. حيث انها في عام 2008، احتلت أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية في جورجيا، متجاهلة الدعوات الدولية لإعادة هذه الأراضي إلى السيطرة الجورجية. وأيضا تسيطر على إقليم ترانسنيستريا، في شرق مولدوفا، بعد ان دعمت الانفصاليين منذ أوائل التسعينيات، الامر الذي يستمر في زعزعة استقرار المنطقة.

منذ بداية غزوها الشامل لأوكرانيا في عام 2022، لم تُظهر روسيا سياستها العدوانية فحسب، بل أظهرت أيضًا طموحاتها التوسعية التي يمكن أن تهدد دولًا أخرى في أوروبا الشرقية. إذ تتعرض دول البلطيق وبولندا ورومانيا ودول أخرى في المنطقة لضغوط وتهديدات مستمرة، مما يشير إلى أن النجاح الجزئي ليس مناسبًا للكرملين.

تواصل روسيا محاولات توسيع نفوذها بالقوة، مما يؤكد فقط طموحاتها الإمبراطورية. وعلى عكس روسيا، تبذل أوكرانيا كل ما في وسعها لاستعادة السلام على أساس العدالة والقانون الدولي. وهي مدعومة من المجتمع الدولي، حيث تتحد دول العالم لدعم أوكرانيا في جهودها للعيش بسلام وفقًا لميثاق الأمم المتحدة، واستعادة النظام الدولي.

هذا التضامن العالمي هو المفتاح للحفاظ على الاستقرار في أوروبا ومنع المزيد من العدوان.

هل ينجح اجتماع السعودية بوضع نهاية للحرب في اوكرانيا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *